الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الرصافي البلنسي >> ألاَجرعٍ تحتلهُ هِندُ >>
قصائدالرصافي البلنسي
- ألاَجرعٍ تحتلهُ هِندُ
- يَنْدَى النَّسيمُ ويأْرَجُ الرَّنْدُ
- ويطيبُ واديهِ بموردِها
- حتى ادَّعَى في مائِهِ الوَرْدُ
- نِعْمَ الخليطُ نَضَحْتُ جانِحَتي
- بحديثِهِ لو يبردُ الوجدُ
- يُحْيِيكَ من فِيْهِ بِعاطِرَة ٍ
- لو فاهَ عنها المِسْكُ لم يَعْدُ
- يا سَعْدُ قَد طابَ الحديثُ فَزِدْ
- مِنْهُ أَخَا نَجْواكَ ياسعدُ
- فلقدْ تجددَ لي الغرامُ وإِنْ
- بَلِيَ الهَوى وتقادمَ العهدُ
- ذكرٌ يمرُّ على الفؤادِ كما
- يوحي إِليك بسقطهِ الزندُ
- وإِذا خلوتُ بها تمثلَ لي
- ذاكَ الزمانُ وعيشهُ الرغدُ
- ولقاءُ جيرتنا غداتئذٍ
- مُتَيَسِّرٌ، وَمَرامُهُمْ قَصدُ
- وخيامُهُمْ أَيامَ مَضْربها
- سِقْطُ اللِّوَى وكثيبُهُ الفَرْدُ
- أَعْدُو بها طَوْراً وَرُبَّتَما
- رُعْتُ الفَلا، والليلُ مُسْوَدُّ
- لكواكبٍ هيَ في تراكبِها
- حلقُ الدروعِ يضمُّها السردُ
- مِنْ كلِّ أَرْوَعَ حَشْوُ مِغْفَرِهِ
- وَجْهٌ أَغَرُّ وفاحمٌ جَعْدُ
- ذُكِرَ الوزيرُ الوَقَّشِيُّ لهمْ
- فأثارهُمْ للقائِهِ الودُّ
- مترقبينَ حلولَ ساحَتِهِ
- حتى كأنَّ لقاءَهُ الخلدُ
- قد رنحتْهُمْ مِنْ شمائِلِهِ
- ذِكَرٌ كما يَتَضَوَّعُ النَّدُّ
- نِعْمَ الحديثُ الحلوُ تَمْلِكُهُ الـ
- ـركبانُ حيثُ رَمى بها الوخدُ
- يا صاحبيَّ أخبرهُ عجبٌ
- لكما على ظمأٍ به وِرْدُ
- أَمْ ذِكْرُهُ تَتَعَلَّلانِ بهِ
- إذ ليسَ مِنْهُ لذِي فمٍ بُدُّ
- شَفَتَيْكُما فالنحلُ جاثِمة ٌ
- ممَّا يُسيلُ عليها الشَّهدُ
- رَجُلٌ إذا عَرَضَ الرجالُ له
- كَثُرَ العديدُ وأَعْوَزَ النِدُّ
- مِنْ مَعْشَرٍ نَجَمَ العلاءُ بهم
- زهراً كما يتناسقُ العقدُ
- لبسوا الوزارة َ معلمينَ بها
- ومع الصنائفِ يحسنُ البردُ
- مُسْتَأْنِفِيْنَ قديمَ مَجْدِهِمُ
- يَبْني الحفيدُ كما بَنى الجَدُّ
- حُمِدُوا إلى جَدٍّ وأعْقَبَهُمْ
- حَمْدٌ بأحمدَ ما لَهُ حَدُّ
- وكأنَّما فاقَ الأنامَ بهمْ
- نَسَبٌ إلى القمرينِ يَمْتَدُّ
- فَيَرى وَليدُهُمُ المنامَ على
- غيرِ المجرة ِ أنهُ سهدُ
- ويرى الحيا في مزنهِ فيرى
- أنَّ الرضاعَ لريهِ صدُّ
- وكأنما ولدوا ليكتفلوا
- حيثُ السنَا والسؤددُ العدُّ
- فعلتْ كرائمهمْ بهمْ وعلا
- فوقَ السماكِ النهدُ والجهدُ
- سَتَرى الوزيرَ ومجدَهُ فَتَرى
- جَبَلاً يُلاذُ به وُيُعْتَدُّ
- وترى مآثرَ لا نَفَادَ لها
- بالعدِّ حتى ينفدَ العدُّ
- ضمنَ النوالُ بأَنْ تروحَ إِليـ
- ـه العيسُ مُعْلَمَة ً كما تَغْدُوا
- ولقد أَراني بالبلادِ وَآ
- مالُ البلادِ ببابهِ وفدُ
- وهباتهُن تصفُ الندَى بيدٍ
- ماذا يَرَى علياءَه الجد
- خَفَقَت بها في الطِّرْسِ بارقَة ٌ
- حدقُ القنا من دونِها رمدُ
- محمولة ٌ حملَ الحسامِ وإِنْ
- خَفِيَ النِّجادُ هناكَ والغِمْدُ
- حتَّى اليراعة ُ بينَ أنملِهِ
- ياقومُ ممَّا تَطْبَعُ الهِنْدُ
- وكفَى بأنْ وسمَ الندَى سمة ً
- لمْ تَمْحُها الأيَّامُ مِنْ بَعْدُ
- بعوارفٍ عمرَ البلادَ بها
- فاخضرَّ منها الغورُ والنجدُ
- والأمْرُ أشْهَرُ في فَضائِلِهِ
- ما إِن يُلَبِّسُهَا لكَ البُعْدُ
- هيهاتَ يذهبُ عنكَ موضعُهُ
- هَطَلَ الغمامُ وَجَلْجَلَ الرَّعْدُ
- أَعْرَبْتُ عنْ مكنونِ سُؤْدَدِهِ
- ما تعجمُ الورقاءُ إِذْ تشدُو
- سوراً من الامداحِ محكمة ً
- من آيِهِنَّ الشُّكْرُ وَالحَمْدُ
- ولعلَّ ما يخفَى وراءَ فمي
- منْ ودِّهِ أضعافَ ما يبدو
المزيد...
العصور الأدبيه