الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الرصافي البلنسي >> حباني على بعدِ المدَى بتحية ٍ >>
قصائدالرصافي البلنسي
- حباني على بعدِ المدَى بتحية ٍ
- أرَى غصني رطبَ المهزِّ بها نضرا
- برائيَّة ٍ لم أدرِ عند اجتلائِها
- هي الدرُّ منظوماً أَم الزَّهْرُ مُفْتَراً
- وما سرُّ نوارٍ بممطورة ِ الرُّبَى
- تبوحُ أصيلاناً به الريحُ أَو فجرا
- بأطيبَ منها في الأُنوفِ وغيرِها
- تجاذَ بها سرَّاً بنو الدهرِ أوْ جهرا
- أعندكمُ أنّا نبيتُ لِبُعْدِكُمْ
- وكلُّ يدٍ منَّا على كَبِدٍ حرَّى
- وَمِنْ عَجَبٍ انَّا نهيمُ بِقُرْبِكُمْ
- ولا زَوْرَ إلا أن نُلِمَّ بكم ذِكْرا
- نؤمِّلُ لقياكُمْ وكيفَ مطارُنا
- بأجنحة ٍ لا نستطيعُ لها نَشْرا
- فلو آبَ ريعانُ الصِّبا ولقاؤُكُمْ
- إِذاً قضتِ الأيامُ حاجتنَا الكبرَى
- فانْ لم يكنْ إِلا النَّوى وَمَشيبنَا
- ففي أيِّ شيءٍ بعدُ نستعطفُ الدَّهْرا
- فهل مِنْ فتى ً طلقِ المحيَّا مُحَبَّبٍ
- يطولُ تمني السَّفْرِ أَنْ يَصْحَبَ السَّفْرا
- تحدثكُمْ عنَّا أسرة ُ وجههِ
- وإنْ لم تَصِفْ إلا التهلُّلَ والبِشْرا
- فلو لم تكنْ تمسي مشاربُ خاطِري
- كما شاءتِ الدنيْيا معكرة َ كُدْرا
- لأَصْدَرْتُها عنِّي نتائجَ مُنْجِبٍ
- عِراباً، كما تَدْرِي مُحَجَّلة ً غُرَّا
- على أَنَّني لا أَرتضي الشعرَ خُطَّة ً
- ولو صيرتْ خضراً مسارحيَ الغبرا
- كفى ضعة ً بالشعرِ أنْ لستُ جالباً
- إِليَّ بهِ نفعاً ولا رافِعاً ضُرَّا
- يقولُ أناسٌ : لو رفعتَ قصيدة ً
- لأدركتَ حتماً في الزمانِ بها أمْرا
- ومِنْ دونِ هذا غيرة ٌ جاهلية ٌ
- وإن هيَ لم تَلْزَمْ فقد تلزمُ الحُرَّا
- أَلَم يأتهمْ أَنِّي وأدتُ بحكمِها
- بنيَّاتِ صَدْري قَبْلَ أَنْ تَبْرَحَ الصَّدْرا
- متى أرْسلتْ أيدي الملوك هباتها
- ولم يُوصلوا جاهاً ولم يُجزلوا ذخراً
- فقد سَرَّني أَنِّي حَرَمْتَ عُلاهُمُ
- حُلَى ً مُحْكمَاتٍ تُخْجِلُ الأنجُمَ الزُّهرا
المزيد...
العصور الأدبيه