الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الرصافي البلنسي >> إِذا كان الذي يَعْرُوْ مُهِمَّاً >>
قصائدالرصافي البلنسي
إِذا كان الذي يَعْرُوْ مُهِمَّاً
الرصافي البلنسي
- إِذا كان الذي يَعْرُوْ مُهِمَّاً
- فأيسرُ ما تضيقُ به الصدورُ
- فيا لكِ صِحَّة ً جَلَبَتْ حياة ً
- تعيشُ بها المنابرُ والثغورُ
- ويا لكِ نعمة ً رمنا مداها
- فما وَصَلَ اللسانُ ولا الضَّميرُ
- عَجَزْنا أَنْ نَقُومَ لها بِشُكْرٍ
- على أنَّ الشكورَ لها كثيرُ
- وكيف به وباعُ القولِ فيها
- وإِن طالتْ مسافَتُهُ قَصِيرُ
- تَخَلَّصنْا بها من كلِّ همٍّ
- كأنَّ الليلَ في يدهِ أسيرُ
- وبتنا في ذراها كيف شئنا
- فَجَفْنٌ نائمٌ وَحَشاً قَرِيرُ
- رَفَعْنا نَحْوَ مَرْآكُمْ عُيُوْناً
- لهنَّ دُوَيْنَكُمْ نَظَرٌ كَسير
- فكادَ يَصُدُّنا عَنْ مُجْتَلاهُ
- رقيبٌ منْ مهابتكمْ غيورُ
- فيا صفحاتِهِ زيدي انبلاجاً
- كما يَعْلُو الصَّبَاحُ المُسْتَنير
- ويا قسماتهِ زيدي ابتهاجاً
- كما يَتَضَاحَكُ الرَّوْضُ المطير
- وجذمٌ في الخلافة ِ مستقرُّ
- تَمُرُّ على أَصَالَتِهِ الدُّهُورُ
- وَحُكْمٌ تحته أَمْرٌ مُطَاعٌ
- يحطُّ به عن الجيشِ الأميرُ
- وتدبيرٌ يبيتُ على التَّمادي
- من الرأيِ المصيبِ له سميرُ
- وهيجاءٌ تَخَطَّفْتُمْ ذَوِيْها
- كما تتخطفُ الحجلَ الصقورُ
- بخيلٍ مدركاتٍ ما أرادتْ
- إذا اشتدَّتْ فليسَ لها فُتُور
- مُصَرَّفَة ٌ بِحُكْمِكُمُ فَطَوْراً
- تخبُّ بكمْ وآونة ً تطيرُ
- وكمْ بيداءَ قد جاوزتموْها
- فلاذَ بظلِّكمْ فيها الهجيرُ
- فجئتمْ والغديرُ بها سَرابٌ
- وَزُلْتُمْ والسَّرابُ بها غدير
- رَسَمْنا الحمدَ باسْمِكَ واقْتَصَرْنا
- فلمْ يطلِ النظيمُ ولا النثيرُ
- إِذا لم يَنْقُصِ المعنى بيانٌ
- فِسِيَّانِ البلاغة ُ والقُصُورُ
- فتى ً من قيسِ عيلانٍ تلاقى
- على سيمائِهِ كرمٌ ونورُ
- تضيءُ به البلادُ إِذا تجلَّى
- وَتَغْرَقُ في مَكارِمِهِ البحور
- وَتُعْرَفُ مِنْ مَنازِلِهِ المَعالي
- كما عُرِفَتْ من القَمَرِ الشُّهُور
- تَشَبَّهَتِ الملوكُ به وَحاشا
- وذلك منهمُ غيٌّ وزورُ
- وقد يقعُ التَّفاضُلُ في السَّجايا
- ويهجى الشوكُ إِنْ لمسَ الحريرُ
- فِدى ً لكَ مِنْهمُ أَعلاقُ صِدْقٍ
- فإِنَّكَ أَنتَ وَاحِدُها الخطير
- إلى الجوزاء فارقَ وَدَعْ أُناساً
- مَراقِيْهِمْ عَريشٌ أَوْ سَرير
- وبعدُ، فزار حضرتكُمْ سلامٌ
- ولكنْ مثلُ ما نفحَ العبيرُ
- سلامٌ تَحْتَهُ شَوْقٌ وَحُبٌّ
- يَخُصُّكُمُ به عَبْدٌ شَكور
- مملكُ طاعة ٍ لكمُ ونعمَى
- هما في الجيد طوقٌ أَو جريرُ
المزيد...
العصور الأدبيه