الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الرصافي البلنسي >> خليليَّ ما للبيدِ قد عبقتْ نشْرا >>
قصائدالرصافي البلنسي
خليليَّ ما للبيدِ قد عبقتْ نشْرا
الرصافي البلنسي
- خليليَّ ما للبيدِ قد عبقتْ نشْرا
- وما لِرُءُوسِ الرَّكْبِ قد رُنِّحَتْ سُكْرا
- هل المسكُ مَفْتوقاً بِمَدْرَجَة ِ الصَّبا
- أمِ القومُ أجروْا منْ بلنسية ٍ ذكرا
- خليليَّ عُوْجا بي عليها فانَّهُ
- حديثٌ كَبَرْدِ الماءِ في الكبدِ الحَرَّى
- قِفا غيرَ مأمورينِ ولتصديَا بها
- على ثقة ٍ للغيثِ فاستقيا القطْرا
- بِجِسْرِ مَعانٍ والرُّصافة إِنَّهُ
- على القطرِ أنْ يسقي الرصافة َ والجسْرا
- بِلادي التي رِيْشَتْ قُوَيْدِيمَتي بها
- فريخاً وآوتني قرارتَها وكْرا
- مبادىء لينِ العيشِ في ريِّقِ الصِّبا
- أَبى اللهُ أَنْ أَنْسى لها أَبداً ذِكْراً
- أكلُّ مكانٍ راحَ في الأرضِ مَسْقَطاً
- لرأسِ الفَتى يهواهُ ما عاشَ مضطرَّا
- ولا مثلَ مدحوٍّ من المسكِ تربة ً
- تُمَلِّي الصَّبا فيها حقيبَتَها عِطْرا
- نباتٌ كأنَّ الخدَّ يحملُ ذورَهُ
- تخالُ لجيناً في أَعاليهِ أَوْ تِبرا
- وماءٌ كترصيعِ المجرَّة ِ جَلَّلَتْ
- نواحيهُ الأزهارُ فاشتبكتْ زُهرا
- أَنيقٌ كريعانِ الحياة ِ التي حلَتْ
- طليقٌ كريَّانِ الشبابِ الذي مرَّا
- بَلَنْسِيَة ٌ تلكَ الزَّبْرَجدَة ُ التي
- تسيلُ عليها كلُّ لؤلؤة ٍ نَهْرا
- كأنَّ عَرُوساً أبدعَ اللهُ حُسْنَها
- فصيَّر مِنْ شَرْخِ الشبابِ لها عُمرا
- تؤبدُ فيها شعشعانية ُ الضُّحَى
- إِذا ضاحكَ الشمسُ البحيرة َ والنهرا
- تزاحمُ أَنفاسُ الرياحِ بزهرها
- نُجُوماً فلا شَيْطانَ يَقرَبُها ذُعْرا
- هي الدرَّة ُ البيضاءُ من حيثُ جِئْتَها
- أضاءَتْ وَمَنْ للدرِّ أَنْ يُشْبِهَ البَدْرا
- معاهدُ قد ولَّت إِذا ما اعتبرتَها
- وجدتَ الذي يحلو مِنَ العيشِ قد مرَّا
المزيد...
العصور الأدبيه