الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الرصافي البلنسي >> أيداً تفيضُ وخاطراً متوقدا >>
قصائدالرصافي البلنسي
- أيداً تفيضُ وخاطراً متوقدا
- دعها تبتْ قبساً على علمِ النَّدى
- نِعْمَ اليدُ البيضاءُ آنَسَ طارقٌ
- نارَ الذكاءِ على مكارمِها هُدَى
- نعماءُ أعياني التماسُ مكانِهَا
- لو قد وجدتُ لها ولياً مرشدا
- ويقولُ قومٌ : آية ٌ قدسية ٌ
- واظنُّها للقائدِ الأعْلى يَدا
- رجلُ الزَّمانِ حَزَامة ً وَشَهامَة ً
- وسريهُ حسباً أغرَّ ومحتدا
- شهمٌ على رأسِ الدهاءِ محلقٌ
- لو شاء أفردَ منْ أخيه الفرقدا
- يستهدفُ المستقبلاتِ بظنِّهِ
- فيكادُ يُصْمِي اليومَ ما يَرْمي غَدا
- ويسابقُ الرأيَ المصيبَ بعزمِهِ
- كالسَّهْمِ لا كَسِلاً ولا مُتَبَلِّدا
- حزمٌ يريكَ المشرفيَّ مصمماً
- في كفِّهِ والسمهريَّ مسددا
- وتكادُ تحميهِ نفاسة ُ قدرهِ
- واليأسُ مِنْ إِدْرَاكِهِ أنْ يُحْسَدا
- وإذا ذكرتَ قبيلَهُ عَنْساً فَخُذْ
- ما شئتَ من شرفٍ وعزٍّ سرمدا
- مات الجدودُ الأقدمونَ وغادروا
- إِرْثَ السَّناءِ على البنينَ مُؤَبَّدا
- وكفاكَ منه اليومَ أَيُّ بقيَّة ٍ
- كرموا لها أصلاً وطابوا مولِدا
- إِنَّ الكرامَ بني سعيدٍ كلَّما
- ورثوا النَّدَى والمجدَ أوْحَدَ أوْحَدا
- قَسَمُوا المعاليَ بالسَّوَاءِ وَفَضَّلوا
- فيها عمادهمُ الكبيرَ محمَّدا
- ياواحدَ الدُّنيا وَسَوْفَ أُعيدُهَا
- مثنَى وإِنْ أغنَى نداؤكَ موحَدا
- أَمَّا وقد طُفْنا البلادَ فلم نَجِدْ
- لك ثانياً فكنِ الكريمَ الأوحدا
- مهدْ لنا فوقَ السهَى نحططْ به
- رِجْلَ المخيِّم لا بَرِحْتَ مُمَهِّدا
- واصْرِفْ لنا وَجْهَ القَبُولِ فإِنما
- وَصَلَتْ إليكَ بنا الأماني وُفَّدا
- نبقي لقاءَك وهوَ أكرمُ حاجة ٍ
- نهبتْ لها الخيلُ السُّهَى والفرقَدا
- ولذاكَ خضتُ الليلَ فوقَ مكرَّمٍ
- لم أَعْدُ بي وبهِ العُلا والسُّؤْدَدا
- يَدرْي الأغَرُّ إذا خَفَضْتُ عنانَهُ
- أني سأُبْلِغُهُ منَ الشَّرَفِ المَدى
- وإلى النجومِ الزهرِ يرفعُ طرفهُ
- من لم يحاولْ غيرَ دارِكَ مقصدا
- عَجَبي ولكنْ من سفاهة ِ راحلٍ
- رامَ الرشادَ فراحَ عنك أوِ اغتَدى
- ركبَ الهجيرة َ والسرابُ أَمامهُ
- ونأى العديرُ له فماتَ منَ الصَّدى
- وعلى منِ اعْتَمدتْ سواكَ ظُنُونُهُ
- في الناسِ كلِّهِمُ لِخنْصَرِكَ الفِدا
- الناسُ أنْتَ وسرُّ ذلكَ أنَّهُ
- أصبحتَ فيهمْ بالعُلا متفردا
- شِيَمٌ تَفُوْقُ شَذا المديحِ وإِنْ غدا
- مِسْكاً بأقْطارِ البلادِ مُبَدَّدا
- وجميلُ ذِكْرٍ قَدْ تَضاعَفَ ذِكْرُهُ
- مما يُعادُ به الحديثُ وَيُبْتَدا
- سهلُ الولوجِ على الفؤادِ كأنَّهُ
- نفسٌ يمرُّ على اللسانِ مردَّدا
- فإِليكَ شكري تحفة ً من قادمٍ
- مَغْناكَ زارَ وَمِنْ نَداكَ تَزَوَّدا
- وعليَّ توفِية ُ الثناءِ مُخَلَّداً
- إنْ كان يُقْنِعُكَ الثَّناءُ مُخلَّدا
المزيد...
العصور الأدبيه