الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> تعاتب سعدى إن تنقل دارها >>
قصائدعلي بن محمد التهامي
- تعاتب سعدى إن تنقل دارها
- وأية شمس يستقلّ نهارُها
- أعارتك سقم الجفن والجفن ضامنٌ
- محاسن أخرى جمّة ما يعارها
- بمقلتها يقضي غرار من الكرى
- وما تقطع الأسيافُ لولا غرارُها
- إذا نزلت أرضاً أضاءت بوجهها
- فسيِّان منها ليلها ونهارها
- كواكب لكنّ الحدوج بروجها
- بدور ولكن الخدورَ سرارها
- تألَّق من تحت اللثام كأنما
- يلاث على شمس النهار خمارها
- جرحت بلحظي خدّها فتعمدت
- فؤادي فأصمته وذاك انتصارها
- فدعها وقتلي إنها من قبيلة
- إذا وترت لم يمطل الدهر ثارها
- بكيتُ فحنت ناقتي فأجابها
- صهيل جوادي حين لاحت ديارها
- خططنا بأطراف الأسنة ِ أرضها
- فأهدت إلينا مسك دارين دارها
- ولاحت ثنايا الأقحوان ولو رأت
- محاسنها من أهواه طال استتارها
- وإني وإن عاصيتُ في بيشة الهوى
- ليعجبني غزلانها وصوارها
- أرى الحبَّ ناراً في القلوب وإنما
- تصعُّدُ أنفاس المحب شرارها
- توقَّ عيون الغانيات فإنها
- سيوفٌ وأشفار الجفون شفارها
- وهل للمنى إلا أبو الفضل كعبة ٌ
- يكون إليه حجّها واعتمارها
- تخيرتهُ إن الكرام مناهلٌ
- وما تستوي غدرانها وبحارها
- فقبلتُ إذ عاينتهُ خف ناقة ٍ
- حباني بهِ تهجيرها وابتكارها
- تعرّقُ ظهرها فكأنما
- تضمّن منه ذا الفقار فقارها
- وزنّاهُ بالدنيا فزادَ وإنما
- يبيّنُ أقدارَ الرجال اختبارُها
- وما يُعرف الإنسان إلا بغيره
- وما فُضّلت يمناك لولا يسارها
- لهُ ماءُ وجهٍ مخبر عن مضائه
- ورونقُ ماء الماضيات شعارها
- يخاف عداه سيفه ولسانهُ
- وترهبُ أنياب الليوث وزارها
- صلاتُ يديه كالصلاة فتركها
- ذنوبٌ لديه ما يرجَّى اغتفارها
- إذا غرست أسيافه في مغرس
- من الحرب أمست والرؤوس نثارها
- حكى دغفلاً في بأسه ونواله
- كما تتبع الخيل الجيادَ مهارُها
- إذا عدلَت عنهُ العُلى نحو غيره
- وحاشاه ألجاها إليه اضطرارُها
- تحوز المنايا والمنى منهُ انملُ
- طوال القنا تزهى به وقصارها
- ولم أر أسداً غير آل مفرجٍ
- ترجى عطاياها ويؤمن زارها
- إذا أبرمت أمراً فللجود أمرها
- وإن هي لم تبرم ففيه اشتوارها
- جبالُ حلومٍ أثقلَ الحلمُ سمعها
- عن اللغو حتى قيل وقرٌ وقارها
- ومن شأنها إسرافها في عطائها
- فإن قيل ذا عارٌ فذلك عارها
- وأحمد في مدحيك والمدح حلية ٌ
- صياغتها منّي ومنك نضارُها
المزيد...
العصور الأدبيه