الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> أذهبت رونق ماء الصبح في العذل >>
قصائدعلي بن محمد التهامي
- أذهبت رونق ماء الصبح في العذل
- فاربع فلستَ بمعصوم من الزلّل
- لكل سهم يعدّ الناس سابغة
- تردّه عنك إلا أسهم المقل
- هام الفؤادُ بشمس ما يزايلها
- غربُ من البين أو غيم من الكلل
- ينتاب دمعُ النّوى واللهفُ وجنتها
- فقلما انفكّ ظهر الخدّ من بلل
- لا شيء أكفر من مسواك إسحلة
- يعله الريق لم يُورق ولم يطل
- يخفى شهابُ الهوى في برد ريقتها
- كما استكن نقيعُ السُّم في العسل
- وفي أصول الثنايا باردٌ عللُ
- نفسي الفداءُ لذاك البارد العلل
- إياك إياك تطريقاً بأعينها
- فهي الأسنة في العسّالة الذُّبُل
- مابال طرفك لا تنجو رميَّتهُ
- كأنما هو رامٍ من بني ثعل
- صدّت بنجدٍ وزارت في طرابلس
- وبيننا عنق للسفن والإبل
- في خرد نهّدٍ يعكسن أعيننا
- لضوئهنّ كعكس الشمس للمقل
- تنقادُ نحو هواهنّ القلوبُ كما ان
- قادت إلى هبة الله العُلى بن علي
- غدا عن السُّمر بالسُّمر الكعوب وعن
- بيض الوجوه ببيض الهند في شغل
- يزيّنُ الدولة َ الغراء موضعهُ
- إذا تزيّنتِ الأملاك بالدّول
- ينبي تبسُّمهُ عن بشره أبداً
- والغيثُ أول صوب العارض الهطل
- يزينها فوق ما زانته فهو بها
- في حلّة ٍ وهي من علياه في حلل
- يبشّ بالوفد حتى خلتُ وافده
- وافى يهنّيه بالتأخير في الأجل
- علا فلا يستقرّ المالُ في يده
- وكيف تمسكُ ماءً قنة ُ الجبل
- يقضي بحكم الهدى في المشكلات كما
- يقضي بحكم الظُّبى في ساعة الوهل
- قد حالف الفضلَ في أحكامه أبداً
- والعدلُ خير اقتناء الفارس البطل
- تخشى العدى أبداً صدر الجواد فقد
- ظنّ العدى أنهُ صدرٌ بلا كفل
- في جحفل لجب لولا تبسّطهُ
- لخلتهُ شُبهاً من كثرة ِ الأسل
- كأنّ حُمر المذاكي الخمر تحتهمُ
- وبيضهم حببٌ يطفو على القلل
- أملتُ فيه الغنى من قبل رؤيته
- فالآن أكبرتهُ عن ذلك الأمل
- أملّتُ ذلك علماً أنهُ رجلٌ
- فرد فأبصرت كلّ الناس في رجل
- يصغي إلى سائل جدوى يديه كما
- يصغي المحبُّ الى التغريد والغزل
- لو شاء قال ولم يكذب بمخبره
- عن كلّ فضلٍ أراده أن ذلك لي
- لأنه اخترعَ العلياء مبتدئاً
- وسائرُ الناس من تالٍ ومنتحل
- قد أحكم الحاكمُ المنصور دولتهُ
- بآل حيدرة ٍ في السهل والجبل
- ورفهت كتبهُ أقصى كتائبه
- عن الزيارة للأعداء والقفل
- ترضى الدراريعُ عنهم والدروع وأص
- دافُ القنا وصدورُ البيض والأسل
- تاهت بهم دولة الإسلام واعتدلت
- بعزمهم كاعتدال الشمس في الحمل
- شادوا وسادوا بما يبنون من كرم
- أساس مجدهم المستحكم الأزلي
- تشابهوا في اختلاف من زمانهم
- عند اللهى والنهى والقول والعمل
- كالرمح أولهُ عونٌ لآخره
- وآخر الرمحِ عون الأكعب الأول
- تبعتَ في الجود والعليا أباك ولم
- تكذب كما تبع الوسميَّ صوب ولي
- غيثان أنهما جادت أنامله
- في بلدة نبتت بالمال والخول
- حلّيتما الدين والدنيا بعزّكما
- فلا أذلهما الرحمنُ بالعُطل
- ولا رأينا بعيني دهرنا رَمداً
- فأنتما في مآقيه من الكحل
- وعشتما أبداً في ظلّ مملكة
- قد استعاذت من التغيير والدول
- مارقرق المزن فوق الأرض أدمعهُ
- وحنّ ذو شجنٍ يوماً لمرتحل
المزيد...
العصور الأدبيه