الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> أسيلة خدٍّ دونهُ الأسلُ السمرُ >>
قصائدعلي بن محمد التهامي
- أسيلة خدٍّ دونهُ الأسلُ السمرُ
- ودون ارتشاف الرّيق من ثغرها ثغرُ
- أناة ٌ براها الله اكمل صورة
- فأردفت الأرداف واختصر الخصر
- ويقصر ليلي ماألمت لأنها
- صباح وهل يبقى الدجى وهي الفجر
- مرى البين جفنيها على الخدِّ فالتقى
- بأدمعها والمبسم الدرُّ والدَّرُ
- وقالوا تسلوا عن لذيذ رضابها
- فقلتُ وهل حلت لشاربها الخمرُ
- ألم تعلمي أنّ العناء هو الغنى
- وأن ابتذال التِّبر في حقها بتر
- إذا كان ترحالي بنية ِ آيبٍ
- فباطنهُ وصلٌ وظاهره هجر
- ذريني أهب للمجد شرخ شبيبتي
- فإن لم أبادرها استبدَّ بها العمر
- فلم أرَ هذا العمر إلا مسافة ً
- إذا مرّ يومٌ مرّ من ذرعها فترُ
- فسلنيَ بالدنيا فقلبي صحيفة ٌ
- على ظهرها من كلِّ نائبة ٍ سطرُ
- أوسّع صدري كلَّ يوم بزفرة ٍ
- على أنه وسعٌيضيق لهُ الصدر
- أكلف أقلامي تبلّغني المنى
- وقد عجزت عنها الردينية ُ السُّمر
- وإن لم تنل بالبيض تخضبُها الدما
- فأهون بأقلامٍ يخضِّبها الحبرُ
- إذا فات من أربى على العشر رمحه
- لقاها فقد فاتت فتى ً رمحهُ شبر
- سأنفي الأذى عني وشيكاً بفتية ٍ
- طعانهمُ نظمٌ وضربهم نثر
- وبيداء لولا أنها هي مجهل
- لشبهتها في الوسع صدرك يا بشرُ
- قطعتُ بملء الغرضتين وصارمٍ
- كعزمك من ماء الفرند به أثر
- لقد جمع الرحمنُ فيك محاسناً
- بأيسرها يُستعبدُ العبد والحرُّ
- يكفِّرُني قومٌ بشكري صنيعة
- إليّ وكفر المنعمين هو الفقرُ
- ينوطُ نجادي رأيه وحسامهِ
- بصدر كمثل البرّ أو دونهُ البر
- ويحلمُ عن ذي الجهل حتى كأنه
- وحاشاه من فرط الوقارِ به وقرُ
- ومن يعتصم منه بعصمة ٍ خدمة ٍ
- يحد عنه شيئان المذلَّة ُ والفقرُ
- وما تنجحُ الأقلامُ إلا بكفِّه
- ومخلبُ غير الليث في كفّه ظفر
- سهامٌ إذا ما راشها ببنانهِ
- أصيب بها قلبُ البلاغة والنحرُ
- وإن سحبَ القرطاس من وقعها به
- تجلت وجوه الخطب والخطب الغر
- تخبر عما في القلوبِ كأنما
- سوادُ سويداوائهن لها حبر
- ويا عجباً للدّست كيف جفافهُ
- وفي كلِّ عقدٍ من أنامله نهر
- ولا عجبٌ أن يلفظ الدرَّ قائلاً
- وهل عجب أن يلفظ الدُّرر البحر
- ويغشى ولا يُغشى بنور جبينهِ
- عجيبٌ وهل يُغشى بأنواره البدر
- رعاك الذي استرعاك أمرَ عباده
- وحيّاك من أحياك يا أيها الحَبر
- فداؤك مقبوض اليدين عن الندى
- إذا جادَ كان الديكَ بيضتهُ وترُ
- إذا كان أولادُ الزّمان بوجههم
- عبوس فبشر في أسرَّتهِ بشرُ
المزيد...
العصور الأدبيه