الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> أبان لنا من دره يوم ودّعا >>
قصائدعلي بن محمد التهامي
- أبان لنا من دره يوم ودّعا
- عقوداً وألفاظاً وثغراً وأدمعا
- وأبدى لنا من دلّه وجبينه
- ومنطقه ملهى ومرأى ًومسمعا
- فقلت أوجهُ لاح من تحت برقع
- أم البدرُ بالغيم الرقيق تبرقعا
- أصمَّ منادي بينهم حين أسمعا
- وروّع قلباً بالفراق مروّعا
- رعى الله قلباً بالحجاز عهدتهُ
- وإن كنت لا ألقاه إلا مودّعا
- أحب النوى لا عن قلى ً غير أنني
- أرى أمَّ عمرو والنوى أبداً معا
- يوفّي هواها حقّهُ فتصونه
- وليس يطيب الحبُّ إلا ممنّعا
- وفيها وفي أترابها ليّ منظرٌ
- هو العيشُ لو صادفتَ في الروض مربعا
- تحجّبنَ ما يطلعنَ إلا لنيّة ٍ
- بنفسي شموسٌ تجعلُ الغرب مطلعا
- ولما أتينَ الروض ينشرنَ بزّه
- تضوّعن مسكاً خالصاً وتضوعا
- وقدت كمام الزهر عنهُ فخلتهُ
- عيوناً وخلتُ الطل منهن ادمعا
- وما أبدع الشمل المشتت بيننا
- ولو جمع الشمل الشتيت لأبدعا
- سأقلع غرس الحبّ قبل عتوّه
- فأعجلهُ من قبل أن يتفرعا
- وأورد آمالي الصواديَ من يدي
- أبي غانم بحراً من الجود مترعا
- سحاب إذا استسقيتَ جاد إجابة ً
- وإنلم ترد سقياه جاد تبرُّعا
- وبحر إذا ما غصتَ لقّاك درّه
- وإن لم تغص ألقى لك الدرَّ مسرعا
- ندى الوجه من فرط الصّرامة كلما
- جرى الماءُ في صمصامهِ كان أقطعا
- ولولا العطايا أنها سنّة ٌ لهُ
- لما قال للدنيا إذا عثرت لعا
- فإنيلبس الدنيا فللجود لا لها
- وإن يهجر الدنيا فعنها ترفّعا
- يقطّع آناء النهارِ على الطوى
- صياماً وآناءَ الظلام تضرّعا
- يراقب إحياء المسا لوروده
- إذا راقب المرءُ المساء ليهجعا
- إذا كان حفظ الدين ما أنت صانع
- فلستَ ترى في الناس إلا مضيعا
- وكم قائل لي كيف مدحُك هكذا
- فقلتُ صفوه إن للحلق مقنعا
- إذا ما مدحت ابن الحسين بوصفه
- البعض منهُ جئت بالمدح أجمعا
- ولو أن إنساناً لعُظم محله
- ترفع عن قدر الثّناء ترفعا
- فتى مالهُ للوافدين وإنما
- يضاف إليه في الكلام توسعا
- وليس يعدُّ الجود جوداً لأنه
- يرى ما أتاه واجباً لا تبرّعا
- إذا شرعت أقلامهُ في كتابهِ
- رأيت العوالي في الكتائب شرّعا
- وإن صُدعت أطرافهن بمدية ٍ
- رأيتَ لها شمل الحديد مُصدعا
- تخرُّ غداة الروع في الطرس سجداً
- لبيض كبيض الهند في الهام ركعا
- تظلُّ سيوفُالهند عند صريرها
- تتبعها فيماأراد تتبعا
- ولو مسَّ أنبوبَ اليراع رأيتهُ
- تلبي أنابيب الرماح إذا دعا
- وما أحد في كتبة ٍ أو كتيبة
- بأسجع منهُ في الكتاب وأشجعا
- فصيح إذا ما جال لم يرَ مغنماً
- من العيش إلا أن يقول ويسمعا
- سعى للعلى حتى إذا ما أصابها
- أتته العلى تسعى إليه بما سعى
- وتحرزُ ما يغنى به فكأنما
- تخال الغنى مثل الغناء مرجعا
- فطرتَ على دين الندى فاكتسبتهُ
- فحزت المعالي فطرة ً لا تصنّعا
- ورتبتهُ فوق السماوات رتبة ً
- فلم تبق في جود لغيركَ مطمعا
- فهنئت ذا العيد الذي هو حاضرٌ
- وهنّئت ألفاً مثله متوقعا
- زمانك أعياد فهنّئت كلها
- ولست أخصّ اليوم إلا لأجمعا
- كرهتَ جوار المال من كرم فما
- يرى مالك الخزّانُ إلا مودِّعا
- تواضع من فرط الرجاحة انهُ
- إذا وزن الشيء الرفيع ترفعا
- لقد ألبس الله البلاد وأهلها
- بشخصك تاجاً بالمعالي مرصّعا
المزيد...
العصور الأدبيه