الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> أحياه بعد الله إذ حياه >>
قصائدعلي بن محمد التهامي
- أحياه بعد الله إذ حياه
- طيف يسري الهم عنه سراه
- أهدى السلامَ على تنائي أرضه
- يا حبذا المهدى ومن أهداه
- أهداه أحورُ من ظباءتهامة
- كالظبي ألحاظ الظباء ظباه
- كلت لواحظ مقلتيه وإنما
- لحظ العيون أكله أمضاه
- يعدي ولا يعديه سقم جفونه
- والسيف ليس يضره حداه
- ما العيش غير جواره في روضة ٍ
- ينضاف رياها إلى رياه
- يثني النسيم الأقحوان بمثله
- فيها كما تتلاثم الأفواه
- نفسي الفداء له على هجرانه
- أبداً ومن لي أن أكون فداه
- أستودع الله الحجاز وأهله
- وسقاهم سيل الحيا وسقاه
- أهوى الحجاز وطلحهُ وسيالهُ
- وأراكه وبشامهُ وعضاه
- فسقى الإله سهوله وحزونه
- ومروجه ووهاده ورباه
- غيثاً يطبّق بالفلاة ِ فيستوي
- بالروض منظرُ أرضه وسماه
- كيمين عباس أبي الحسن الذي
- بهر الأنام سناؤه وسناه
- ملك يُقرّ بفضله وببذله
- وبعدله أصحابهُ وعداه
- جبل الأنام على الخلاف ولا أرى
- رجلين يختلفان في علياه
- قد صاغه الرحمنُ من كرمٍ فلو
- لمستهُ راحة ُ باخلٍ أعداه
- اليُمن في يمناه كيف تصرفت
- أحوالهُ واليسر في يسراه
- يجلو جبيناً للعفاة ترقرقت
- وتدفقت للبشر فيه مياه
- ويبشِّر العافين بشرُ جبينه
- بالنُّجح قبل تنالهم جدواه
- ولجوده من نفسه داعٍ إذا
- ناداه حيّ على الندى لبّاه
- يدري الجوادُ إذا استوى في متنه
- أن الفقير إلى الحِزام سواه
- فكأنه لثباته في طرفه
- عضوٌ تمكن في سواءِ قراه
- لا يقتني العلياءَ إلا بالظُّبي
- قدماً إذا قصُرت صدورُ قناه
- والبيضُ ألسنة نواطقُ ما لها
- إلا الجماجم والرقاب شفاه
- ماضي العزائم لو أناب عزيمة ً
- عن حدّ كل مهنّد أغناه
- يا من يفنّده على إعطائه
- لوم السحائب أن تسُجّ سفاه
- أتلومه في الجود وهو رضاعهُ
- قدماً ومن بعد الرضاع غذاه
- فإذا نهاه عاذلٌ عن جوده
- لم يُثنه وكأنهُ أغراه
- لا يُستطاع لفضله وصفٌ ولو
- أنّ العباد بأسرهم أفواه
- فقد اغتدى في كلّ شيء كاملاً
- فوقاه من عين الكمال الله
- إقدام حيدرة ٍ وبأس محمدٍ
- فيه ولا يعدوهما أبواه
- نسباً ترى عنوانهُ في وجهه
- فلو أنّ أميّاً يراه قراه
- أشبهتَ في العلياء جدَّك أحمداً
- إن الأكارم في العُلى أشباه
- قسم الندى فحوى الأنام بأسرهم
- منه اسمهُ وحويتمُ معناه
- فمن ادعى بعد النبي وآله
- معنى الفضائل كُذّبت دعواه
- لو ينسلُ المعروفُ كنت ابناً لهُ
- أو كان مولوداً لكنت أباه
- من كان نحو ابن الإمامة سيرهُ
- فالنُّجح والتوفيق مكتنفاه
- ما قال لا مذ كان إلا قوله
- عند الشّهادة لا إله سواه
- وقد اعتزمت على الرحيل فإن رأى
- إمضاءَ أمر وليّه أمضاه
- ولقد علمت بأن موتي عنده
- عزّاً يفوق العيش عند سواه
- لكنه هجم الشتاء وعنده
- ممن تكون تهامة مثواه
- يا أيها الملك الذي لم اغترب
- عن أرض قومي خطوة ً لولاه
- أيجوز أن أشكوك ضيقة عيشة ٍ
- والمال عندك راهن والجاه
المزيد...
العصور الأدبيه