الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> ألمَّ وليلى بالكواكب أشيبُ >>
قصائدعلي بن محمد التهامي
- ألمَّ وليلى بالكواكب أشيبُ
- خيال على بعد المدى يتأوبُ
- ألمَّ وفي جفني وفي جفن منصلي
- غراران ذا نوم وذاك مشطب
- أعاصي الهوى في حال نومي ويقظتي
- فسيّان عندي وصلها والتجنّبُ
- لحى الله قلبي ماله الدهرَ عاكفاً
- عليها ومن شأن القلوب التقلب
- ثوى برهة في ثاية الحي وانبروا
- فولوا به في جانب الظّعن يجنبُ
- لها مقلة ٌ في رؤية العين مقلة ٌ
- وإن جربت فهي الحسام المجرّب
- وأسودها في القلب أسود سالخ
- وأبيضها في الجسم أبيض مقضب
- وما سقم جفنيها بضائر طرفها
- إذا صح غرب السيف فالجفن معطب
- ولم أنسها تصفرُّ من غربة النوى
- كما اصفرّ وجه الشمس ساعة تغرب
- فقد شفّ من تحت البراقع وجهها
- كما شفّ من تحت الجهامة كوكب
- يبين ويخفى في السراب كأنه
- سنا درّة في البحر تطفو وترسب
- أُقلّت وقد حفّ الحسان بها كما
- أحاط بسفعاء الملاطم ربرب
- فلما أتوا روضاً يرفُّ تبسمت
- أقاحيه فيه استبشروا ثم طنّبوا
- وضاحكن نوّار الأقاحي فقال لي
- خليلي أي الأقحوانين أعجب
- فقلت لهُ لا فرق عندي وإنما
- ثغورُ الغواني في المذاقة أعذب
- ألم ترني أصبحتُ ممن يروقه
- سنانٌ خضيب لا بنان مخضّبُ
- يساعدني في الروع أبيضُ صارم
- وفي ثغرِ الموماة وجناء غلّب
- أظلُّ بأجواز الفلاة كأنني
- عليها عقاب وهي تحتي مرقب
- وتشكل أغفال الطريق بحمرة
- من الدم في أخفافها حين تثقب
- وإني وإن أصبحتُ بالشام ثاوياً
- أحنُّ إلى أرض الحجاز وأطرب
- محببة نحوي تهامة مثلما
- إلى هبة الله العلاء محبب
- ديارٌ يطيب العيشُ فيها وإنهُ
- لدى ابن على ٍّ إن تأملت أطيب
- حسام له من حيث ما شيم مضربٌ
- غمام لهُ من حيث ماشيم صيبُ
- لقد أنجبتْ آباؤهُ إذ أتت به
- وكم من نجيبِ سيد ليس ينجبُ
- ألائمهُ في الجود لا تعذلنّهُ
- على طبعه فالطبع أولى وأغلبُ
- له غرة ٌ للبشر فيها ترقرقٌ
- يرحب بالعافين قبل يرحّب
- ولم يستفدْ بالمدح ما ليس عنده
- وهل ينفع التحجيل من هو أشهب
- أرى المدح ينبو عنهُ حتى كأنه
- وحاشاه يهجي بالمديح ويثلب
- ينوط نجادي رأيه وحسامه
- بصدر كمثل البرّ بل هو أرحب
- فيفري بسيف البأس وهو مجرَّد
- ويفري بسيف الرأي وهو مغيب
- ويرهب في تعبيسه وابتسامه
- إذا ابتسم الصمصام فهو مقطّب
- يردُّ أديم الأرض أشقر من دمٍ
- إذا لفّه بالخيل أشقر مقربُ
- أغرّ كأن الوجه منه مفضض
- وما قارب الأرساغ فهو مذهّب
- يعوم به في غمرة الحرب سابحٌ
- يقرّب بعد الهمِ حين يقرّب
- ويصدق في الهامات إيماض سيفه
- على أن ايماض الصوارم خّلب
- كأن سنان الرمح سلكٌ بكفه
- وجمع أعاديه الجمانُ المثقّبُ
- وتشكره أقلامهُ ساعة الرضى
- وتشكره أرماحه حين يغضب
- له قلم فيه المنّية والمنى
- ومنه العطايا والرزايا تشعّبُ
- إذا كان في يمناه نابَ عن الظبى
- وهل ينثني في إصبع الليث مخلبُ
- تريك المعالي أن وفدك محسنٌ
- إليك وما تحوي يمينك مذنب
- فكم طيّب تفني وعلياء تقتني
- ومكرمة ٍ تؤوي ومال تغرب
- أبا قاسم قلدتني منك أنعماً
- أقصّر عن شكري لها حين أطنب
- ولو كان لي في كلّ منبت شعرة ٍ
- لسانٌ فصيح في مديحك يعرب
المزيد...
العصور الأدبيه