الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا سائلي عن ذنوب الدهر آونة ً >>
قصائدالشريف المرتضى
يا سائلي عن ذنوب الدهر آونة ً
الشريف المرتضى
- يا سائلي عن ذنوب الدهر آونة ً
- اسمعْ فعندِيَ أنباءٌ وأخبارُ
- كلُّ الرِّجالِ إذا لم يَخْشعوا طَمعاً
- ولم تكدِّرهمُ الآمالُ أحرارُ
- إنْ تضحُ داريَ في عُمانَ نائية ً
- يوماً عليَّ فبالخلصاءِ لي دارُ
- لو لم يكنْ ليَ جارٌ مِن نِزارِهِمُ
- يحنو عليَّ فمن قحطانهمْ جارُ
- و إنْ يضقْ خلقٌ من صاحب سئمٍ
- فلم يضقْ بيَ في ذي الأرض أقطارُ
- و ما أبالي ونفسي اتملكها
- أَسْرُ الغرامِ أقامَ الحيُّ أَم ساروا
- سَقْياً لقلبٍ يَعافُ الذُّلَّ ذي أَنَفٍ
- العارُ في لبهِ سيانِ والنارُ
- يكسو الجديدَ لمن يعتامُ مِنحتَه
- ولُبسُه الدَّهرَ أهدامٌ وأطمارُ
- ذلّ الذي في يد الحسناءِ مهجته
- و من له في ذواتِ الخدرِ أوطارُ
- و عزّ من لاهوى منه وكان له
- عنه مدى الدهر إقصاءٌ وإقصارُ
- ماسرَّني أنَّني أحوي الغِنى وبَدا
- في كفّ جاريَ إعسارُ وإقتارُ
- وأنَّ لي نَصرة ً من كلِّ حادثة ٍ
- و ما له من صروف الدهرِ نصارُ
- وأنَّني بالغٌ من عيشتي وَطَراً
- و ليس تقضى له ما عاش أوطارُ
- لاباركَ اللهُ في وادي اللّئامِ ولا
- سالتْ به عند جَدْبِ العامِ أمطارُ
- و الخيرُ كافة ُ هذا الخلقِ كلهمُ
- و الناسُ بالطبعِ والأخلاقِ أشرارُ
- إنَّ الّذينَ أقاموا قَبْلنا زَمناً
- محكمين على أيامهمْ ساروا
- خلتْ منازلهمْ منهمْ وشردهمْ
- دهرٌ خَؤونٌ لمن يؤذيهِ غَدّارُ
- و حطمهمْ قدرٌ من بعد أن رفعتْ
- منهمْ إلى قلة ِ العلياءِ أقدارُ
المزيد...
العصور الأدبيه