الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أأبا الحسينِ كفيتَ ما بعد الردى >>
قصائدالشريف المرتضى
أأبا الحسينِ كفيتَ ما بعد الردى
الشريف المرتضى
- أأبا الحسينِ كفيتَ ما بعد الردى
- فلقد قضيتَ ردى ً برغم معاطِسِ
- ما دار في فكري فراقك هكذا
- دون الأنام ولا جرى في هاجسي
- وذخرتُ منك مودَّة ً فسُلِبْتُها
- والدَّهرُ مشغولٌ بسلبِ نَفائسي
- ما كنتَ من جِنسي ولامن أُسرَتي
- و لنتَ بالودّ الصحيح مجانسي
- صانعتُ فيك معاشراً وكتمتهمْ
- وجدي عليك وصبوتي ووساوسي
- وحبستُ دمعي أنْ يسيلَ تجمُّلاً
- لو كان دمعٌ لا يسيلُ لحابسِ
- ولقد لبستَ منَ الزَّمان جلالَهُ
- وجلستَ منه في أعزِّ مجالسِ
- وحكمتَ في الملكِ الذي ماحَكَّموا
- فيه سوى ماضي العزيمة ِ سائسِ
- و رأيت دونك كلَّ ذي " خيرية ٍ "
- سامي البنية ِ في علاً متشاوسِ
- وفرجتَ بالآراءِ ضِيقَ شديدة ٍ
- و محوت بالأضواء ضيقَ حنادسِ
- و ضربت بالأسيافِ كلَّ مسايفٍ
- و دعستَ بالأرماحِ كلَّ مداعسِ
- ورددتَ ذا لَجَبٍ يضيقُ به الفَلا
- ملآنَ مِن جُنَنٍ له وقوانسِ
- وأريتَ أنَّ فوارساً في طيَّة ٍ
- بالطعن في اللبات غيرُ فوارسِ
- وإذا أناسٌ نافسوك وقدّروا
- أن يلحقوك فضحتَ كلَّ منافسِ
- أو ناضلوك فَضَلْتَهُمْ بصوائبٍ
- أو زاحموك زحمتهمْ بقدامسِ
- وركبتَ كلَّ مُطاوعٍ مُتعطِّفٍ
- لما ابتلوا بروافسٍ وشوامس
- وإذا اختبرتَ ففي الزَّمانِ أكايسٌ
- حازوا الكمالَ وفيه غيرُ أكايسِ
- في كلَّ يومٍ لي حميمُ مودة ٍ
- أعطيهِ من فَقْدٍ يمينَ الرَّامِسِ
- وأصونُهُ بالتُّربِ والتُّربُ الذي
- فيه أكفُّ دوارسٍ وكوامسِ
- وأودُّ أنِّي بعدَ ذاك لقيتُهُ
- لو يلتقي حيٌّ بميتٍ دارس
- و غذا رجعتُ رجعتُ صفراً " يائساً "
- عن مُقفرٍ من كلِّ شيءٍ يابسِ
- و هو الزمانُ فعبرة ٌ لمغفلٍ
- أَطوارُهُ أو ضُحكة ٌ للعابِسِ
- أيردُّ ما أعطاك غيرَ ملبثٍ
- من بعد أن أعطاك غيرَ مماكسِ ؟
- و غذا نجونا من خطوبِ ملمة ٍ
- عرضت لنا - تأتي نيوبُ نواهسِ
- أين الألى حلوا السماءَ وعارضوا
- زُهْرَ النُّجومِ مقابساً بمقابسِ
- فاستفرشوا الكرمَ المبرَّ على الورى
- عَفْواً مكانَ نمارِقٍ وطَنافِسِ
- و سرى لهمء ذكرٌ ذكيٌّ عرفهُ
- شرقاً وغرباً في ظهور عرامسِ
- و كأنّ أوجههمْ بحسنٍ صقلتْ
- قُضُبُ الوغَى مصقولة ٌ بمداوسِ
- من كلّ ممتعضِ الحمية ِ آنفٍ
- ذي مارنٍ في الذُّلِّ ليس بعاطسِ
- أخنى الزمانُ عليهمُ وسقاهمُ
- كأسَ الحمامِ فما ترى من نابسِ
- فكأنهمْ عصفٌ تحكمُ غدوة ً
- و عشية ً فيه هبوبُ روامسِ
- كانتْ ديارُهُمُ نهاراً مُشرقاً
- فالآن عُدْنَ كجُنحِ ليلٍ دامِسِ
- و برغمهمْ من بعد أن سكنوا الذرا
- سكنوا بطونَ صفاصفٍ وبسابسِ
- لا زال قبرك يا محمدُ مفهقاً
- من كلِّ منهمِرِ السَّحائبِ راجِسِ
- صخبِ الرعودِ كأنما أجراسهُ
- صبحاً وإمساءً زئيرُ عنابسِ
- وإذا القبورُ دُرِسْنَ يوماً فليكُنْ
- قبرٌ به وسِّدْتَ ليسَ بدارسِ
المزيد...
العصور الأدبيه