الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أبى الزّمانُ سوى ما يكره الشّرفُ >>
قصائدالشريف المرتضى
أبى الزّمانُ سوى ما يكره الشّرفُ
الشريف المرتضى
- أبى الزّمانُ سوى ما يكره الشّرفُ
- والدَّهرُ صَبٌّ بإسخاطِ العُلا كَلِفُ
- لو كان شخصٌ تفوت الحزنَ مهجتهُ
- لكنتَ ذاك، ولكنْ ليس تُنْتَصَفُ
- إذا بَقِيتَ فمن يَعْدوك مُحتَسَبٌ
- فى الشّمسِ ما أشرقت عن كوكبٍ خلفُ
- إذا تيقّنتِ الأرواحُ بعثتها
- إلى الحِمامِ فماذا ينفعُ الأسفُ
- وكيف تُخْطي سهامُ الموتِ مُفْلِتَة ً
- مَنْ نَحرُهُمْ لحِنيَّاتِ الرَّدى هدفُ؟
- يَسعى الفتَى وخيولُ الموتِ تطلبُهُ
- وإنْ نَوى وقفة ً فالموتُ ما يقفُ
- نَلقى منَ الدَّهرِ ما يُدمي محاجرَنا
- وما لنا عن هوَى رؤياهُ مُنْصَرَفُ
- أفعالُنا للرَّزايا فيه مُنكِرة ٌ
- ونطقُنا بارتحالٍ عنه مُعترِفُ
- " إنْ لم توفِّ " لياليه مكارهها
- فقد تقدّم فى أرزائها سلفُ
- كلُّ المواطنِ من كفِّ الرَّدَى كَثَبٌ
- وكلُّ أرضٍ على هولِ الرَّدى شَرَفُ
- لا درَّ درُّ اللّيالى أخذها فرصٌ
- ومنعها غصصٌ بل جودها سرفُ
- إذا حزنتَ فقلبُ المجد مكتئبٌ
- وإنْ قُذِيتَ ففي وجهِ الضُّحَى سَدَفُ
- ولو علمتَ ببسطِ الدَّهرِ قبضتَهُ
- إلى فِنائِك ما طالتْ له كَتِفُ
- لكنّه سارقٌ يخفى زيارته
- وليس من سطوة ِ السُّرّاقِ مُنتَصَفُ
- إنْ كان أطلق فيك الدّهرُ منطقه
- فقد دعاك لسانٌ حشوهُ كففُ
- أو كان ألْهَبَ في مَغناك سابقَهُ
- فقد ثناه برجلٍ ملؤها حنفُ
- يهدى العزاءَ إلى المفقودِ مفتقدٌ
- مؤزَّرٌ بثيابِ الموتِ مُلتحفُ
- ويصرف الهمَّ عن قلبٍ أطاف به
- مَن قلبُهُ لِنَواصي الهمِّ مُكتنفُ
- إنَّ الّتي أَضْرمتْ أحشاءَنا جَزَعاً
- تلقاك منها غداً في الجنَّة ِ الزُّلَفُ
- ولن يُذكِّرَك المُسْلونَ مَوعظة ً
- وأنتَ تعلمُ منها فوقَ ما وَصَفوا
المزيد...
العصور الأدبيه