الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> على مثل هذا اليوم تُحنى الرَّواجبُ >>
قصائدالشريف المرتضى
على مثل هذا اليوم تُحنى الرَّواجبُ
الشريف المرتضى
- على مثل هذا اليوم تُحنى الرَّواجبُ
- وتُطوى بضلٍ حيز فيه الحقائب
- حُبينا وأمّرنا به فبيوتُنا
- لدُنْ قيل ما قد قيل فيه الأهاضبُ
- وطارتْ بما نلناهُ أجنحة ُ الورى
- وسارت به في الخافقين الرّكابُ
- وقال أناسٌ ما رأوا لنا :
- ألا هكذا تأتي الرّجال المواهبُ!
- ظفرتمْ بما لم نَحظَ منه بِنَهْلَة ٍ
- ولذَّتْ لكم دونَ الأنامِ المشاربُ
- وبوّاكُمُ الشَّعبَ الذي هو ساكنٌ
- رسول له أمرٌ على الخلق واجبُ
- فلما مضى مَن كان أمّرنا لَكمْ
- أَتَتْنا كما شاءَ العقوقُ العجائبُ
- فقل لأناسٍ فاخرونا ضلالة ً
- وهُمْ غرباءٌ من فخارٍ أجانبُ:
- متى كنتُمُ أمثالنا؟ ومتى استوتْ
- بنا وبكم في يومِ فخرٍ مراتبُ؟
- فلا تذكروا قُربى الرّسولِ لتدفعوا
- مُنازعكم يوماً فنحنُ الأقاربُ
- ومن بعد يوم "الطّف" لا رحكٌ لنا
- تَئِطُّ ولا شَعبٌ يرجِّيهِ شاعبُ
- وكنّا جميعًا فافترقْنا بما جَرى
- وكم من لصيقٍ باعدَتْه المذاهبُ
- ونحنُ الرؤوسُ والشوى أنتمُ لنا
- ومن دوننا أتباعُنا والأصحابُ
- لنا دونكم "عبّاسنا" و" عليّنا"
- ومن هو نجم في الدُجُنَّة ِ ثاقبُ
- ولو أننا لم نُنه عنكم أتَتكمُ
- سِراعاً بنا مقانبٌ وكتائِبُ
- وقومٌ يخوضون الرَّدى وأكفُّهم
- تُناط ببيضٍ لم تخنها المضاربُ
- إذا طُلبوا لو يرهبوا من بسالة ٍ
- ومَن طَلبوا ضاقتْ عليه المذاهبُ
- فما بيننا سِلمٌ ومن كان دهرَه
- يكتّم ضغنا في حشاه محاربُ
- وقيلَ لنا: للحقِّ وقتٌ معيَّنٌ
- يقوز به باغٍ وينجحُ طالبُ
- فلا تطلبوا مالم يَحتْ بعدُ حينُهُ
- فطالبُ ما لم يقضِهِ اللهُ خائبُ
- فإنْ دُولٌ منكم مشين تبختراً
- زمانًا فقد تمشَّى الطِّلاَحُ اللواغِبُ
- وإن تركبوا أثباج كلِّ منيفة ٍ
- فكم حُطَّ من فوقِ العَليَّة ِ راكبُ
- فلا تأمنوا من نامَ عنكم ضرورة ً
- فمُقْعٍ إلى أن يُمكنَ الوثبَ واثبُ
- كأنّي بهنّ كالدَّبا هبَّتْ الصَّبا
- به في الفلا طوراً وأخرى الجنائبُ
- يحكّونَ أطرافَ القَنا بِنُحورهم
- كما حكَّتِ الجِذلَ القِلاصُ الأجاربُ
- أَبِيُّونَ ما حَلّوا الوهادَ عنِ الرُّبا
- وما لهم فيهمُ في حومة الجدب واهبٌ
- وكم منهمُ في غَمرة ِ الحربِ سالبٌ
- وكم فيهمُ في حومة ِ الجدبِ الصّوائبُ
- وإني لأرجو أن أعيشَ إلى الَّتي
- تحدّثنا عنها الظّنونُ الصّوائبُ
- فُتقضى ديونٌ قد مُطِلْنَ وتنجلي
- دياجِرُ عن أبصارنا وغَياهبُ
- وتَجري مياهٌ كنَّ بالأمسِ نُضَّبًا
- وتَهْمي كما شِئنا علينا السَّحائبُ
- وتُدرَكُ ثاراتٌ وتُقضى لُبانة ٌ
- وتُنجَحُ آمالٌ وتؤتَى مآربُ
المزيد...
العصور الأدبيه