قصائدالشريف المرتضى



عرفتُ الدّيارَ كسُحقِ البُرودِ
الشريف المرتضى



  • عرفتُ الدّيارَ كسُحقِ البُرودِ

  • كأن لم تكنْ لأنيسٍ ديارا

  • ذكرتُ بها نَزواتِ الصِّبا

  • بساحاتها والشبابَ المعارا

  • وقوماً يشنّون لا يفتُرو

  • ـن إمّا النُّضارَ وإمّا الغِوارا

  • أبوا كلما عذلوا في الجميـ

  • ـل إلاّ " انبعاقاً " وإلا انفجارا

  • أمنتُ على القلبِ خوانة ً

  • تطيعُ جِهاراً وتَعصي سِرارا

  • أقادُ إليها على ضنها

  • ولولا الهوَى لملكتُ الخِيارا

  • و قالوا وقد بدلتْ حادثاتُ

  • زمانيَ ليلَ مشيبي نهارا :

  • أتاه المشيبُ بذاك الوَقارِ

  • فقلت لهمْ: ما أردتُ الوَقارا

  • فيا ليتَ دهراً أعارَ السّوا

  • دَ إذ كان يرجعه ما أعارا

  • وليتَ بياضاً أراد الرّحيلَ

  • عُقيبَ الزِّيارة ماكان زارا

  • و مفترشٍ صهواتِ الجيادِ

  • إذا ما جرى لا يخاف العثارا

  • تراه قويماً كصدر القنا

  • لا يطعمُ الغمضَ إلاّ غرارا

  • سرى في الظلام إلى أن أعا

  • دَ مرآة َ تلك الليّالي سِرارا

  • فلما ثناه " جنابُ الأجلَّ "

  • ـلِ نَفَّضَ عن مَنكِبيهِ الغُبارا

  • وشرَّد عنه زَماعَ الرَّحيلِ

  • فألقى عصاه وأرخى الإزارا

  • مزارٌ إذا " أمه " الرائدون

  • أَبَوْا أن يَؤمُّوا سِواه مَزارا

  • و مغنى ً إذا اضطربتْ بالرجال

  • رحالْ الركائب كان القرار

  • فللهِ دَرُّك من آخذِ

  • و قد وترَ المجدُ ثارا

  • و من جبلٍ " ما استجار المروعُ "

  • به في البوائق إلاّ أجارا

  • فتى ً لا ينامُ على رِيبة ٍ

  • ولا يأخذُ الغَمَّ إلاّ اقتسارا

  • ولايصطفى غيرَ سيّارة ٍ

  • منَ الذّكرِ خاض إِليها الغِمارا

  • و قد جربوك خلال الخطو

  • ب عيَّ بهنّ لبيبٌ فحارا

  • فما كنتَ للرُّمح إلاّ السّنانَ

  • ولا كنتَ للسَّيفِ إلاّ الغِرارا

  • و إنك في الروع كالمضرحيَّ

  • أضاقَ على الطائراتِ المطارا

  • و كم لك دون مليك الملوك

  • مقامٌ ركبتَ إليه الخطارا

  • و ملتبسٍ كالتباس الظلا

  • م أضرمتَ فيه من الرأي نارا

  • وكنتَ اليمينَ بتلك الشُّغوبِ

  • وكان الأنامُ جميعاً يسارا

  • ولمّا تبيَّنَ عُقْبى الأمورِ

  • وأسفرَ دَيجورُها فاستنارا

  • درى بعد أن زال ذاك المرا

  • ءُ من بالصواب عليه أشارا

  • " ولولا " دفاعك عمن تراهُ

  • رأينا أكفَّ رجالٍ قِصارا

  • و لي نفثة ٌ بين هذا المديح

  • صبرتُ فلم أعطَ عنها اصطبارا

  • أأدنو إليك بمحض الوداد

  • وتبعُدُ عنّي وداداً ودارا

  • وأُنسى فلا ذكرَ لي في المغيبِ

  • و ما زادني ذاك إلاّ ادكارا

  • و إني لأخشى وحوشيتَ منه

  • أنْ يحسب الناسُ هذا ازورارا

  • و لستُ بمتهمٍ للضمير

  • ولكنّني أستزيدُ الجِهارا

  • و لو قبل الناسُ عذر امرئٍ

  • لأوسعتُهم عن سِوايَ اعتذارا

  • فليس لهمْ غيرَ ما أبصروه

  • عِياناً وعدّوا سواهُ ضِمارا

  • وكانت جواباتُ كُتْبي تجيءُ

  • إليَّ سراعاً بفخرٍ غزارا

  • فقد صِرْنَ إِمّا طوَيْنَ السِّنينَ

  • وإمّا وَرَدْنَ خِفافاً قِصارا

  • وكيف تخيبُ صغارُ الأمورِ

  • لدى من أنال الأمورَ الكبارا ؟

  • أنجد سارٍ بها ثمّ غارا

  • و من كلمٍ كنبال المصيبِ

  • وبيتٍ شَرودٍ إذا قيلَ سارا

  • يُغنِّي بهنَّ الحُداة ُ الرِّكابَ

  • و يسقى بهنّ الطروبُ العقارا

  • كِ صَيَّرْتَه راعياً لي فصارا

  • ولمّا بنيتَ بساحاتهِ

  • أطلتَ الذرا ورفعت المنارا

  • فلا زلتَ يا فارج المشكلاتِِ

  • تنالُ المرادَ وتكفي الحذارا

  • و هنئتَ بالمهرجانِ الذي

  • يعودُ كما تبتغيهِ مِرارا

  • يعودُ بما شئتَ شَوقاً إليك

  • مِراراً وإنْ لم تُعِرْه انتظارا

  • ولِمْ لا يتيهُ زمانٌ رآ

  • كَ فَضلاً لأيّامهِ وافتخارا؟



أعمال أخرى الشريف المرتضى



المزيد...

العصور الأدبيه

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!



ماذا يجب أن تعرف عند شراء شقتك؟