الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> عجبتُ لقلبي كيفَ يَصْبو ويَكلَفُ >>
قصائدالشريف المرتضى
عجبتُ لقلبي كيفَ يَصْبو ويَكلَفُ
الشريف المرتضى
- عجبتُ لقلبي كيفَ يَصْبو ويَكلَفُ
- وبردُ شبابى بالمشيب مفوّفُ ؟
- أحِنُّ إلى مَن لا يَحنُّ وليتَه
- " لمنْ كان محنوناً محبّيهِ " يعرفُ
- يباعدُني عن كلِّ ماكنتُ أرتجي
- ويُوسِعُني من كلِّ ما أتخوَّفُ
- ويُمطلُني بالوعدِ منهُ وإنَّما
- يماطلُ بالميعادِ مَن ليس يُخلِفُ
- ويُصبحُ منِّي ساكنَ القلب والحَشا
- وفى كلّ يومٍ منه قلبى َ يرجفُ
- وقد كنتُ أغريتُ الهوى يوم " غرّبوا "
- فعاد به " داعٍ " على الغصنِ يهتفُ
- ينوح وقلبى للهوى دون قلبه
- وعينيَ دمعاً دون عينيهِ تذرِفُ
- ألا قاتل اللهُ الهوى فطلابهُ
- متاعٌ من الدّنيا قليلٌ وزخرفُ
- يرومُ الرِّضا مَن لا يدومُ على الرِّضا
- ويطلب فيه النّصفَ من ليس ينصفُ
- أقولُ لمرتاحٍ إلى الفضلِ والعُلا
- يخُبُّ على ظهرِ المطيِّ ويوجِفُ
- أنِخْ في ذُرا الشيخ الرئيسِ فإِنَّما
- إلى مثله فى المجد كنتَ تشوّ فُ
- إلى الغمرِ معروفاً وعلماً وسؤدداً
- وبأساً إذا هاب الرّجالُ ووقّفوا
- خلفتُ بما لفَّ الحَطيمُ وزَمْزَمٌ
- وما ضمّهُ خيفا منًى والمعرّفُ
- وشعثٍ أتوا عارين من كلّ " لبسة ٍ "
- فعاذوا بأركان الإلهِ وطوَّفوا
- لَهَنُّكَ أوْلانا بكلِّ فضيلة ٍ
- وأعشقُ للمعروفِ فينا وأشعفُ
- وأنّكَ لمّا أنْ جرى النّاسُ فى مدًى
- " تلقّيتَ " فيه سابقاً وتخلّفوا
- فيا أيّها القرمُ الرّئيسُ ومن له
- على قِمَّة ِ النَّسْرَيْنِ في العزِّ موقفُ
- ليهنكَ أنّ اللهَ " فوّقك " العدا
- وقد طالعوا فيك الرّجاء وأشرفوا
- وعاد إليهمْ " ناكياً فى جلودهمْ
- من الكيد ماحدّوا ظباه وأرهفوا
- ولم يغنهمْ - واللهُ حصنك منهمُ -
- منَ القولِ زُورٌ لفَّقوهُ وحرَّفوا
- وودّوا وقد طاشتْ إليك سهامهمْ
- بأنَّهُمُ لم يفعلوا ما تَكلَّفوا
- أَلا فاغفرِ الأجرامَ رِفقاً بأهلها
- فللعفوا أولى بالكرامِ وأشرفُ
- وحتّى يقولَ النّاسُ أسرف مفضلاً
- عليهمْ كما قالوا أساءوا فأسرفوا
- فللهِ ما تغضى وأصبح آمناً
- غداً من تراه يومه يتخوّفُ
- فلم يُعطَ مكنونَ الضَّمائرِ بيننا
- من النّاس إلاّ المنعمُ المتألّفُ
- وأمّا أبو سفيان فاشدد به يداً
- ففى الكفّ منه إن تأمّلتَ مرهفُ
- أليس الّذي واساك ودّاً بنفسهِ
- ولم يثنهِ عنك العدوُّ المخوّفُ
- ولمّا تعسَّفْتَ الطَّريقَ وجدْتَهُ
- وراءك " منقدّاً " من النّاس يعسفُ
- ومثلُكَ مَن يولي الحقوقَ رِعاية ً
- وغيرُكَ لا يَرعَى ولا يتعطَّفُ
- وإنّى ممّنْ لا يواليك رغبة ً
- وأينَ منَ الرغباتِ مَن ليس يُنْطَفُ
- وقد كنت لولا أنّ فضلك باهرٌ
- أصدُّ إذا ماسيمَ مدحى وأصدفُ
- فدونَكَ نَظْماً ما تكلَّفَ ناظمٌ
- معانيهُ والحقُّ لا يتكلّفُ
المزيد...
العصور الأدبيه