الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> بقاءٌ ولكنْ لو أتَى لا أذمُّهُ >>
قصائدالشريف المرتضى
بقاءٌ ولكنْ لو أتَى لا أذمُّهُ
الشريف المرتضى
- بقاءٌ ولكنْ لو أتَى لا أذمُّهُ
- وورْدٌ ولكنْ لو حلاليَ طعمُهُ
- خطوتُ عدا العشرين أهزأُ بالصِّبا
- فلمّا نأى عنّى تضاعف همّهُ
- فيا ليت ما أبقى الشّبابُ وجازهُ
- سريعاً على عِلاّتِهِ لا يؤُمُّهُ
- وليتَ ثَرائي من شبابٍ تعجَّلتْ
- بشاشتُهُ عنِّي تأبَّدَ عُدْمُهُ
- مشيبٌ أطار النّومَ عنّى "أقلّه"
- فكيف به إن شاع فى الرّأسِ عظمهُ
- تعاقبنى بؤسُ الزّمانِ وخفضهُ
- وأدّبنى حربُ الزّمانِ وسلمهُ
- وقد علمَ المغرورُ بالدَّهرِ أنَّهُ
- وراء سرور المرء فى الدّهر غمّهُ
- فكيفَ سُروري بالكثيرِ أنالُهُ
- وحكمُ قليلِ الوُجدِ في القصدِ حُكمُهُ
- وما المرءُ إلاّ نَهْبُ يَوْمٍ وليلة ٍ
- تخبُّ به شهبُ الفناء ودهمهُ
- يُعلِّلُهُ بَرْدُ الحياة ِ يَمَسُّهُ
- ويغترُّهُ رَوْحُ النَّسيمِ يشمُّهُ
- وكان بعيداً عن منازعة ِ الرّدى
- فألْقَتْهُ في كفِّ المنيَّة أُمُّهُ
- على أنَّنا نَبغي النَّجاءَ وكلُّنا
- يلاقيه من أمر المنيّة ِ حتمهُ
- ألا إنّ خيرَ الزّاد ما سدّ فاقة ً
- وخيرُ تلادى َّ الذى لا أجمّه
- وإنّ الطّوى بالعزِّ أحسنُ بالفتى
- إذا كانَ من كسب المذلَّة ِ طعمُهُ
- إذا وطرٌ لم أنضُ فيه عزيمة ً
- فسِيّانِ عندي صحَّتاهُ وسُقمُهُ
- وإنّى لأنهى النّفسَ عن كلّ لذّة ٍ
- إذا ما ارتقَى منها إلى العِرضِ وَصْمُهُ
- وأعرضُ عن نيل " الثّراء " إذا بدا
- وفى نيله سوءُ المقالِ وذمّهُ
- أعفُّ وما الفحشاءُ " منّى " بعيدة ٌ
- وحسبى َ من صدٍّ عن الأمرِ إثمهُ
- وما العفُّ من ولّى عن الضّرب سيفه
- ولكنّ من ولّى عن السّوءِ حزمهُ
- وهبتُ اهتمامي للعُلا ومآربي
- وللمرء يوماً " إنْ حبا " ما يهمّهُ
- عن السِّعيِ والأرزاقُ حِرْصاً تؤُمُهُ؟
- يفوت طلابى مشربٌ لما أعافهُ
- ويُعْوِزُ فحصي صاحبٌ لا أذمُّهُ
- إذا كان هذا الغدرُ في النّاس شيمة ً
- فأنفسُ شىء ِ صاحبَ المرءَ عزمهُ
- ولما نَبا زيدٌ عن الطِّيبِ عهدُه
- نَبوتُ، وفي قلبي من الوَجْدِ جَمُّهُ
- وداويتُه بالهجرِ والهجرُ داؤهُ
- وخير دوائى ْ معضلِ الدّاء حسمهُ
- ومن يك من قبل الوشاة ِ بمسمعٍ
- تقاصر عن نيل الحقيقة ِ علمهُ
- وأروعَ لم تَمْلَ النَّوائبُ ذرعَهُ
- ولاضلَّ في ليلِ السَّفاهة ِ حِلمُهُ
- ثقيلٌ على جنب العدوّ وإن غدا
- خفيفاً على ظهر المطيّة ِ جسمهُ
- شددتُ يدى بحجزة ِ حازمٍ
- مصيبٍ لأغراض العواقب سهمهُ
- وماضٍ على الشّحناء فى غير زلّة ٍ
- وقد ملَّ إلاّ من عتابك جُرمُهُ
- له الدَّهرُ منِّي إنْ ألمَّ خلالَهُ
- وأعوزَه منِّي مكانٌ يلمُّهُ
- وأتعبُ مَن عاداك مَن لاتنالُهُ
- ولم يرتبطْ يوماً بعرضك وسمهُ
- وعيشٍ كما شاء الحسود صحبته
- حوى غنمه قومٌ وعندى َ غرمهُ
- " تحلاّ " عن الطّرقِ الأجاجِ " قرومهُ "
- وتكرعُ من عذبِ المشاربِ بَهْمُهُ
- وحقّ لما لا يبهجُ النّفسَ قربهُ
- على وصله أن يبهج النّفس صرمهُ
- سأركبها بزلاءَ ذاتَ مخاوفٍ
- متى يخبر " المرغوب " عنها تضمّه
- وأتركُ ما بيني وبينَ حَبائبي
- وحظُّهُمُ منِّي على الغيبِ رَجمُهُ
- فلا عيش إلا من تحامتْ نعيمه
- صروفُ اللّيالى أو تجافى ملمّهُ
- وجيشٍ كما مدّ الظّلامُ رواقه
- سواءٌ بهِ هَضْبُ العريكِ وَهَضْمُهُ
- إذا ما سَرى يَبغي الفِرارَ مُشَمِّراً
- فأنفسُ خوّاضِ الكريهة ِ " غنمهُ "
- يضمّ رجالاً من قريشٍ إذا دعوا
- ليومِ نزالٍ أشبعَ الطَّيرَ لحمُهُ
- بنفسى َ من ولّى تسايرهُ المنى
- حَميداً وما ولَّى عن القلبِ وَهْمُهُ
- أَغارُ عليه من فلاة ٍ تُقِلُّهُ
- وأحسدُ فيه جِزْعَ وادٍ يضمُّهُ
- وما غابَ إلاّ أحضرَ البدرَ وجهُهُ
- وليس له فى منتهى الهشِّ قسمهُ
المزيد...
العصور الأدبيه