الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أيا ملكَ الأملاكِ قد جاءني الذي >>
قصائدالشريف المرتضى
أيا ملكَ الأملاكِ قد جاءني الذي
الشريف المرتضى
- أيا ملكَ الأملاكِ قد جاءني الذي
- حبَوْتَ به من نعمة ٍ وتعهُّدِ
- وأرسلتَ تستدعي المديحَ وإنّه
- لرأسيَ تاجٌ والسواران في يدي
- ولم يكُنِ التَّشريفُ لي دَرَّ درُّه
- سوى خزّ أثوابي ودرَّ مقلدي
- وما أخَّرَ النَّظْمَ الّذي كنتَ خاطباً
- به بينَ هذا الخلق في كلِّ مَشْهدِ
- سِوى مرضٍ حُوشيتَ منه وإنّني
- لراضٍ بأنِّي للأَذى عنك مُفْتَدِ
- وحالَ عن التَّجويدِ ما قد شَكوتُه
- ولم أرضَ قولاً فيكَ غير مجوَّدِ
- وليس لمعقولِ اللِّسانِ مقالة ٌ
- تقالُ ولا مشيٌ لرجلِ المقيدِ
- و كيف اطراحي مدحَ من كان مدحه
- به الدَّهرَ تَسبيحي وطولُ تهجُّدي؟
- أصولُ به فعلاً على كلِّ فاعلٍ
- و أزهى به قولاً على كل منشدِ
- وكم ليَ في مدحي عُلاكَ قصائدٌ
- فَضَلْنَ افتخاراً نَظْمَ كلِّ مُقصِّدِ
- يسرن على الأكوار شرقاً ومغرباً
- و يقطعن فينا كلَّ برٍّ وفدفدِ
- ويُطْربْنَ مَن أَصغَى لهنَّ بسمِعه
- كما أطربتْ ذا الخمرِ ألحانُ معبدِ
- فإنْ غرَّد الشادي بهنَّ تنعُّماً
- تناسيتَ تغريدَ الحَمامِ المغرِّدِ
- خدمتُكَ كهلاً مُذ ثلاثون حجة ً
- أروح بما ترضاه مني وأغتدي
- ولم تكُ منِّي هفوة ٌ ما اعتمدتُها
- فكيف لما تأتي يدُ المتعمدِ ؟
- و ما كان إلا في رضاك تشمري
- ولا كان إلاّ في هواك تَجرُّدي
- تنامُ الدُّجَى عنِّي وأقطعُ عُرضَه
- دعاءً بما تَهْوَى بجَفْنٍ مُسَهَّدِ
- و أعلمُ أني مستجابٌ دعاؤه
- لصادقِ إِخلاصِي ومحضِ تَوَدُّدي
- و كنتَ ملكتَ الرقَ منيَ سالفاً
- فخذْ رِبْقَتي عفواً بملكٍ مُجدَّدِ
- فأما موالينا بنوك فإنهمْ
- علَوْا في سماءٍ للعُلا كلَّ فرقدِ
- سيوفُ غوارٍ بيننا وتسلطٍ
- كهوفُ قرارٍ بيننا وتمهدِ
- همُ ورثوا تلك النجابة َ فيهمُ
- كما شئتها عن سيدٍ بعد سيدِ
- حُسدتَ بهمْ لمّا تَناهَى كمالُهمْ
- و لا خيرَ فيمن عاش غيرَ محسدِ
- و كم لهمُ في الملكِ من عبقٍ به
- و من مرتقى ً عالي البناءِ مشيدِ
- وتُعرَفُ فيهمْ من شمائلك التي
- بَهرتَ بها آثارَ مجدٍ وسؤدُدِ
- ولم تَرمِ لمّا أنْ رميتَ إلى المنى
- بهمْ أَسهماً إلاّ بسهم مُسدَّدِ
- فلا زلتَ مكفياً بهمْ كبلَّ ريبة ٍ
- ولا زلتَ فيهمْ بالغاً كلَّ مَقْصِدِ
- وإِنَّك من قومٍ إذا شَهدوا الوغَى
- فما شئتَ من عانٍ بها وفتى ً ردِ
- ومن أبيضٍ عندَ الضِّرابِ مُثلَّمٍ
- و من أسمرٍ عند الطعان مقصدِ
- أبَوْا أن يسدُّوا عن عظيمِ أناتِهِ
- وأن يُحجموا عن جاحمٍ متوَقِّدِ
- وأن يرجعوا إلاّ بشملٍ مجمَّعٍ
- جنوه لهمْ من كفَّ شملٍ مبددِ
- ولم يُرَ فيهمْ والمخاوفُ جمَّة ٌ
- مولٍّ إلى أمنٍ ولا من معردِ
- ولم يَرْتَوُوا إلاّ بما سالَ بالقَنا
- كما يرتوي بالماءِ من عطشٍ صدِ
- و دمْ أبداً للمجدِ والحمدِ والندى
- تعومُ انغماساً في بقاءٍ مُخلَّدِ
- وإن رامَ دهرٌ أنْ يسوءَك صرفُه
- فأصغَى بمصلومٍ وعضَّ بأدْرَدِ
- و لا طلعتْ يوماً على دولة ٍ بها
- بلغنا بها إلاّ كواكبُ أسعدِ
المزيد...
العصور الأدبيه