الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أرأيتَ ما صنعتْ بنا الأيّام؟ >>
قصائدالشريف المرتضى
أرأيتَ ما صنعتْ بنا الأيّام؟
الشريف المرتضى
- أرأيتَ ما صنعتْ بنا الأيّام؟
- ضاعَ العزاءُ وضلَّتِ الأحلامُ
- نبأٌ تُفَكُّ له الصدورُ عن الحِجا
- وتهانُ أخطارُ النّهى وتضامُ
- ومُصيبة ٍ وَلَجَتْ على ملكِ الورَى
- أبوابه " والذّائدون " نيامُ
- حلّ الرّجال بأمرها عقدَ الحبا
- فكأنّهمْ وهمُ القعودُ قيامُ
- واستوهلتْ آراؤهمْ فتراهُمُ
- لا نَقْضَ عندَهمُ ولا إبرامُ
- حاروا فليس لديهمُ إنْ خوطِبوا
- أو خاطبوا فهمٌ ولا إفهامُ
- كالغِمْدِ فارقَ نَصْلَه في مَعركٍ
- والسّلكُ ملقى ليس فيه نظامُ
- يأيّها الملك الذى لجلاله
- يتعلّمُ التّوقير والإعظامُ
- صبراً فبالأدبِ الذى أسلفته
- فى النّائباتِ تأدّبَ الأقوامُ
- أين التّشزّرُ للخطوب وأين ذا
- ك الصَّبرُ والإطراقُ والإزمامُ؟
- فالثِّقْلُ لا يسطيعُه مِن شارفٍ
- " كوماء " إلاّ غاربٌ وسنامُ
- والنّبعُ تسلبه النّجابة ُ فرعهُ
- ونجا بلؤمٍ خِرْوَعٌ وثُمامُ
- والثّلمُ ليس يكون إلاّ فى ظبا الـ
- ـماضى ويخلو منه وهوَ كهامُ
- والبُخلُ يَتَّرِكُ النّفيسَ وإنَّما
- فقد النّفائسَ ماجدون كرامُ
- والحربُ تقتنص الشّجاع، وآمِنٌ
- فيها المنونَ الواهنُ المحجامُ
- شبلٌ محا فيه الرّزيّة َ إنّه
- باقٍ لنا من بعده الضّرغامُ
- وثنيّة ٍ من يذبلٍ جدنا بها
- " إذْ " يذبلٌ خلفٌ له وشمامُ
- أخذَ الرَّدَى نَفْساً وغادرَ أنفساً
- فاذهبْ حمامُ فما عليك ملامُ
- وأحقُّ منّا بالبكاءِ ـ على الذي
- سلب الزّمانُ - الفضلُ والإنعامُ
- والخيلُ قانية ُ النّحورِ كأَنَّما
- بجلودِها الحِنّاءُ والعُلاّمُ
- لم يدنُ منهنّ النّزول ولم يغبْ
- عنهنَّ إِسراجٌ ولا إِلجامُ
- وليبكهِ الرّمحُ الأصمُّ تعطّلتْ
- حركاتُهُ والباترُ الصَّمْصامُ
- ومؤمِّلون أَناخَ شُعْثَ رِكابهمْ
- بفنائهِ "الإنفاضُ" والإعدامُ
- بكروا ليستلبوا الغِنَى ويروِّحوا
- فحلا لهمْ ثمرُ النّدى فأقاموا
- يا نازحاً فَضَلَ الأكابرَ ناشئاً
- وجنَى ثمارَ السِّنِّ وهْوَ غلامُ
- تَزْوَرُّ عن صَبَواتهِ سُنَنُ الصِّبا
- وتطيح عن خلواته الآثامُ
- وقضى ولم تقض اللّبانة ُ ريبة ً
- منه ولا عَلِقَتْ به الأَجرامُ
- أمّا القلوبُ فإنَّهنَّ رواجِفٌ
- حزناً ليومك والدّموعُ سجامُ
- ماذا على الجَدَثِ الذي أسكنتَهُ
- أَلاّ يمرَّ على ثراهُ غَمامُ؟
- "يكفيه منك السّكب" إنْ جمدَ الحيا
- والمستهلّ إذا السّحابُ جهامُ
- أوْ لا يجاورَ روضة ً وضريحُهُ
- منه بعرفك روضة ٌ ومدامُ
- أو لا يُحيِّيه الرّفاقُ وعاكفٌ
- للَّهِ منهُ تحيّة ٌ وسلامُ
- قبرٌ تشقُّ له القلوبُ وقبله
- عندَ القبورِ تُشقَّقُ الأهدامُ
- وتعقّرُ المهجُ الحرامُ حيالهُ
- وسواه تعقر عنده الأنعامُ
- ما نحنُ إِلاّ للفناءِ وإِنَّما
- تغترّنا بمرورها الأيّامُ
- ومتى تأمّلْتَ الزَّمانَ وجَدْتَهُ
- أجلاً وأيّامُ الحياة ِ سقامُ
- نُضحي ونُمسي ضاحكين، وإِنَّما
- لبكائنا الإصباحُ والإظلامُ
- ونُسَرُّ بالعامِ الجديد، وإنَّما
- تسرى بنا نحو الرّدى الأعوامُ
- فى كلّ يومٍ زورة ٌ من صاحبٍ
- منّا إلى بطن الثّرى ومقامُ
- لاتُرتجى منه إيابة ُ قادمٍ
- هيهاتَ أعوزَ من ردًى قَدَّامُ
- فاسلمْ لنا ملكَ الملوكِ مُحَصَّناً
- في راحتيك منَ الخطوب زِمامُ
- تأبى المقادرُ ما أبيتَ ولا تزلْ
- تجرى بما تختاره الأقلامُ
- ولمن هويتَ نجاحة ٌ وفلاحة ٌ
- ولمنْ شنئتَ الكبتُ والإرغامُ
- فالملكُ مذْ رُفعتْ إليكَ أُمورُه
- حرمٌ على كلّ الرّجالِ حرامُ
المزيد...
العصور الأدبيه