الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البرعي >> مقيلَ العاثرينَ أقلْ عثاري >>
قصائدالبرعي
مقيلَ العاثرينَ أقلْ عثاري
البرعي
- مقيلَ العاثرينَ أقلْ عثاري
- وخذْ لي منْ بني زمني بثاري
- وجملني بعافية ٍ وعفوٍ
- منَ الأمراضِ والعللِ الطواري
- فغمُّ البلغمِ استوفى نعيمي
- ومقدمُ أمِّ ملدمَ لفحُ ناري
- أذابَ حموها لحمى وعظمي
- ولستُ منَ الحديدِ ولا الحجارِ
- فيا فرداَ بلا ثان ٍ أجرني
- بعزِّ علاكَ منْ شأنٍ وزارِ
- ولاَ تشمتْ بيَ الأعداءَ وانظرْ
- إلى َّ برحمة ٍ نظرَ اختيار
- فقدْ هتكوا حمايَ وعاندوني
- على نعمٍ تدرُّ على ديار
- وإنَّ تضرري وعنايَ منهمْ
- نظيرُ تذللي لكَ وافتقاري
- فإنْ يخسرْ بسوقهمُ اتجاري
- ففضلكَ سوقُ أرباحِ التجارِ
- وإنْ يكُ عقني صحبي وجاري
- فجودكَ بالذي أرجوهُ جاري
- وإني بعتُ حينَ عرفتُ دهري
- خيارَ بني الزمانِ بلا خيارِ
- لأنهمُ ذئابٌ في ثيابٍ
- فيا لي منْ شرارٍ في شرارِ
- فكمْ لحمٍ شووهُ بغيرِ نارٍ
- وعرضٍ مزقوهُ بلا شفارِ
- وكمٍ نصبوا العداوة َ لي بكيدٍ
- فكادوا يهدمونَ بهِ جداري
- فهلْ لكَ يا خفي اللطفِ لطفٌ
- يعودُ على احتسابي واصطباري
- فأنتَ بنيتها سبعاً شداداً
- يزينُ جوها شهبٌ سواري
- ومهدتَ الأراضيَ منْ نجودٍ
- واغورٍ في عمارٍ أوْ قفارِ
- وسخرتَ البحارَ السبعَ تجري
- بها الأفلاكُ منْ غادٍ وسارِي
- وأنشأتَ السحابَ ولا سحابٌ
- وأذريتَ الرياحَ ولاَ ذواري
- وسخرتَ الشمسَ خلفَ البدرِ تسعى
- كسعيِ الليلِ في طرفِ النهار
- ِوتعلمُ كلَّ خائنة ٍ وتدري
- دبيبَ النملِ في ظلمِ المجاري
- وتمسكُ في الهواءِ الطيرَ بسطاً
- وقبضاً في رواحٍ وابتكارِ
- وتكفلُ كلَّ وحشٍ في البراري
- وترزقُ كلَّ حوتٍ في البحارِ
- وكمْ منْ نعمة ٍ غذتِ البرايا
- براها منْ لكلِّ الخلقِ باري
- كريمٌ منعمٌ برٌ رؤوفٌ
- مقيلُ العاثرين من العثارِ
- إلهي عافني وأصحَّ جسمي
- وصلْ واقبلْ برحمتكَ اعتذاري
- وطهرْ قالبي وتغشَّ قلبي
- بأنوارِ السكينة ِ والوقارِ
- وإنْ كررتُ مسألتي فكلني
- إلى كرمٍ يفيضُ بلا انحصارِ
- فتحتَ يديَّ أطيفالٌ صغارٌ
- فهبني للأطيفالِ الصغارِ
- أجاهدُ فيكَ محتسباً عليهمْ
- وأبذلُ فيكَ جهدي واقتداري
- وتيسيرُ الأمورِ عليكَ دوني
- ففرجْ همَّ عسري باليسارِ
- ومنَّ عليَّ يومَ الكتبِ تقرأ
- وتعطي باليمينِ وباليسارِ
- وعاف أبا السعود أخص صحبي
- من الجرح الذي يصلى بنار
- وكنْ لدخيلِ علتهِ طبيباً
- بلا نارٍ ولا طولِ انتظارِ
- فإنكَ إنْ لطفتَ به تعافى
- وعادَ بلطفِ صنعكَ وهو باري
- وقلْ عبدُ الرحيمِ ومنْ يليهِ
- منَ المحنِ العظيمة ِ في جواري
- وصلِّ على النبيِّ وتابعيهِ
- وعترته الخيارِ بني الخيارِ
- فمدحُ محمدٍ شرفي وعزي
- وجاهي في العشائر ِوافتخاري
المزيد...
العصور الأدبيه