الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البرعي >> مضى زمنُ الصبا فدعِ التصابي >>
قصائدالبرعي
مضى زمنُ الصبا فدعِ التصابي
البرعي
- مضى زمنُ الصبا فدعِ التصابي
- قبيحٌ منكَ شبتَ وأنتَ صابيِ
- تظلُّ تغازلُ الغزلانَ لهوا
- و تكثرُ ذكرَ زينبَ والربابِ
- و تلبسُ للبطالة ِ كلَّ ثوبِ
- و تنسى ما يسودُ فيِ الكتابِ
- و قدْ بدلتَ بعدَ قواكَ ضعفاً
- و دلَّ الشيبُ منكَ على الثبابِ
- فخذْ زاداً يكونُ بهِ بلاغٌ
- و تبْ فلعلَّ فوزكَ فيِ المتابِ
- و أجمعْ للرحيلِ ولا تعولْ
- على دارِ اغترارٍ واغترابِ
- فخيرُ الناسِ عبدٌ قالَ صدقاً
- و قدمَ صالحاً قبلَ الذهابِ
- و راقبَ ربهُ وعصى هواهُ
- و حاسبَ نفسهُ قبلَ الحسابِ
- خليليَّ اربعاَ بربوعِ نجدٍ
- نجددْ عهدَ معهدها الخرابِ
- و تنزلْ منزلَ الخلانِ منها
- و نروي منْ مناهلها العذابِ
- مآثرَ جيرتي وديارَ أنسى
- و مألفَ كلِّ عيشٍ مستطابِ
- سقى شعبَ الأراكِ وما يليهِ
- منَ الأقطارِ منسجمُ السحابِ
- و روى روضة َ العلمينِ حتى
- تناهى الريُّ مخضرَّ الروابيِ
- يناغى ِ الشمسَ منها درُّ ظلِّ
- يريكَ النورَ يسفرُ بالتهابِ
- كأنَّ فواتحَ الأزهارِ منها
- خلائقَ سيدي عمرَ العرابيِ
- إمامٌ نورهُ ملأ النواحي
- وأوضحَ هدية ُ سبلَ الصوابِ
- يعزُّ مكانة ً ويجلُّ قدراً
- برفعة ِ منصبٍ زاكى ِ النصابِ
- و يكبرُ أنْ يخاطبَ أو يسمى
- بسرِّ السرِّ أو لبِّ اللبابِ
- كراماتٌ لهُ ومكاشفاتٌ
- فشتْ فيِ الكونِ بالعجبِ العجابِ
- فراسة ُ مؤمنٍ بحضورِ قلبٍ
- يشاهدُ فيِ ابتعادٍ واقترابِ
- و غوثٌ يستغاثُ بهِ وسيفٌ
- يصولُ على النوائبِ غيرَ نابي
- و بدرٌ يستضاءُ بهِ وبحرٌ
- منَ الخيراتِ ملتطمُ العبابِ
- و أمة ُ أمة ٍ عملاً وعلماً
- نقى ُّ العرضِ عنْ عارٍ وعابِ
- نلوذُ بهِ إلى جبلٍ منيفٍ
- جوانبهُ محصنة ُ الهضابِ
- و نستسقيِ الغمامَ إذا جدبنا
- بدعوتهِ ونفتحُ كلَّ بابِ
- و نستعدي بهِ وبتابعيهِ
- على الأعداءِ في النوبِ الصعابِ
- فإنَّ لسرهِ خضعتْ وذلتْ
- رقابُ العجمِ والعربِ الصلابِ
- و منْ شرفِ الولاية ِ أنَّ هذا
- لسانُ أولى ِ الحقائقِ في الخطابِ
- يخاصمُ خصمها ويجيبُ عنها
- إذا افتقرَ السؤالُ إلى جوابِ
- و يكسو المذهبَ السنيَّ حسناً
- و ينشرُ ظلَّ رايتهِ العقابِ
- و يبني دونَ دينِ اللهِ سوراً
- بيوتُ علاهُ سامية ُ القبابِ
- لقدْ شرفَ الزمانُ بهِ وأضحتْ
- وجوهُ الخيرِ سافرة َ النقابِ
- توافيهِ الوفودُ بحسنِ ظنٍ
- فترجعُ غيرَ خائبة ِ الركابِ
- و ترعى ريفَ رأفتهِ البرايا
- فتنعمُ فيِ خلائقهِ الرحابِ
- و عزُّ حماهُ ملجأُ كلِّ راجٍ
- و شعبُ نداهُ مجتمعُ الشعابِ
- فيا مولايَ قربنيِ نجياً
- و أكرمنيِ بأنعمكَ الرغابِ
- فلمْ أسألكَ ديناراً وداراً
- و لا ثوباً سوى ثوبِ الثوابِ
- و فقدْ وافيتُ بحركَ وهوَ طامٍ
- وجئتك زائرا بغريب مدح
- حواشيه أرق من العتاب
- و غيري غرهُ لمعُ السرابِ
- و أشهى منْ فكاهة ِ بنتِ عشرٍ
- و تقبيلِ المعسلة ِ الرضابِ
- تغادرُ أنفسَ الأحبارِ سكرى
- بكاسِ المدحِ لا كأسِ الشرابِ
- فصلْ حبليِ بحبلكَ واصطنعني
- فكمْ لكَ منْ صنائعَ فيِ الرقابِ
- و قلْ عبدُ الرحيمِ ومنْ يليهِ
- معي يرجو غداً كرمَ المآبِ
- و اقضِّ حوائجي فعساكَ تجزى
- بمغفرة ٍ وأجرٍ واحتسابِ
- لأدركَ منكَ فيِ الدنيا والاخرى
- نصيبي منْ دعاءٍ مستجابِ
- بقيتَ لملة ِ الإسلامِ نورا
- و جيهَ الوجهِ محترمَ الجنابِ
- و دمتَ مكرماً بعلوِّ قدرٍ
- و بوركَ فيِ صحابكَ منْ صحابِ
- و صلى اللهُ لمحة َ كلِّ طرفٍ
- تخصُّ الدرَّ منْ صدفِ الترابِ
- محمد َ الذي فضلَ البرايا
- و فاقَ المرسلينَ بقربِ قابِ
- و آلَ الهاشمي وتابعيهِ
- غيوثَ رغائبٍ وليوثَ غابِ
المزيد...
العصور الأدبيه