الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البرعي >> كمْ إذا أراها نحوَ طيبة َ يرتمي >>
قصائدالبرعي
كمْ إذا أراها نحوَ طيبة َ يرتمي
البرعي
- كمْ إذا أراها نحوَ طيبة َ يرتمي
- عنقاً بنياتِ الجديلِ وشدقمِ
- طرقتْ سحيراً وهيَ تبتدرُ الفلا
- و لها حنينُ الراعدِ المتزرجمِ
- منْ كانَ فيِ أرضِ الحجازِ منادياً
- فلقدْ دعاها يا مطية ُ قدمي
- نادى بها صوتاً فأرقَ جفنها
- فبكتْ ولبتْ بالضميرِ المبهمِ
- شكرتْ منَ النيابتينِ فلمْ تزلْ
- تطوى المهامة َ معلماً فيِ معلمِ
- و استقبلتْ أرضَ الحطيمِ وزمزمٍ
- فصبتْ إلى أرضِ الحطيمِ وزمزمِ
- حادى المطى َّ قفِ المطى َّ لعلها
- تحظى بحظٍّ منْ غرامِ المغرمِ
- و أملْ إلى حرم الأمينِ صدورها
- فإذا بدا الحرمُ الأمينُ فيممِ
- و اشغلُ ببيتِ اللهِ طرفكَ خشية ً
- و طفِ القدومَ بهِ طوافَ المحرمِ
- و هناكَ فاستغفرْ لذنبكَ ربما
- تحظى بغفرانِ الذنوبِ وتكرمِ
- فإذا انتهيتَ إلى الحجازِ فحيِّ منْ
- فيهِ وصلِّ على النبيِّ وسلمِ
- الأبطحيِّ المنتقى منْ غالب
- تاجِ النبوة ِ عصمة َ المستعصمِ
- سمتَ السمواتِ العلى أنوارهْ
- فتبسمتْ منْ نورهِ المبتسمِ
- و أضاءَ في الآفاقِ صبحُ جبينهِ
- نوراً وليسَ الصبحُ بالمتكتمِ
- و سرائرُ التقوى سرتْ بمحمدٍ
- حتى استنارَ دجى الهزيعِ المظلمِ
- فخرتْ بأحمدَ آلُ كعبٍ يالهُ
- اسماً سمتْ فيهِ الصفاتُ عنِ السمى ِ
- إذ كانَ آلَ كنانة َ بنِ خزيمة
- تاهتْ بفرعٍ منْ خزيمة َ ينتمي
- عقدتْ لؤيُّ لوا الفخارِ بفخرهِ
- و أنافَ عبدُ منافٍ فوق الأنجمِ
- و سما بنهرِ كلِّ فخرٍ شامخٍ
- و رقتْ خزيمة ُ فيهِ ذروة أخزمِ
- و بهاشمٍ هشمتْ ثرائدُ جودهمْ
- كرماً ولولا هاشمٌ لمْ تهشمِ
- و لغالبٍ غلبَ الرقابُ خواضعٌ
- هوَ باسمٍ قالَ النصرُ أولَ منْ سمى
- هوَ أهل دينِ اللهِ لما اختارهُ
- داعٍ إلى الدينِ الحنيفِ القيمِ
- هوَ فيِ يمينِ اللهِ سيفٌ مصلتٌ
- يفري بهِ الرحمنُ هامَ المجرمِ
- ليثَ الفراسة ِ يومَ يشتجرُ القنا
- متفيئاً ظلُّ القنا المتحطمِ
- ماضي العزيمة ِ حينَ يقتحمُ الوغى
- غلبَ الكتائبَ يالهُ منْ معلمِ
- خلقتُ منَ الشيمِ الشريفة ِ نفسهُ
- هوَ للخليفة ِ عروة ٌ لمْ تفصمِ
- السيدُ العدلُ التقى ُّ المنتقى
- و الأكرمُ ابنُ الأكرمِ ابنِ الأكرمِ
- أعظمْ بهِ يومَ القيامة ِ إنهُ
- أهلُ الشفاعة ِ عندَ أعظمِ أعظمِ
- أعنى ِ المظللَ بالغمامة ِ والذيِ
- فاضتْ أناملهُ بغيثٍ مسجمِ
- و بفضلهِ درتْ حليمة ُ حينَ مس
- سَ الضرعَ منها بالبنانِ وبالفمِ
- و النوقُ حينَ تكلمتْ بفخارهِ
- و لغيرِ ذاكَ البدرِ لمْ تتكلمِ
- و كلامُ عضوٍ الخيبرية ِ عندما
- مدتْ بعضوٍ للرسولِ مسممِ
- و الخمسة ُ الأفراصُ والشاة ُ التي
- كانتْ لحزبِ اللهِ أحسنُ مطعمِ
- و سمعتُ أن الشاة َ أرسلَ كفهُ
- بحياتها قبلَ انتهاشِ الأعظمِ
- و دعا بإذنِ اللهِ ابنيْ جابرٍ
- بعدَ الفنا فهناكَ وجدُ المعدمِ
- و التفتِ الأشجارُ عنهُ لحاجة ٍ
- فأتتَ كعقدٍ عندَ ذاكَ منظمِ
- و رجالُ مكة أخجلوا إذا أحضروا
- لهبوطِ بدرٍ في السماءِ متممِ
- أفتنكرُ التزميلَ منْ جبريلهِ
- لما تمثلَ بالهزبر الضيغمِ
- و دعاهُ فاقرأُ باسمِ ربكَ معلناً
- و افخرْ بتنزيلِ الكتابِ المحكمِ
- ناداهُ باسمِ اللهِ يا علمَ الهدى
- أعلمتَ منْ ناداكَ أمْ لمْ تعلمِ
- يامنْ إذا ناديتهُ لملمة ٍ
- لبى ندايَ برحمة ٍ وتكرمِ
- مولايَ لا واللهِ ماليِ ملجأٌ
- إلا حماكَ فجدْ وأولِ وأنعمِ
- و اعطفْ على عبدِ الرحيمِ برحمة ٍ
- يا ملجأَ المستعطفِ المسترحمِ
- إنْ كنتَ جارَ الجنبِ في نيابتي
- برعٍ فمنْ حصني سواكَ وملزمي
- قصدي ومقصودي رضاكَ ولمْ أزلْ
- ماليِ ومأموليِ إليكَ ومغنمى ِ
- أنا فيِ جواركَ منْ مكايدة ِ الورى
- أنا فيِ زمامكَ منْ زفيرِ جهنمِ
- أنا في حماكَ منَ المكارهِ إنهُ
- منْ جاءَ مضطراً حماكَ فقدْ حمى
- و عليكَ صلى اللهُ يا علمَ الهدى
- ما انهلَّ فياضُ الحيا المتسجمِ
المزيد...
العصور الأدبيه