الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البرعي >> دمي طللٌ بينَ الطلولِ بحاجرِ >>
قصائدالبرعي
دمي طللٌ بينَ الطلولِ بحاجرِ
البرعي
- دمي طللٌ بينَ الطلولِ بحاجرِ
- فلاَ تعجبوا منْ عبرة ٍ بمحاجري
- و خلوا فؤادي يستبيدُ فراقهمْ
- غراماً يرى ما بينَ ناسٍ وذاكرِ
- فذكري خييماتِ الأباطحِ لمْ يزل
- تهيجُ لقلبي وجدَ مجنونِ عامرِ
- و ما الحبُّ إلا لوعة ٌ وصبابة ٌ
- تذيبُ ومهجورٌ يحنُّ لهاجرِ
- و خلِّ الهوى العذرى ينمُّ بهِ الفتى
- بخلعِ عذارِ الحبِّ منْ غيرِ عاذرِ
- عسى نسمة ٌ منْ سفحِ نجدٍ تهبُّ لي
- بريحِ الخزامى والبشامِ النواضرِ
- و تشرحُ لي حالَ الفريق~ فربما
- أزاحتْ بذكرى منجدٍ وجدَ غائر
- للهِعيشٌبالحمى سمحتْبهِ
- شحاحُ الغواني في المغاني الدوائرِ
- ليالي سرقناهنَّ منْ زمنٍ مضتْ
- بهِ غفلاتُ العيشِ منْ شعبِ هاجرِ
- أما والذيحجَّالخلائقُبيتهُ
- رجالاً وركباناً على كلِّ ضامرِ
- و منْ طافَ تعظيماً وهرولَ ساعياً
- و كررَّ أذكارَ الصفا والمشاعرِ
- لأستعطفنَّ الوصلَ منكمْ على النوى
- بلوعة ِ قلبٍ أوْ بعبرة ِ ناظرِ
- فما برحتْ مرضى الرياحِ تنمُّ عنْ
- قديمِ غرامَ في خفيِّ ضمائري
- و يومٍكظلِّالرمحِخلفتُطولهُ
- ورائيَ واستقبلتُ ليلة َ ساهرِ
- أشيمُ بروقاً منْ غويرِ تهامة ِ
- و أخرى بنجدٍ نصبَ تلكَ الغوائرِ
- و تنظرُ عيني نورَ شمسِ جلالهِ
- قبالَ قبا تجلو دياجي الدياجرِ
- شعاعٌ تسامى منْ ضريحِ محمدٍ
- و أشرقَ منهُ طالعاتُ البشائرِ
- هوَ الرحمة ُ المهداة ُ للخلقِ حبذا
- كريمُ السجايا خيرُ بادٍ وحاضرِ
- أليسَ انشقاقُ البدرِ معجزة ً لهُ
- و ظلُّ غمامِ الجوِّ عندَ الهواجرِ
- و سجدة ُ أجمالٍ وسجدة ُ ظبية ٍ
- و حنة ِ جذعٍ من هشيمِ المنابر
- و تسبيحُ حصباءَ اليمينِ يمينهُ
- و فيضُ زلالِ الماءِ يومَ العساكرِ
- و إخبارُ عضوَ الشاة ِ أني مسممٌ
- فتباً لأفعالِ اليهود الأصاغرِ
- و يومَ دعا الأشجارَ منْ غيرِ حاجة ٍ
- سعتْ نحوَ خيرِ الخلقِ سعى َ مبادرِ
- و أشبعَ يومَ الخندقِ الجيشَ كلهُ
- بصاعِ شعيرٍ كانَ في بيتِ جابرِ
- و في ثمدٍ أهوى َ بسهمٍ فلمْيزلْ
- يجيشُ لهمْ بالريِّ منْ غيرِ حافرِ
- و مسرى َ رسولِ اللهِ منْ بطنِ مكة ٍ
- إلى المسجدِ الأقصى َ كلمحة ِ ناظرِ
- فأمَّ بها الأملاكَ والرسلَ وانثنى
- إلى الملإِ الأعلى بقدرة ِ قادرِ
- و سارَ بهِ جبريلُ في سمرِ الرضا
- و بشرَ منْ أهلِ السما كلَّ سامرِ
- و زجَّ بهِ في النورِ حتى إذا انتهى
- إلى موقفٍ ما فيهِ نهجٌ لسائرِ
- أشاَر إليهِ اللهُ بالبشرِ فانثنى َ
- يخوضُ بحارَ النورِ خوضَ مباشرِ
- مشاهدُ لمْ توطأْ بأخمصِ غيرهِ
- و آثارُ تخصيصِ على َ كلِّ آثرِ
- و بيداءُ نورٍ وحدهُ جازَ جنحهاَ
- على َ قدمٍ ساعٍ إلى َ الخيرِ طاهرِ
- فلما دنا منْ قابَ قوسينِ رفعة ً
- و ألبسهُ الرحمنُ تاجَ المفاخرِ
- سقاهُ بكأسِ الحبِ منْ فوقِ عرشهِ
- سلافة َ قربٍ لا سلافة َ عاصرِ
- و بوأهُ فوقَ النبيينَ رتبة ً
- تحاشى َ بها عنْ مشبهٍ ومناظرِ
- و شفعهُ في المذنبينَ وزادهُ
- خصائصَ أخرى َ لا تعدُّ لحاصرِ
- غداة َ لواءُ الحمدِ والكوثرُ الذي
- يوافيهِ ظامى الوردِ ريا المصادرِ
- إليكَ شفيعَ المذنبينَ مدائحاً
- مؤلفة ًتزرى بنظمِ الجواهرِ
- أتيتكَ يا شمسَ الهدى متشفعاً
- بها لأخي في اللهِ أعني الحصاورى
- سميكَ يا مولايَ أثقلَ ظهرهُ
- بفعلِ المناهي واجتنابِ الأوامرِ
- فكنْ منْ جميعِ النائباتِ حمى ً لهُ
- و عاملهُ بالحسنى َ وواصلْ وناصرِ
- أزحْ محنَ الدارينِ بالعطفِ منكَ عنْ
- مؤلفها عبدِ الرحيمِ المهاجري ِ
- وأتممْلنا النعمى َ على ذيقرابة ٍ
- و صحبٍ وأشياخٍ وجارٍ مجاورِ
- و صلى َ عليكَ اللهُ ما هبتِ الصبا
- و ماجنَّ رعدٌ في عريضِ المواطرِ
- صلاة ً إذا خصتكَ عمتْ بنورها
- بقية َأصحابٍو آلٍأخايرِ
المزيد...
العصور الأدبيه