الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البرعي >> خيالُ سعادَ أسعفَ بالمزارِ >>
قصائدالبرعي
خيالُ سعادَ أسعفَ بالمزارِ
البرعي
- خيالُ سعادَ أسعفَ بالمزارِ
- فزارَ منَ الغويرِ بلا أزورارِ
- سرى تهديهِ نسمة ُ ريحِ نجدٍ
- جعلتُ فداهُ منْ سارٍ وساري
- سرى منْ أبرقِ العلمينِ وهناً
- خفيَّ الشخصِ مأمونَ الأثارِ
- ألمَّ بمضجعي فظفرتُ منهُ
- بما ظفرَ الفرزدقُ منْ نوارِ
- تنمُّ بهِ رياحُ المسكِ عرفاً
- و شمسُ الحسنٍ منْ خلفِ الخمارِ
- بنفسي منْ علقتُ بهِ غراما
- فبعتُ القلبَ منهُ بلا خيارِ
- أذوبُ صبابة ً وأحنُّ وجداً
- إليهِ بفيضِ أجفانٍ غزارِ
- عسى علمٌ عنِ العلمينِ أو عنْ
- وسيماتِ المحاسنِ منْ نزارِ
- فبينَ البانِ والأثلاتِ ربعٌ
- لظبيِ الأنسِ لا ظبي الصحارى
- تسفهني العواذلُ فيهِ جهلاً
- وما عذري سوى خلعِ العذارِ
- أخي سرْ منهجي واصبرْ كصبري
- لشربِ الملحِ أو رعي المزارِ
- فإني قدْ مشيتُ بكلِّ فجِّ
- وقاسيتُ الملماتِ الطواري
- و ذقتُ مرارة َ التجريبِ حتى
- تبينتُ النحاسَمنَ النضارِ
- فخلِّ معاشراتِ الناسِتسلمْ
- و عاملهمْبحلمٍ واصطبارِ
- و إنْ ضاقَ الخناقُ عليكَ فانزلْ
- بسيدنا ابنِ سيدنا النهاري
- كريمٌ تعلقُ الآمالُ منهُ
- بعزِّ الجارِ محمودُ الجوارِ
- إمامٌ قائمٌبالحقِّ ساعٍ
- بنصحِ الخلقِ بحرَ الإعتبارِ
- عمادُ المتقينَ ومنتقاهمْ
- وقطبُ الدينِ مرتفعُ الفخارِ
- هوَ العلمُ المليءُ بكلِّ علمٍ
- هوَ البحرُ المحيطُ على البحارِ
- هوَ النجمُ المضيءُ لكلِّسارِ
- هوَ القمرُ المنزهُ عنْ سرارِ
- ملاذٌ مؤملٌ وغياثُ راجٍ
- و غاية ُ مطلبٍ وغنى افتقارِ
- و سيفٌ في يمينِ اللهِيقفو
- بهمتهِ طريقة َ ذي الفقارِ
- ربتْ في ريفِ رأفتهُ البرايا
- و طيرُ الجوِّ بلْ وحشُ القفارِ
- نما منْ دوحة ٍ فيها تسامتْ
- فروعُ الدينِ ثابتة ُ النجارِ
- وجيهُ الوجهِ ذو كرمٍ عريضٍ
- وذو صفحِ تراهُ على اقتدارِ
- و شمسُ علاهُ ليسَ لها أفولٌ
- وزندُ نداهُ في الأزمانِ وارى
- يلوذُ بجاههِ منْ خافَ ظلماً
- فيلقاهُقريبَ الإنتصارِ
- غمامَ المكرماتِ لكلِّ راجٍ
- و ثهلانُ السكينة ِ والوقارِ
- وأسرعُ منْ يجابْ لهُ دعاءٌ
- إذا رمقَ السماءَ بلا افتخارِ
- يرى بطلائعِ الأنوارِ مالَ
- تراهُ العينُ سراًكالجهارِ
- و كلُّ الكونِ دونَ حياطِ قافٍ
- بمرأى منهُ متضحِ المنارِ
- لقدْ شرَّفَ الوجودَ بنورِ أحيا
- مواتَ الدِّينِ مشتهرَ العشارِ
- قصيرَ الوعدِ وافى العهدَ حاوى
- مقاليدَ الهدى عفَّ الإزارِ
- لدنِّيِّ العلومِيجيبُ عنهُ
- لسانُ حقيقة ِالحبرِ الحواري
- أجبني يا فتى عمرَ بنِ موسى
- أقلني يا محمدُ منْ عثاري
- فكمْ لكَ منْ يدٍ ورهينِ جودٍ
- و مولى نعمة ٍ وعتيقِ نارِ
- سمى ُّ أبيكَ جاركَ فيكما لي
- ظنونُ حماية ٍ وجوارِ جارِ
- فقوما بي وقولاَ أنتَ منا
- إذا النيرانُ طائرة ُ الشرارِ
- فكمْ أنقذتمابهداكمامنْ
- شفا جرفٍ منَ النيرانِ هارِ
- و إنْ مكرتْ بيَ الأعداءُ ظلماً
- فكونا نصرتيوخذا بثاري
- و إنْ خفتُ الذنوبَ فبشراني
- بعقبى الدارِ في دارِ القرارِ
- و ها هيَ منْ لسانِ مهاجريٍّ
- أجاذبها على بعدِ الديارِ
- ليلقى راحة َ الدارينِ فيها
- و يعطى الأمنَ في أهلٍ ودارِ
- و جادَ ثراكما في كلِّ حينٍ
- غزيراتِ الغوادي والسواري
- و باتتْ كلُّ وارفة ٍوظلتْ
- على الحرمِ المعظمِفي قعارِي
المزيد...
العصور الأدبيه