قصائدالأبيوردي



على عذب الجرعاءِ من أيمنِ الحمى
الأبيوردي



  • على عذب الجرعاءِ من أيمنِ الحمى

  • مرادُ الظِّباءِ الأدمِ أو ملعبُ الدُّمى

  • رَعابيبُ يُحْمَى سِرْبَهُنَّ بِغِلْمَة ٍ

  • يَشُمُّ بِهِمْ أَنْفُ المُكاشِحِ مَرْغَما

  • غيارى ، إذا أرخى الظَّلامُ سدولهُ

  • سروا في ضميرِ اللَّيلِ سرّاً مكتَّما

  • يَبيتُونَ أيْقاظاً على حينَ هَوَّمَتْ

  • كَواكِبُ يَغْشَيْنَ المَغارِبَ نُوَّما

  • طَرَقْتُهُمُ وَالبِيضُ بِالسُّمْرِ تَحْتَمي

  • فخضتُ إليهنَّ الوشيجَ المقوَّما

  • وَكادَ يُريني أَوَّلُ الفَجْرِ غُرَّة ً

  • على أُخْرِياتِ اللَّيْلِ في وَجْهِ أَدْهَما

  • وكم شنبٍ في ثغرهِ لم أبل بهِ

  • فَفي شَفَة ِ الظَّلْماءِ مِنْ دُونِهِ لَمى

  • فَبِتْنَ على ذُعْرٍ يُقَلِّبْنَ في الدُّجى

  • بِزُجٍّ على دُعْجٍ ، قِسِيّاً وَأَسْهُما

  • وَغازَلَتُ إحْداهُنَّ حَتّى بَكَتْ دَماً

  • مدامعنا للصُّبحِ حينَ تبسَّما

  • وَضاقَ عِناقٌ يَسْلُبُ الجيدَ عِقْدَهُ

  • ولم يَحْتَضِنْ مِنّا الوِشاحانِ مَأْثَما

  • فَوا عَجَبا حتّى الصَّباحُ يَرُوعُني

  • لهُ الويلُ كم يشجو الفؤادَ المتيَّما

  • ولو قابلتهُ بالذَّوائبِ راجعت

  • بِها اللَّيْلَ مُلْتَفَّ الغّدائِرِ أَسْحَما

  • وإن كفَّ عنّا ضوءهُ باتَ حليها

  • يَنُمُّ علينا جَرْسُهُ إِنْ تَرَنَّما

  • ولسنا نبالي الحلي‍، إنَّ فصيحهُ

  • بِحَيْثُ يُرَى مِنْ قِلَّة ِ النُّطْقِ أَعْجَما

  • فما شاعَ بالأسرارِ منها مسوَّرٌ

  • وَلَم نَتَّهِمْ أيضاً عليها المُخَدَّما

  • إِذا ما سَرَتْ لَمْ يُمْكِن القُلْبَ مَنْطِقٌ

  • ولا حاولَ الخلخالُ أن يتكلَّما

  • ولكن وَشَى بي نَشْرُها إِذْ تَوَشَّحَتْ

  • لديَّ جمانَ الرَّشحِ فذّاً وتوأما

  • لَئِنْ كَثُرَ الواشُونَ فَالوُدُّ بَيْنَنا

  • على عُقَبِ الأيّامِ لن يَتَصَرَّما

  • وأبرحُ ما ألقاهُ في الحبِّ رائعٌ

  • من الشَّيبِ بالفودينِ منّي تضرَّما

  • أَقْبْلَ بُلوغِ الأَرْبَعينَ تَسومُني

  • صروفُ اللَّيالي أن أسشيبَ وأهرما؟

  • وتسحبني ذيلَ الخصاصة ِ، والعلا

  • تُحَمِّلُني عِبْءَ السِّيادَة ِ مُعْدِما

  • وأهتزُّ عندَ المكرماتِ فشيمة ٌ

  • لنا ساعَة َ الضَّرَّاءِ أَن نَتَكَرَّما

  • وأرضى بحظّ في الثَّراءِ مؤخَّرٍ

  • إِذا كانَ بَيْتي في العَلاءِ مُقَدَّما

  • وَتَأْلَفُ نَفْسي عِزَّها وَهْيَ حُرَّة ٌ

  • ترى الكبرَ غنماً والضَّراعة َ مغرما

  • وقدْ لامَني مَنْ لو تَأَمَّلْتُ قَوْلَهُ

  • علمتُ يقيناً أنَّهُ كانَ ألوما

  • يعيِّرني أنّي صددتُ عن الورى

  • ولم أمتدح منهم لئيماً مذمَّما

  • رويدكَ إنّي أبتغي إرثَ معشري

  • وهمُّكَ أن تعطى لبوساً ومطعما

  • فو اللهِ لا عتَّبتُ بابكَ أخمصي

  • فذرني وجرَّ الأتحميَّ المسهَّما

  • أأنحو طريقاً للطَّماعة ِ مجهلاً

  • وَأَتْرُكُ نَهْجاً لِلْقَناعَة ِ مَعْلَما

  • وقد شبَّهتني إذ ولدتُ قوابلي

  • من الأسدِ مجدولَ الذِّراعينِ ضيغما

  • ولو شِئْتِ إدراكَ الغِنى بالتِماسِهِ

  • زجرتُ على الأينِ المطيَّ المخزَّما

  • أُكَلِّفُهُ الإسْآدَ حتّى يَمَلَّهُ

  • ويرعفُ في المسرى سناماً ومنسما

  • فَلا عاشَ مَنْ يَرْضَى بِأَسْآرِ عِيشَة ٍ

  • تبرَّضها، إلاّ ذليلاً مهضَّما

  • ولي نظرة ٌ شطرَ المعالي وهمَّة ٌ

  • أبت أن تزورَ الجانبَ المتجهِّما

  • وَأَقْرَعُ أَبْوابَ المُلوكِ بِوالِدٍ

  • حَوى بِأَبي سُفيانَ أَشْرَفَ مُنْتَمَى

  • ولولا ابنُ منصورٍ لما شمتُ بارقاً

  • لِجَدْوى ، وَلَم أَفْتَحْ بِمَسْألَة ٍ فَما

  • يَعُدُّ إلى دودانَ بِيضاً غَطارِفاً

  • تَفرَّعَ رَوْقِيْ عِيصِهِمْ وَتَسَنَّما

  • وفي مَزْيَدٍ مِنْ بَعْدِ رَيَّانَ مَفْخًرٌ

  • لَوَى عَنْ مَداهُ ساعِدَ النَّجْمِ أَجْذَما

  • فأكرم بآباءٍ همُ في اشتهارهم

  • بُدورٌ ، وَأَبْناءٍ يُعالُونَ أَنْجُما

  • وأنتَ ابنهم، والفرعُ يشبهُ أصلهُ

  • تُحامي وَراءَ المَجْدِ أَنْ يُتَقَسَّما

  • تروضُ مصاعيبَ الأمورِ وتمتطي

  • غَوارِبَ مِنْ دَهْرٍ أَبى أَنْ يُخَطَّما

  • وَتَسْمو إِلى شَأْوٍ ثَنى كُلَّ طالِبٍ

  • على ظَلَعٍ يَمْشي وَقَدْ كانَ مِرْجَما

  • وتنهلُّ من كلتا يديكَ غمائمٌ

  • يَظَلُّ عَلَيْهِنَّ الأمانِيُّ حُوَّما

  • فَجارُكَ لا يَخْشى الأَذى وَتَخالُهُ

  • مِنَ الأَمْنِ في أَنْضادِ يَذْبُلُ أَعْصَمَا

  • وعافِيكَ في رَوْضٍ تَوَسَّدَ زَهْرَهُ

  • يُناجي غَديراً في حَواشِيهِ مُفْعَما

  • ويمتارُ نعمى لا تغبُّ، ويجتلي

  • مُحَيّاً يَروقُ النَّاظِرَ المُتَوَسِّما

  • وإن ألقتِ الحربُ العوانُ قناعها

  • وَطارَتْ فِراخٌ كُنَّ في الهَامِ جُثما

  • بِيَوْمٍ مَريضِ الشَّمسِ جَوْنٍ إهابُهُ

  • تَظنُّ الضُّحى لَيْلاً مِنَ النَّقْعِ أَقْتَما

  • ضَرَبْتَ بِسَيْفٍ لَمْ يَخُنْكَ غِرارُهُ

  • يردُّ شباهُ جانبَ القرنِ أثلما

  • وَرَأيٍ كَفاكَ المَشْرَفِيَّ وَسَلَّهُ

  • وَسُمْرَ العَوالي وَالخَميسَ العَرَمْرَما

  • بَلَغْتَ المَدى فَارْفُقْ بِنَفْسِكَ تَسْتَرِحْ

  • فَليسَ عَليها بَعْدَهُ أن تُجَشَّما

  • وَحَسْبُ الفَتى أَنْ فاقَ في الجودِ حاتِما

  • وفي بأسهِ عمراً، وفي الرَّأي أكثما

  • فَهُنِّئَتِ الأيّامُ منكَ بِماجِدٍ

  • أضاءَ بهِ الدَّهرُ الّذي كان مظلما

  • لهُ هيبة ٌ فيها التَّواضعُ كامنٌ

  • وَعِزٌّ بذَيْلِ الكِبْرِياءِ تَلَثَّما

  • وزاركَ عيدٌ ناشَ ذيلكَ سعدهُ

  • وَألْقى عَصاهُ في ذُراكَ وَخَيَّما

  • فَصَيِّرْ أَعاديكَ الأَضاحِيَّ إذْ لَوَوْا

  • طلى ً يستزرنَ المشرفيَّ المصمِّما

  • وَسقِّ الثَّرى لِلْنُّسْكِ مِنْ نَعَمٍ دَماً

  • وَرَوِّ الظُّبا لِلْمَلِكِ مِنْ بُهَمٍ دَما

  • ولا تصطنع إلاّ الكرامِ فإنَّهم

  • يُجازونَ بِالنَّعْماءِ مَنْ كانَ مُنْعِماً

  • وَمَنْ يَتَّخِذْ عِنْدَ اللِّئامِ صَنيعَة ً

  • تَجِدْهُ على آثارِها مُتَنَدِّما

  • وَأَيُّ فَتى ً من عَبْدِ شَمْسٍ غَمَرْتَهُ

  • بسيبٍ كشؤبوبِ الغمامِ إذا همى

  • فَأَهْدى إليكَ الشِّعْرَ حُلْواً مَذاقُهُ

  • تَضُمُّ قَوافِيهِ الجُمانَ المُنَظَّما

  • وَمَنْ يَتَرَقَّبْ في رَجائِكَ ثَرْوَة ً

  • فإنّي لم أخدمكَ إلاّ لأخدما



أعمال أخرى الأبيوردي



المزيد...

العصور الأدبيه

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!



ماذا يجب أن تعرف عند شراء شقتك؟