الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> إِذا اسْتَلَبَ النَّومُ العِنانِ مِنَ اليَدِ >>
قصائدالأبيوردي
إِذا اسْتَلَبَ النَّومُ العِنانِ مِنَ اليَدِ
الأبيوردي
- إِذا اسْتَلَبَ النَّومُ العِنانِ مِنَ اليَدِ
- عَلِقْتُ بِأَعْطافِ الخَيالِ المَسهَّدِ
- وَمالي وَلِلزَّوْرِ الهِلالِيِّ مَوْهِناً
- بِنَهْجٍ طَويْنا غَوْلَهُ طَيَّ مِجْسَدِ
- بِحَيْثُ صَهيلُ الأَعْوَجِيِّ يَروعُهُ
- وَيَنْكِرُ سَجْرَ الأَرْحَبِيِّ المُقَيَّدِ
- لَكَ الله مِنْ ماضٍ على الهَوْلِ، وَالعِدا
- يَهُزُّونَ أَطرافَ الوَشيجِ المُسَدَّدِ
- يُراقِبُ أَسْرابَ النُّجومِ بِمُقْلَة ٍ
- تُقَسِّمُ لَحْظاً بَيْنَ نَسْرٍ وَفَرْقَدِ
- تَراءَتْ لَهُ في مُنْحَنَى الرَّمْلِ جَذْوَة ٌ
- تَمايَلَ سَكْرى بين صالٍ وَمَوقِد
- َوكَمْ دُونَها مِنْ أَتْلَعِ الجيِدِ شادنٍ
- مُهَفْهَفِ مُسْتَنِّ الوِشاحَيْنِ أَغْيَد
- إذا اللَّيلُ أَدْنى مِنْ يَدَيَّ وِشاحَهٌ
- خَلَعْتُ نِجادَ المَشْرَفِيِّ المُهَنَّدِ
- يَحُطُّ عَنِ البَدْرِ المُنيرِ لِثامَهُ
- وَيَهْفُو بِخُوطِ البانَة ِ المُتَأَوَّدِ
- سَمَوْتُ إليهِ وَالنُّجُومُ كَأَنَّها
- على الأُفْقِ مُرْفَضُّ الجُمانِ المُبَدَّدِ
- على لاحِقِ الأَطلَيْنِ يَخْتَصِرُ المَدى
- بإرْخاءِ ذِئْبِ الرَّدْهَة ِ المُتَوَرِّدِ
- أُفيضُ عَليهِ شِكَّتي وَأُخِيضُهُ
- دُجى اللَّيْلِ وَالأَعْداءُ مِنّي بِمَرْصَدِ
- وَأَجْنُبُهُ الرِّيَّ الذَّليلَ وقد جَلَتْ
- على الوِرْدِ أَنْفاسُ الصَّبا مَتْنَ مِبْرَدِ
- وَتَجْمَحُ بي عن مَوطِنِ الذُّلِّ هِمَّة ٌ
- تُجَمِّعُ أَشْتاتَ المَعالي بأَحْمَدِ
- هُمامٌ إذا اسْتَنْهَضْتَهُ لِمُلِمَّة ٍ
- مَضى غَيرَ واهي المَنْكِبَينِ مُعَرِّدِ
- مُعَرَّسُهُ مَأْوى المَكارِمِ والعُلا
- وَنائِلُهُ قَيْدُ الثَّناءِ المُخَلَّدِ
- تَشَبَّتُ منهُ المَكْرُماتُ بِماجِدٍ
- يَروحُ إلى غاياتِهِنَّ وَيَغْتَدي
- وَيَبْسُطُ كَفّاً لِلَّندى أُمَوِيَّة ً
- تُباري شآبيبَ الغَمامِ المُنَضَّدِ
- وَيَخْفُقُ أنَّى سارَ أو حَلَّ فَوقَهُ
- حَواشي ثَناءِ أو ذَوائِبُ سُؤْدَدِ
- ومَا رَوْضَة ٌ تَشْفي الجنوبَ غَليلَها
- بذي وَطَفٍ من غائِرِ المُزْنِ مُنْجِدِ
- كَأَنَّ الرَّبيعَ الطَّلْقَ في حَجَراتِها
- يُجَرِّرُ ذَيْلَ الأَتْحَمِيِّ المُعَضَّدِ
- بِأَطْيَبَ نَشْراً مِنْ شَمَائِلِهِ الّتي
- يَلوذُ بِها جارٌ وَضَيْفٌ وَمُجْتَدِ
- إليكَ أَبا العَبَّاسِ سَارَتْ رَكائِبٌ
- بِذِكْرِكَ تُحْدَى بل بِنُورِكَ تَهْتَدي
- عَلَيهِنَّ مِنْ أفناءِ قَوْمِكَ غِلْمَة ٌ
- يُزْمزِمُ عَنْهُمْ فَدْفَدٌ بَعْدَ فَدْفَدِ
- وَتَشْكُو إليكَ الدَّهْرَ تَفْري خُطوبُهُ
- بَقِيَّة َ شِلْوٍ من ذَويكَ مُقَدَّدِ
- حَوى عُنْفُوانَ المَكْرَعِ النّاسُ قَبْلَنا
- وَأَوْرَدَنا أعْقابَ شِرْبٍ مُصَرَّدِ
- وَلابُدَّ مِنْ يَوْمٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ
- يُبَوِّئُنا ظِلَّ الطَّرافِ المُمَدَّدِ
- فإنَّكَ أَصْلٌ طَيِّبٌ أنا فَرْعُهُ
- وَأَيُّ نَجيبٍ سُلَّ مِنْ أيِّ مَحْتِدِ
- وَكَمْ لَكَ عِندي مِنْ يَدٍ مُسْتَفيضَة ٍ
- لَبِسْتُ بِها طَوْقَ الحَمامِ المُغَرِّدِ
- بَقِيتَ مَصونَ العِرضِ مُبْتَذَلَ النَّدى
- مَديدَ رِواقِ العِزِّ، طَلاَّعَ أَنْجُدِ
- وَيَوْمُكَ يَلوي أَخْدَعَ الأَمسِ نَحْوَهُ
- وَيَهْفو بِعِطْفَيْهِ اشتياقاً إلى الغَدِ
المزيد...
العصور الأدبيه