الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الخياط >> لكَ الخيرُ قدْ أنْحى علَيَّ زماني >>
قصائدابن الخياط
لكَ الخيرُ قدْ أنْحى علَيَّ زماني
ابن الخياط
- لكَ الخيرُ قدْ أنْحى علَيَّ زماني
- ومالي بِما يأْتي الزمانُ يَدانِ
- كأنَّ صروفَ الدهرِ ليسَ يَعُدُّهَا
- صروفاً إذا مكروهنَّ عدانِي
- ولَوْ أنَّ غيرَ الدَّهرِ بالجَوْرِ قادَنِي
- جمحْتُ ولكنْ في يديهِ عنانِي
- مُنِيتُ بِبيْعِ الشِّعْرِ مِنْ كُلِّ بَاخِلٍ
- بخُلْفِ مَواعِيدٍ وَزُورِ أمانِي
- وَمَنْ لِي بأنْ يُبْتاعَ مِنِّي وَإنَّما
- أُقِيمُ لماءِ الوجهِ سُوقَ هوانِ
- إذا رُمتُ أنْ ألقى بهِ القومَ لم يزلْ
- حيائِي ومَسُّ العدْمِ يقتتلانِ
- أخافُ سُؤَالَ الباخِلينَ كأنَّنِي
- مُلاقي الوَغى كُرْهاً بقلبِ جبانِ
- قعدتُ بمجرى الحادِثاتِ مُعرَّضاً
- لأسْبِابِها ما شِئْنَ فِيَّ أتانِي
- مُصاحِبَ أيَّامٍ تَجُرُّ ذُيُولَها
- عليَّ بأنواعٍ من الحَدَثانِ
- أرى الرِّزْقَ أمَّا العَزْمُ مني فَمُوشِكٌ
- إلَيْهِ وأمَّا الحَظُّ عَنْهُ فَوانِ
- وهلْ ينفَعَنِّي أنَّ عزميَ مُطلقٌ
- وَحَظِّي مَتى رُمْتُ المَطَالِبَ عانِ
- وَما زَالَ شُؤْمُ الجَدّ مِنْ كُلِّ طَالِبٍ
- كَفِيلاً بِبُعْدِ المَطْلبِ المُتَدانِي
- وقد يُحرَمُ الجلْدُ الحريصُ مرامَهُ
- ويُعْطَى مُناهُ العاجِزُ المُتَوانِي
- وَمَنْ أنكَدِ الأحْدَاثِ عِنْدِي أنَّنِي
- عَلى نَكَدِ الأحْدَاثِ غَيْرُ مُعانِ
- فها أنَا متروكٌ وكلَّ عظيمة ٍ
- أُقارِعُها شأنَ الخُطوبِ وشانِي
- فَعَثْراً لِدَهْرٍ لا تَرى فِيهِ قَائِلاً
- لعَاً، لفَتى ً زلَّتْ بهِ القدمانِ
- فهلْ أنتَ مُولٍ نِعْمة ً فمُبادِرٌ
- إليَّ وقدْ ألقى الردى بجِرانِ
- وحطَّ عليَّ الدهرُ أثقالَ لؤْمِهِ
- وتلْكَ التي يعيَا بها الثقلانِ
- ومستخلِصي من قبضَة ِ الفقرِ بعدمَا
- تَمَلَّكَ رِقِّي ذُلُّهُ وَحَوانِي
- وَجاعِلُ حَمْدِي مَا بَقِيتُ مُخلَّداً
- عليكَ وما أرسَتْ هِضابُ أبانِ
- إذاً تَقْتَنِي شُكْر کمْرِىء ٍ غيرِ هَادِمٍ
- بكُفْرِ الأيادي ما ارتياحُكَ بانِ
- فَمِثْلُكَ أُنسَ الدَّوْلَة ِ آنتاشَ هالِكاً
- أخيذَ مُلماتٍ أسيرَ زمانِ
- وغادرَ مَنْ يَخشى الزَّمانَ كأنَّما
- يلاقيهِ مِنْ معروفهِ بأمَانِ
المزيد...
العصور الأدبيه