الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الخياط >> أتُرى الهِلالَ أنارَ ضَوْءَ جَبِينهِ >>
قصائدابن الخياط
أتُرى الهِلالَ أنارَ ضَوْءَ جَبِينهِ
ابن الخياط
- أتُرى الهِلالَ أنارَ ضَوْءَ جَبِينهِ
- حتّى أبانَ اللَّيلُ عَنْ مَكْنُونهِ
- شَفَّ الحِجابُ بِنُورهِ حتّى رَأى
- مُتأَمِّلٌ ما خَلْفَهُ مِنْ دُونِهِ
- أوَ ما رَأَيْتَ المُلْكَ تمَّ بَهاؤُهُ
- بِضِياءِ كَوْكَبِ شَمْسِهِ ابْنِ أمِينهِ
- نُضِيَ الحُسامُ فدَلَّ رونَقُ صفْحِهِ
- وظُباهُ أنَّ المجدَ بعضُ قيُونِهِ
- يا حبَّذا الثَّمَرُ الجَنِيُّ بدوْحَة ِ الـ
- ـحَسَبِ الزَّكِيِّ وناعِماتِ غُصُونِهِ
- ما عُذْرُهُ أَلاّ يطيبَ مذاقُهُ
- طِيبَ السُّلافِ وَأنْتَ مِنْ زَرَجُونِهِ
- اليَوْمَ مَدَّ إلى المَطالِبِ باعَهُ
- مَنْ لمْ تَكُنْ خطرَتْ بليلِ ظُنُونِهِ
- حلَّ الرَّجاءُ وثاقَ كُلّ مسرّة ٍ
- كانَتْ أسِيرَة َ هَمِّهِ وشُجُونِهِ
- قدْ كانَ رجَّمَ ظنَّهُ فيكَ النَّدى
- فَجَلا ظَلامَ الشَّكِّ صُبْحُ يَقِينهِ
- أطلَعْتَ بدْراً في سَماءِ ممالِكٍ
- سَهِرَ الجَمالُ وَنامَ فِي تَلْوِينهِ
- علِقَتْ يَدُ الآمالِ يومَ ولادِهِ
- بمَريرِ حبْلِ المَكْرُماتِ متينِهِ
- بأجَلِّ موْلُودٍ لأكْرَمِ والدٍ
- سمْحٍ مُبارَكِ موْلِدٍ مَيْمُونِهِ
- صَلْتِ الجَبينِ كأنَّ دُرَّة َ تاجِهِ
- جَعَلَتْ تَرَقْرَقُ فِي مكانِ غُضونهِ
- رَبِّ الجِيادَ لربِّها يومَ الوَغى
- وَصُنِ الحُسامَ لِخِلِّهِ وَخَدِينهِ
- قَدْ باتَ يَشْتاقُ العِنانُ شِمالَهُ
- شَوْقَ اليَراعِ إلى بَنانِ يَمينهِ
- واعْقِدْ لهُ التّاجُ المُنِيف فإنَّما
- فَخْرُ المفاخِرِ عَقْدُها لِجَبِينهِ
- لغَدَوْتَ تقتادُ المُنى بزِمامِها
- وتَرُوضُ سهلَ النَّيْلِ غيرَ حَرُونِهِ
- بالعَزْمِ إذْ يُنْطِيكَ عفْوَ نجاحِهِ
- والحَزْمِ إذْ يُمْطِيكَ ظَهْرَ أمُونِهِ
- فاليَوْمَ هزَّ المَجْدُ مِنْ أعطافِهِ
- تِيهاً وَباحَ مِنَ الهَوى بِمُصونِهِ
- والآنَ ذُدْتَ عنِ العُلى وذبَبْتَ عنْ
- مَجْدٍ يَعُدُّكَ مِنْ أعَزِّ حُصُونِهِ
- واللَّيْثُ ذُو الأشبالِ أصْدَقُ مَنْعَة ً
- لِفَرِيسَة ٍ وحِمايَة ً لِعَرِينهِ
- والآنَ إذْ نشَأَ الغمامُ وصرَّحَتْ
- نَفَحاتُ جَوْنِيِّ الرِّبابِ هَتُونِهِ
- فَلْيَعْلَمِ الغَيْثُ المُجَلْجِلُ رَعْدُهُ
- أنَّ السَّماحَ مُعِينُهُ بِمَعَينِهِ
- وَلْيَأْخُذِ الجَدُّ العَلِيُّ مَكانَهُ
- مِنْ أُفُقِ مَحْرُوسِ العَلاءِ مَكِينهِ
- وليَضْرِبِ العزُّ المنيعُ رُواقَهُ
- بجنابِ ممنوعِ الجَنابِ حصِينهِ
- ولتبتَنِ العلْياءُ شُمَّ قِبابها
- بِذُرى رُباهُ أوْ سُفُوحِ مُتُونِهِ
- وليَحْظَ رَبْعُ المَكْرُماتِ بأنْ غدا
- شَرِقَ المنازِلِ آهِلاً بقطينِهِ
- ولتخْلَعِ الأفكارُ عُذْرَ جماحِها
- بِنِظامِ أبْكارِ القَرِيضِ وَعُونِهِ
- سِرْبٌ مِنَ الحَمْدِ الجَزِيلِ غَدَوْتُمُ
- مَرْعى عقائِلِهِ ومورِدَ عينِهِ
- كَمْ مِنْبَرٍ شَوْقاً إلَيْهِ قَدِ انْحَنَتْ
- أعْوادُهُ مِنْ وَجْدِهِ وحَنِينِه
- ومُطَهَّمٍ قدْ ودَّ أنَّ سَراتَهُ
- مَهْدٌ لَهُ في سيرهِ وقُطُونِهِ
- ومُخزَّمٍ ناجَتْ ضمائِرُهُ المُنى
- طَمَعاً بِقَطْعِ سُهُولِهِ وَخرُونِهِ
- ومُهَنَّدٍ قدْ وامَرَتْهُ شِفارُهُ
- بِطُلَى العَدُوِّ أمامَهُ وَشُؤُونِهِ
- ومُثَقَّفٍ قدْ كانَ قبلَ طِعانِهِ
- تَنْدَقُّ أكْعُبُهُ بِصَدْرِ طَعِينهِ
- وكأنَّ عَبْدَ اللَّهِ عَبْدِ اللَّهِ في
- حَرَكاتِ هِمَّتِهِ وَفَضْلِ سُكُونِهِ
- لَمْ تَرْضَ أنْ كُنْتَ الكَفِيلَ بِشَخْصِهِ
- حَتّى شَفَعْتَ كَفِيلَهُ بِضَمِينهِ
- نَشَر الأمِينَ وِلادُهُ فَجَنَيْتَهُ
- منْ غَرْسِهِ وجَبَلْتَهُ مِنْ طِينِهِ
- ذَاكَ الَّذِي لَوْ خَلَّدَ اللَّهُ النَّدى
- والبَأْسَ ما منِيا بيوْمِ مَنُونِهِ
- وَإذا أرَدْتُ لِقَبْرِهِ أزْكَى حَيّاً
- يُرْويهِ قُلْتُ سَقاهُ فَضْلُ دَفينِهِ
- أمّا الهناءُ فللزمانِ وأهْلِهِ
- كُلٌّ يَدِينُ مِنَ الزَّمانِ بِدِينهِ
- كالغَيْثِ جادَ فَعَمَّ أرْضَ شَرِيفِهِ
- وَدَنِيِّهِ وصَرِيحِهِ وَهَجِينهِ
- لكنَّ أهْلَ الفضْلِ أوْلاهُمْ بهِ
- مَنْ ذا أحقُّ مِنَ الصَّفا بحجُونِهِ
- عِيدٌ وَمَوْلُودٌ كأنَّ بَهاءَهُ
- زَهْرُ الرَّبيعِ ومُعْجِباتُ فُنُونِهِ
- فَتَمَلَّهُ عُمْرَ الزَّمانِ مُمَتَّعاً
- بفتى العُلى وأخِي النَّدى وَقَرينِهِ
المزيد...
العصور الأدبيه