الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الخياط >> سِوايَ لِمَنْ لَمْ يَعْشِقِ المَجْدَ عاشِقُ >>
قصائدابن الخياط
سِوايَ لِمَنْ لَمْ يَعْشِقِ المَجْدَ عاشِقُ
ابن الخياط
- سِوايَ لِمَنْ لَمْ يَعْشِقِ المَجْدَ عاشِقُ
- وغيرِي لمنْ لمْ يصطَفِ الحمدَ وامقُ
- عَزَفْتُ عَنِ الأحْبابِ غَيرَ ذَوِي النُّهى
- فلستُ بمشتاقٍ وغيرُكَ شائقُ
- أُحِبُّكَ ما حَنَّتْ سلُوبٌ وما شدَا
- طروبٌ وما تاقَ العشياتِ تائقُ
- ومالِيَ لا يقْتادُنِي نَحْوَكَ الهَوى
- وَعِنْدِيَ حادٍ مِنْ هَواكَ وَسائِقُ
- أأثْنِي عِناني عَنْكَ أطْلُبُ مَطْلَباً
- وَأتْرُكُ خَيْراً مِنْهُ إنِّي لَمائِقُ
- يُطِيعُ النوى من خافَ في أرضِهِ الطَّوى
- ولولا احتباسُ الغيثِ ما شيمَ بارِقُ
- أيا بنَ علِيٍّ إنْ تردَّيْتَ فاشتمِلْ
- رداءَ المعالِي إنَّهُ بكَ لائقُ
- فأنتَ الحقُيقُ بالعلاءِ وبالثَّنا
- إذا الحَقُّ يَوْماً أوْجَبَتْهُ الحقائِقُ
- لعمرِي لئنْ كنتُ امرأً فاتَهُ الغِنى
- فحسْبِي غنى ً أنِّي بجُودِكَ واثِقُ
- وقد علقتني النّائبات فويحها
- أما علِمَتْ أنِّي بحبلِكَ عالِقُ
- ألم تدر أني من أبي اليمن نازلٌ
- بحيثُ تحامانِي الخُطوبُ الطوارِقُ
- ألَمْ يُغْنِني بَحْرٌ بِجُودِكَ زاخِرٌ
- ألمْ يحمِنِي طودٌ بعزِّكَ شاهِقُ
- ألَمْ يَكُ لِي مِنْ حُسْنِ رأيِكَ صارِمٌ
- لهامِ العدى والفقْرِ والدهْرِ فالِقُ
- لقَدْ بَرَّحَتْ كَفّاكَ فِي الجُودِ بالحَيا
- فَلا عاقَها إلاّ عَنِ البُخْلِ عائِقُ
- سماؤُكَ مدرارٌ وريحُكَ غضَّة ٌ
- وعزُّكَ قهّارٌ ومجدُكَ باسِقُ
- وما برحَتْ منكَ الخلائقُ تعتَلِي
- إلى سُؤدَدٍ لا تدَّعِيهِ الخلائقُ
- إذا ما تنُوخِيٌّ سما لفضيلة ٍ
- تَخَلّى مُجارِيهِ وقَلَّ المُرافِقُ
- توسّطت منهم بيت فخر عمادُهُ
- صدُورُ القَنا والمُرْهَفاتُ الذوالِقُ
- بنى أولٌ منهُمْ وشَيَّدَ آخرٌ
- إلى مثلِهِ تسمُو العُيُونُ الروامِقُ
- سَمتْ بِسَعِيدٍ فِي تَنُوخَ وَغَيْرِها
- ذوائبُ مجدٍ بالنجومِ لواصِقُ
- بأزهَرَ لوْ ألقى على البدرِ مسحة ً
- ببهجتِهِ لمْ يمحَقِ البدرَ ماحِقُ
- أغرُّ إذا أجْرى الكرامُ إلى مدَى
- شآهُمْ جَوادٌ لِلسَّوابِقِ سابِقُ
- فتى ً عطَّرَ الأيام من طيبِ ذكرهِ
- شذى ً تتهاداهُ الأنوفُ النواشِقُ
- وَزِينَتْ بهِ الدُّنيا فبَاهَتْ وَطاوَلَتْ
- مغرِبُها تيهاً بهِ والمشارِقُ
- أنامِلُهُ لِلْمِكْرُماتِ مفاتِحٌ
- على أنها للحادثاتِ مغالِقُ
- غَمائِمُ غُرٌّ لَيْسَ تُدْرى هِباتُها
- أهُنَّ سُيُوبٌ أمْ سُيُولٌ دَوافِقُ
- تأَلّى على الإسرافِ في بذلِ مالِهِ
- فَلمْ يَقْتَصِرْ والصّادِقُ العَزْمِ صادِقُ
- فوالله ما أدرِي أتلكَ مواعدٌ
- تقدمنَ منْ إحسانِهِ أمْ مواثِقُ
- بقيتَ لعبدٍ عائدٍ بكَ سعدُهُ
- وعِشْتَ لِعَيْشٍ خالدٍ لا يُفارِقُ
- ولا زِلْتَ مأمُولاً لأيّامِ عِزِّكَ البـ
- ـبواقِي ومأموناً عليكَ البوائِقُ
- نَطَقْتُ بِمَدْحٍ أنْتَ أهْلٌ لِخَيْرِهِ
- ومِنْ شرَفِي أنِّي بمدحكَ ناطِقُ
- شَرُفْتُ بهِ والفَخْرُ فَخْرُكَ مِثْلَ ما
- تعَطَّرَ مِنْ فَضِّ اللَّطِيمَة ِ فاتِقُ
- ولستُ أُبالِي عندَ منْ باتَ كاسداً
- إذا هُوَ أضْحى وهوَ عندَكَ نافِقُ
- غَرائِبُ مِنْ أبْكارِ مَدْحٍ كأنَّها
- كرائمُ منْ أزهارِ نورٍ فتائِقُ
- تَشُوقُ وَتُصْبِي السّامِعينَ كأنَّما
- بِها يتَغَنَّى معْبَدٌ أوْ مُخارِقُ
- تَمُرُّ بِأفْواهِ الرُّواة ِ كأنَّها
- مصَفَّقَة ٌ مِنْ خَمْرِ عانَة َ عاتِقُ
- لقدْ حدقَتْ بي منْ أيادِيكَ أنْعُمٌ
- فعندِي منْ شُكْرِي لهنَّ حدائقُ
- فإنْ أنا لمْ أطْلِقْ لسانِي بحمدِها
- فأُمُّ العُلى والمجدِ منِّيَ طالِقُ
المزيد...
العصور الأدبيه