الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الخياط >> أفَيْضُ دُمُوعٍ أمْ سُيُولٌ تَمَوَّجُ >>
قصائدابن الخياط
أفَيْضُ دُمُوعٍ أمْ سُيُولٌ تَمَوَّجُ
ابن الخياط
- أفَيْضُ دُمُوعٍ أمْ سُيُولٌ تَمَوَّجُ
- وَحَرُّ ضُلوعٍ أمْ لَظى ً تَتأجَّجُ
- كَفى منْ شَجايَ عبرَة ٌ بعدَ زفرَة ٍ
- وَلَبٌّ مُطارٌ أمْ سَقامٌ مُهَيَّجٌ
- شرِبْتُ منَ الأيامِ كأْساً روِيَّة ً
- ولمْ أدْرِ أنَّ الصفْوَ بالرنْقِ يُمزَجُ
- ولمْ يُبْكِنِي رَسْمٌ بنَعمانَ دارِسٌ
- ولا شَفَّنِي ظَبْيٌ برامَة َ أدْعَجُ
- ولكنْ جُنونٌ منْ زمانٍ مُسَفَّهٍ
- ودهْرٌ جَهُولٌ أوْلَقُ الرأْيِ أهوَجُ
- سلوتُ وما كادَ السُّلُوُّ يُطيعنِي
- لو کنَّ زَماناً جائِراً يتَحَرَّجُ
- إذا دخلَ الهمُّ الغريبُِ على فتى ً
- رأيْتَ الهَوى مِنْ قَلبهِ كَيفَ يَخْرُجُ
- تعفَّتْ رُسُومُ المْكُرماتِ كما عفا
- على الدَّهْرِ مَلْحُوبٌ وأقفَرَ مَنْعِجُ
- فَلَوْلا بَنُو الصُّوفِيِّ أعْوَزَ مُفْضِلٌ
- إلى بابِه للوفدِ مسرى ً ومدلَجُ
- وللسيدِ المأمُولِ فيهمْ مكارِمٌ
- تُساحُ بأرْزاقِ العُفاة ِ وتُمْزَجُ
- لعمرِي لقدْ سادَ الكِرامَ وبذهُمْ
- أغرُّ صقيلُ العرضِ أزْهَرُ أبْلَجُ
- حَطَطْنا رِحالَ العِيسِ فِي ظِلِّ جُودِهِ
- إلى خَيرِ مَنْ تُحْدى إلَيْهِ وَتُحْدَجُ
- خصيبُ مَراد الخيرِ والخيرُ مُجدِبٌ
- جَدِيدُ رِداءِ الفَضْلِ والفَضْلُ مِنْهَجُ
- وكُنّا إذا ما رابَنا الدَّهْرُ مَرَّة ً
- وأبهى مِن البَدْرِ المُنيرِ وأبْهَجُ
- قضى حاجَتِي بالجُودِ حتّى كأنَّهُ
- إلى بَذْلِ ما يُسْدِي منَ الجُودِ أحْوَجُ
- وللدهْرِ أحوالٌ تسوءُ وتُبْهِجُ
- دعونا لهُ جُودَ الوجيهِ وإنَّما
- دعونا حياً أوْ وابِلاً يتثججُ
- وكمْ قَطَعَتْ فِينا اللَّيالِي وغالَنا
- لَها مُقْلِقٌ مِنْ فادِحِ الخَطْبِ مُزْعِجُ
- فَذادَ أبُو الذَّوّادِ عَنّا صرُوفَها
- وَفَرَّجَ غَمَّاءَ الخُطُوبِ المِفَرِّجُ
- فتًى يَسَعُ الآمالَ أدْنى ارْتِياحهِ
- ويَغْرَقُ فِي نُعْماهُ مَنْ لا يُلَجِّجُ
- فتى ً لمْ يزلْ للمجدِ تاجاً ومفخراً
- إذا ماجدٌ بالفَخْرِ أمْسى يُتوَّجُ
- كفانِي ندى كفِّيْهِ خُلْفَ مواعدٍ
- بِها يَستَقِيمُ القَولُ والفِعلُ أعوَجُ
- وأغْنى عنِ البُخّالِ راجَعْتُ جُودَهُمْ
- فلم أرَ جُلْمُوداً على الطَّبْخِ ينضَجُ
- حَلَفْتُ لَقَدْ أوْلَيْتَنِي مِنْكَ نِعْمَة ً
- بها الشكْرُ يُغْرى والمحامِدُ تلْهَجُ
- وأحسنَ بين منْ قبلِكَ الحسنُ الذي
- توَلى وما للمجدِ عنهُ مُعرَّجُ
- أبُوك الَّذِي ما زالَ يرْحَبُ هِمَّة ً
- يَضِيقُ بها صدْرُ الزَّمانِ ويحْرَجُ
- بَنى لكُمُ بيتاً رفيعاً عِمادُهُ
- ترقّى إليهِ النيِّراتُ وتعرُجُ
- فلا ظِلُّه عنْ مُستَظِلٍّ بقاصِرٍ
- ولا بابُهُ عنْ مُرْتَجِي الخيرِ مُرتَجُ
- برُغْمِ العدى أنْ بتَّ وارِثَ مجدِه
- وذلِكَ حَقٌّ لم تَكُنْ عَنهُ تُفْرَجُ
- وما هِيَ إلاّ صعْبَة ٌ عَزَّ ظهرُها
- وأنتَ على أمثالِها تتفحَّجُ
- وما زِلتَ تعْلُو مَنْكِبَ العزْمِ ظافِراً
- وتُلْجِمُ بالحزْمِ الحمِيدِ وتُسْرِجُ
- تَزِيدُ على وعْكِ الزَّمانِ نَباهَة ً
- كأنَّكَ صُبْحٌ في دُجى ً يتبَلَّجُ
- تُشَرَّفُ والأيامُ فيها دناءَة ٌ
- وتخْلُصُ والأقوامُ زيفٌ وبهْرَجُ
- عَزائِمُ مَحسُودِ المَعالِي كأنَّها
- سوابِقُ ترْدِي بالكُماة ِ وتمْعَجُ
- خلائِقُ تجتاحُ الخَطُوبَ كأنَّها
- ظُبى ً بدمِ الفقْرِ المُضِرِّ تُضَرَّجُ
- أتَتْكَ بمِسكِيِّ الثَّناءِ كأنَّما
- أطابَ شَذاها عِرْضُكَ المِتأرِّجُ
- لهَا منْ نظامِ الدُّرِّ ما جَلَّ قدرُهُ
- وقِيمَتُهُ لا ما يُحاكُ وَيُنسَجُ
- محجَّبَة ٌ لولاكَ لمْ يَحْوِ ناظِرٌ
- بها الفوز والحسناء لا تتبَّرجُ
- وكُلُّ ثناءٍ دونَ قدرِكَ قدْرُهُ
- وإنْ زانَ قوْماً وشْيُهُ والمُدَبَّجُ
- أرى فِيكَ لِلآمالِ وَعْدٌ مَخِيلَة ٍ
- وماهِيَ إلاّ مُقْرِبٌ سوفَ تُنتَجُ
- سقى الله حُسْنَ الظنِّ فيكَ فإنهُ
- طريقٌ إلى الغنمِ الكريمِ ومنهَجُ
- فأسمحُ خلْقٍ عند جُودِكَ باخِلٌ
- وأحْسَنُ فعْلٍ عندَ فعْلِكَ يسمُجُ
المزيد...
العصور الأدبيه