الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> ياسر الأطرش >> لم يخرجوا منها >>
قصائدياسر الأطرش
- إلى محمود درويش..
- ــــــــــــــــــــــــ
- بيني وبينكَ لا تمرُّ القبّراتْ
- ها عدتَ درويشاً
- وعدتَ
- من الحضور إلى غيابكَ
- من طقوس المبعدين إلى خوائكَ
- من أكفّ العاشقين إلى مسائكَ
- من لظى ريتّاكَ
- جئت إلى الشتاتْ!..
- بيني وبينكَ لا تمرُّ القبّراتْ
- والطائراتُ
- تمرُّ في أمسي وأمسكَ
- في دُجى عُرسي وعُرسكَ
- أنتَ قُلْتَ!..
- وأنتَ شيّدتَ الصباح
- من الجماجمِ
- أنتَ علّقت العيونَ على الشبابيك القتيلةِ
- أنت أيقظت الحصارْ..
- ها عُدتَ
- كي تُرخي- على خمسين عاماً من حضوركَ، في خلايانا-
- ستارْ..
- نَفْسُ الجدارِ.. قطعتهُ
- حين اتّجهتَ إلى البنفسجِ
- لو ثملتَ عيونهُ
- خبّأتَ وجهكَ!
- سوف يعرفكَ الجدارْ..
- ***
- بيني وبينك لا يصبُّ البحرُ
- دمعُ حبيبتي حَجَرٌ
- وأجراس القصائد في ضفائرها
- تضيعْ..
- الآن تتَّسخُ المدينةُ
- والخطا تمشي على الأجفانِ
- تَكْسِرُ ظلّها
- نامتْ حقولكَ يا دمي
- وارتدَّ جسركَ للوراءْ
- أرنو، ويُغلقني فمي
- والأرض تطردها السماءْ
- هل أنتَ تُطْلِقُ موسمي
- أم أنتَ يُطْلِقُكَ البكاءُ
- أسلمتُ قيدَكَ معصمي
- فنسيتَني خلف النداءْ
- والآن تتّسخُ المدينةُ
- يسقط الليمون عن أغصاننا
- ينسى المغنيّ عودهُ،
- تُفاحَهُ..
- ريتّا..
- وأندلساً وشامْ!..
- ها أنتَ وحدكَ في الزّحامِ
- وأنتَ غادرتَ البنادقَ
- ثمّ غادركَ الحمامْ
- لا نصفكَ المنفى يشدُّكَ
- لا التراب له يردُّكَ
- صرتَ أينَ؟
- وكنتَ مفتاح المسافة "بين مدخل جرحنا والإنفجارْ"
- هل قلتَ: " قد كذب الزمان عليهِ"؟
- هل كذب الزمان عليكَ
- أم أنتَ الزمانْ؟!..
- ها عُدتَ عُدتَ
- ولم تعد يافا إلى يافا
- وغزّةُ من ورقْ..
- ما زال ملحكَ مالحاً
- لم يخرجوا منها
- دخلتَ
- لكي تتمَّ خروجها منّا
- وندخل كلّنا زمن الحبقْ..
- نفسُ الخطا داستْ على نفس الخطا
- داستْ علينا مرّتينْ..
- والآن تتّسخُ الشوارعُ
- تستقيلُ الشام من أيامكَ الأخرى
- ويسقط بيننا
- عامٌ طويلْ
المزيد...
العصور الأدبيه