الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> ياسر الأطرش >> أيها الجاهلون.. سلاماً >>
قصائدياسر الأطرش
أيها الجاهلون.. سلاماً
ياسر الأطرش
- صار حلماً بأنْ نموت كراماً
- واطردينا من الضياء.. فإنّا
- كالخفافيش نستحقُّ الظلاما
- مذ ضربنا على العقول حصاراً
- قوَّمَ الجهل عودنا.. فاستقاما
- نمضغ المجد ثم نبصق لحماً
- كلنا في الحساب صرنا يتامى
- مغرب الأرض كان يسرى هشامٍ
- إنْ طواها ترَ السيوف قياما
- شاهراتٌ ضياءهنَّ نفوسٌ
- فتنة الصبح أرهقتهم غراما
- يعبرون الجراح في ثوب غيمٍ
- كي يحطوا على الجراح غماما
- أيقظوا الكبرياء فامتدَّ رمحاً
- ثم جئناه نائمين.. فناما
- ***
- أمطر الشرق نرجساً من عيونٍ
- لم يزل عشقها يجبُّ الحراما
- ثائراً كان في الهوى عامريُّ
- يصرع الخوف إذ يهزُّ الهياما
- حرةً كانت الإرادات تمضي
- باتجاهاتها، ترود المراما
- بالخلاف النبيل شادوا عقولاً
- ففهمنا الخلاف عنهم خصاما
- وفهمنا السلام شوكاً وخبزاً
- لم نُخيَّرْ.. وخيَّرونا السلاما
- أصبح السيف راقصاً ذات عرسٍ
- وخيول الوليد صارت حماما
- والجيوش التي استراحت طويلاً
- قيّدوها، وقلّدوها وساما
- أغلق البيت بابه، وانتشرنا
- من جلود الحنين نبني خياماً
- هكذا أصبح الرصيف بلاداً
- ورغيف الهوان صار طعاما
- يشرب الدمع في المنافي غريبٌ
- وهنا أمه تصيد المناما
- غصةٌ تحرق القلوب ونارٌ
- بعد حينٍ ستحرق الأجساما
- وُظِّفَ العلم نادلاً في المقاهي
- والشريف الرضيُّ أضحى غلاما
- لن أبوس اليد التي قتلتني
- فاقتلوني بعزّتي.. لن أُلاما
- واطرحوني على ضفاف انتمائي
- سوف أنمو.. ولو سأنمو كلاما
- سوف أبقى، وسوف أحيا جميلاً
- أيها الجاهلون قولي.. سلاما
- من يحبُّ الشآم يعرف أنَّا
- سوف نبقى لكي نحبَّ الشآما
المزيد...
العصور الأدبيه