الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> ياسر الأطرش >> المعري .. فصلٌ من سيرة نهر >>
قصائدياسر الأطرش
المعري .. فصلٌ من سيرة نهر
ياسر الأطرش
- عقمتَ ..فعشتَ ، وانتُسخوا ..فماتوا
- ستنساهمْ ..وتذكركَ الحياةُ ..
- لك الما قبلُ والما بعدُ إرثٌ
- وهمْ لهمُ من الدنيا الفتاتُ
- لك المعنى من الأشياء..يُجلى
- وهم لهمُ من الشيء الرفاتُ
- وقفتَ بمفصل التاريخ ذاتاً
- فصبَّتْ في توحّدك الذواتُ
- فيا نهراً يسير بغير ماءٍ
- يسير النيل خلفك والفراتُ
- خطاك تحدّد الآتي ،فتمشي
- فصولٌ ،ثم تتجه الجهاتُ
- كأنّ عماك مركز كلّ ضوءٍ
- فمن طين العمى صُنع الهداةُ
- ***
- نحاول أن نراك كما أ ردنا
- لأنك – في حقيقتك – انفلاتُ
- فيُلبسك اليسار رداء بوذا
- وتُرفع – في اليمين – لك الصلاةُ
- فبعضك مؤمنٌ ، والبعض كفرٌ
- وفيك الله ، والأخرى مناةُ
- فما اجتمعتْ لغات الفكر ..حتى
- أتيتَ .. وفيك وُحّدت اللغاتُ
- وُلدتَ ..ولم تلدْ ،فعتقتَ نفساً
- إذا عاشتْ ستدركها الوفاةُ
- قتلتَ الموت حين منعتَ خلقاً
- كما قتل الحياة بنا الطغاةُ ..
- نجيء لكي نكون لهمْ شعوباً
- وهم ذئب القطيع وهم رعاةُ
- كأنّا قد خُلقنا من ترابٍ
- ومن إستبرقٍ صُنع الولاةُ !!
- وأقسم أنّ طفلاً دون عشرٍ
- له بعد النبيّ المعجزاتُ
- إذا قُتلتْ يدٌ يرمي بأخرى
- وإن قُتلتْ ..فأضلعه رماةُ
- هو الألق المجنّح ، حين يُتلى
- أذان الصبح في بردى بياتُ
- يدور على الكرام بكأس خلْدٍ
- فتصحو في الكرام المكرماتُ
- وتصعد من نشيج الأرض خيلٌ
- تدوس عروش من لهم الصفاتُ
- رجالٌ ..والصفات لهمْ جميعاً
- وأولها بأنهمو ...بناتُ !!!
- نقاتل نحن ، ثم نموت ذوداً
- وأصحاب السموّ هم الحماةُ
- نجوع .. ويعصرون الجوع ،حتى
- على آلامنا فُرضت زكاةُ ..
- كأنّ بلادنا دَيْنٌ علينا
- وأصحاب السموّ هم الجباةُ
- أما كُسرتْ حجارتهم قريشٌ
- فكيف تعود عُزّاهمْ ولاتُ
- ملوكَ التيه ..قد تعبتْ بلادي
- وقد ضاقتْ بغصّتنا الفلاةُ
- جعلتم كلّ أنفسنا سجوناً
- وما نفسٌ على جورٍ تباتُ
- غداً إن كفةٌ مالتْ علينا
- أيُرجحُ كفة الوطن العراةُ !!
- عبيداً نحسن الصرَّ اصطُنعنا
- وعند الكَرِّ يُفتقد الكُماةُ ..
- ونحن الخيل صنعتنا، ومجدٌ
- له في كلّ عاصمةٍ سماتُ
- فتحنا المستحيل ،وضاق كونٌ
- بنا ذرعاً ،وما ضاق الثباتُ
- على آثارنا سارت جبالٌ
- وماءَ إبائنا شرب الأباةُ
- ولو كان المحيط دواة حبرٍ
- فلن تكفي لتكتبنا الدواةُ
- ونحن الآن من ..من أيّ أرضٍ
- ومن آباؤنا والأمهاتُ ..
- خرجنا من بذور الخلق عقماً
- وماتت في خليّتنا النواةُ
- فلا مالٌ يزيّننا ووِلْدٌ
- وأين الباقيات الصالحاتُ
- نولولُ كلما قُصفت بلادٌ
- وتضحك في السماء الطائراتُ
- نقاتل بالهتاف ، فليت شعري
- كأنّ جميع أمتنا لهاةُ ..
- فلا عمرُ بن خطابٍ أبونا
- ولا لأبي العلاء بنا صلاتُ
- فهم هطلوا على الدنيا سحاباً
- رووا مستقبل الرؤيا ..وفاتوا
- ونحن كذاك صلّينا وصمنا
- فما أغنى الصيام ولا الصلاةُ
- هو الرجل الذي فينا قليلٌ
- وهمْ في بعض واحدهم مئاتُ
- يحدّون الحياة ، ولا حدودٌ
- تحدّهمُ ..سوى ..قال الرواةُ !!
- يمرُّ النسغ من دمهم إلينا
- ولكن بعدما مات النباتُ
- فعذراً يا أبي قد متَّ فينا
- وكلّ من استحوا- في الأرض- ماتوا
- وما هطلتْ عليّ ولا بأرضي
- سحائب ، إنما هطل الغزاةُ ..!!
المزيد...
العصور الأدبيه