الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نازك الملائكة >> غرباء >>
قصائدنازك الملائكة
- أطفئ الشمعةَ واتركنا غريبَيْنِ هنا
- نحنُ جُزءانِ من الليلِ فما معنى السنا?
- يسقطُ الضوءُ على وهمينِ في جَفنِ المساءْ
- يسقطُ الضوءُ على بعضِ شظايا من رجاءْ
- سُمّيتْ نحنُ وأدعوها أنا:
- مللاً. نحن هنا مثلُ الضياءْ
- غُربَاءْ
- اللقاء الباهتُ الباردُ كاليومِ المطيرِ
- كان قتلاً لأناشيدي وقبرًا لشعوري
- دقّتِ الساعةُ في الظلمةِ تسعًا ثم عشرا
- وأنا من ألمي أُصغي وأُحصي. كنت حَيرى
- أسألُ الساعةَ ما جَدْوى حبوري
- إن نكن نقضي الأماسي, أنتَ أَدْرى,
- غرباءْ
- مرّتِ الساعاتُ كالماضي يُغشّيها الذُّبولُ
- كالغدِ المجهولِ لا أدري أفجرٌ أم أصيلُ
- مرّتِ الساعاتُ والصمتُ كأجواءِ الشتاءِ
- خلتُهُ يخنق أنفاسي ويطغى في دمائي
- خلتهُ يَنبِسُ في نفسي يقولُ
- أنتما تحت أعاصيرِ المساءِ
- غرباءْ
- أطفئ الشمعةَ فالرُّوحانِ في ليلٍ كثيفِ
- يسقطُ النورُ على وجهينِ في لون الخريف
- أو لا تُبْصرُ? عينانا ذبولٌ وبرودٌ
- أوَلا تسمعُ? قلبانا انطفاءٌ وخمودُ
- صمتنا أصداءُ إنذارٍ مخيفِ
- ساخرٌ من أننا سوفَ نعودُ
- غرباءْ
- نحن من جاء بنا اليومَ? ومن أين بدأنا?
- لم يكنْ يَعرفُنا الأمسُ رفيقين.. فدَعنا
- نطفرُ الذكرى كأن لم تكُ يومًا من صِبانا
- بعضُ حبٍّ نزقٍ طافَ بنا ثم سلانا
- آهِ لو نحنُ رَجَعنا حيثُ كنا
- قبلَ أن نَفنَى وما زلنا كلانا
- غُرباءْ
المزيد...
العصور الأدبيه