الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نازك الملائكة >> أنشودة الرهبان >>
قصائدنازك الملائكة
- نحن بالأمس تركنا صبانا
- ووهبنا للسماء هوانا
- ودفنا كلّ حبّ عميق
- في مكان لا تعيه رؤانا
- ولففنا في ذهول أبيد
- كل درب قطعته خطانا
- و أصرنا للسكون نشيدا
- بشرّيا كان ملء منانا
- لا تسلنا عن طراوة أمس
- عن معاني ألف كأس و كأس
- عن عيون مرحات الأماني
- نثرت في عمرنا دفء شمس
- عن شفاه في برودة فجر
- مطري الصمت لمياء لعس
- عن خدود دافئات عذاب
- كخدود الورد رّقة لمس
- نحن ضّيعنا روابي حلوه
- ودفّنا الحبّ في كلّ ربوه
- ثم تهنا في مسالك حلم
- وأفقنا عند حافة هوّه
- وشربنا اللون و العطر حتى
- عادت الكاسات تنضح شقوه
- فأتينا الدير صرعى حيارى
- علّ في ديجوره بعض سلوه
- هذه يا حياة مملكة الره
- بان في عزلة و في اكفهرار
- دفنوها وكاد ينسى رعايا
- ها الحيارى حتى ضياء النهار
- شّيدوها من كلّ لفتة شوق
- في العيون الحبيسة المحرومه
- وسقوا أرضها الجديبة من بر
- كان تلك العواطف المكتومه
- وحّموها من أن تغازلها الشم
- س بألوانها ولين شذاها
- وأبوا أن يلامس القمر المن
- فعل الضوء في المساء دجاها
- وتمّنوا ألا تمرّ بها ري
- ح عبيرية الصدى و النشيد
- فشفاه الرياح تكمن فيها
- قبل عذبة وذكرى خدود
- وتّمنوا أن يقفل الليل عينيه
- وتخبوا نجومه السحريّه
- فعيون النجوم تغوي بأهدا
- ب حريرّية الرؤى قمريّه
- وهم يمقتون أن تشرب النح
- لة شهد الأزهار كلّ صباح
- فرحيق الورود في شرعهم خم
- ر تريق السموم في الأرواح
- و العطور السكرى ألم تنبع الأح
- زان بعد ارتشافها و الجراح
- إنها كالنبيذ تسكر تذكي
- من حنين الجمال ما لا يباح
- وغناء القنابر الذاهل المب
- هور – في عرفهم- نداء خطايا
- في ثناياه آهة كّسر الحبّ
- صداها و فيه نجوى صبايا
- وخدود الفجر المورّدة النا
- عمة الدفء و الشذى و الرحيق
- حرّموها فقد تمر على الزه
- د فتصحيه من سبات عميق
- و أقاموا سورا ليمنع عنهم
- كل ذكرى من كلّ أمس بعيد
- وأرادوه حارسا يطرد العط
- ر و يحمي من النسيم البرود
- و أباحوا أيّامهم ليد الصم
- ت الرصاصية العروق الثقيله
- و أقاموه حاكما مخلبيّ ال
- حكم لاذت به المنى المقتوله
- إنه الدير فيه ينتصر المو
- ت وفي قبوه يعيش الآه
- في خفاياه , في ممرّاته السو
- د الحزينات لا يعيش الله
- مسكن الصمت والكآبة والجد
- ب ومأوى الرغائب المدفونه
- وصراع مع العواطف تصحي
- ناره أذرع الليالي اللعينه
- ذلك العنكبوت ذو الأرجل الفظّ
- ة هل منه مهرب أو ملاذ
- إنه من دمائهم يتغذّى
- وهو من قلب أمسهم أفلاذ
- إنه حّبهم يعود إليهم
- ينسج الذكريات والأهواء
- لا تطيق الأسوار ردّ خطاه
- فهو قد خالط الرؤى والدماء
- وهو حينا عينان صافيتا اللو
- ن كأعماق بركة صيفيّه
- أو شفاه من قعر حلم بعيد
- أو يد لدنة البياض شهيه
- ذلك العنكبوت كم عاد وجها
- عكسته للراهبين الكؤوس
- إنه وجهها , أينسون ؟ هذي
- ربّة الدير , هذه تاييس
المزيد...
العصور الأدبيه