الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نازك الملائكة >> أغنية الهاوية >>
قصائدنازك الملائكة
- مججتُ الزوايا التي تلتوي
- وراءَ النفوسْ
- وراءَ بريقِ العُيُونْ
- وأبغضتُ حتى السُّكونْ
- وتلكَ المعاني التي تنطوي
- عليها الكؤوسْ
- معاني الصَّدَى والجُنونْ
- معاني الخطايا التي تُبرقُ
- بريقَ النجومْ
- وفي لمسها اللهبُ المُحرقُ
- ولونُ الهمومْ
- كرهتُ الجفونَ التي تأسرُ
- وخلفَ سماء ابتساماتها
- لهيب الحقود
- كرهتُ الأكفَّ التي تعصرُ
- وخلفَ حرارة رَعْشاتها
- جمودٌ كذُلِّ الحياهْ
- على جُثةٍ تحت بعض اللحودْ
- تعيثُ بها دودةٌ في برودْ
- كرهتُ ارتعاشَ الشفاهْ
- برَجعِ الصلاهْ
- ففي كلِّ لفظٍ خطيئهْ
- تجيشُ بها رَغباتٌ دنيئهْ
- وعفتُ طُموحي وبحثي الطويلْ
- عن الخيرِ, والحبِّ, والمُثلِ العاليهْ
- وحقّرتُ سعيي إلى عالمٍ مستحيلْ
- فخلفَ انخداعيَ تنتظرُ الهاويهْ
- وعفتُ جنوني القديمَ وعفتُ الجديدْ
- وأودعتهُ في مكانٍ بعيدْ
- دفنتُ به رَغَباتِ البشرْ
- وسمّيتهُ جنة الواهمين
- ستمضي السنينْ
- لماذا أُحسُّ الأسى والضَّجَرْ,
- وكفُّ المطَرْ
- تلفُّ على عنقي المختنقْ
- حبالَ الفِكرْ?
- وأينَ أسيرُ وقلبي النزقْ
- هنالكَ ما زالَ, لا يبرُدُ
- ولا يحترقْ
- كقلبِ أبي الهولِ. أين الغدُ?
- أُحسُّ حياتي تذوبْ
- قفي لحظةً واحدهْ
- ولا تَسحبي يَدكِ الباردهْ
- فأغنيةُ الهاويهْ
- تُهِيبُ بأقداميَ الشاردهْ
- وتَلوي الدروبْ
- قفي لحظةً يا حبالَ الحياهْ
- ولا تتركيني هنا
- معلقةً بالفراغِ الرهيبْ
- فأمسي القريبْ
- تلاشى على آخرِ المنحنى
- وظلُّ غدي
- تَلثَّمَ, أُوّاهُ لو أهتدي
- قفي لحظةً واحدهْ
- ولا تَسحبي يَدَكِ الباردهْ
- فأغنيةُ الهاويهْ
- تردّدها الأنفسُ الجانيهْ
- تكرّرُها في جُنونْ
- على سمعيَ المُجهَدِ
- تكرّرُها لم يَعُدْ لي سكونْ
- أكادُ أسيرُ إلى الهاويهْ
- مع السائرينْ
- وأدفِنُ آخرَ أحلاميهْ
- وأنسى غدي
المزيد...
العصور الأدبيه