الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نازك الملائكة >> آلام الشيخوخة >>
قصائدنازك الملائكة
- يا دموع الشيوخ في الأرض هيها
- ت تجفّين في العيون الشقّيه
- أي شيخ لا يذرف الأدمع الحرّ
- ى على ما مضى ويشكو البليّه
- فهو ذاك المحزون قضّى صباه
- في لهيب الهموم والأحزان
- ثم ذاق الشباب كأسة دمع
- ما لحيّ على قذاها يدان
- ثم غاب الشباب في ظلمة العم
- ر ومات الأحباب والأنصار
- كلّ عام يرى الأحبّاء يفنو
- ن وتمحو ذكراهم الأقدار
- يا لركب مشى به القدر الخا
- دع تحت الرياح والظلماء
- راميا في فم المنيّة فردا
- منه في كلّ بكرة ومساء
- يا شتاء الحياة لم يبق في الظل
- مة إلا هذا الشقيّ الغبين
- ذهبوا كلّهم إلى الموت إلا
- ه فدّوى نحيبه المحزون
- وهو ذاك المسكين أضعفه العم
- ر وحلّت بجسمه الأدواء
- ومضت ظلمة الحياة بعيني
- ه وغابت عن وعيه الأشياء
- وهو يدري أنّ الممات قريب
- منه قرب الأحزان والأوجاع
- كلّ يوم يكاد يلقي على العا
- لم والعمر أغنيات الوداع
- يا غموض الحياة من أسلم الإن
- سان للحادثات والأقدار
- ذلك البائس الضعيف الذي يأ
- تي ويمضي ولم يزل غير دار
- فهو ما زال هائما بهوى العا
- لم والعيش في ظلال الزهور
- يتغّنى بحبّه رغم ما يل
- قى من الحزن واحتدام الشعور
- فإذا ما بدت له ساعة المو
- ت ولم يبق في الحياة رجاء
- رسم الحزن في محيّاه رعبا
- ما رأى مثل هوله الأحياء
- وأطلّت عيناه تلقى على الكو
- ن تحايا الوداع والحرمان
- في ذهول وروعة يملآن ال
- قلب حقدا على الوجود الفاني
- يا معاني الذهول في جبهة الميّ
- ت , لا لن أخاف هذي المعاني
- سأرى فيك بلسما ينقذ الأح
- ياء مما يلقون من أحزان
- سأرى في الممات خلد حياتي
- حين تعفو عّني المنى والجروح
- وينام المجسم الوضيع على الأر
- ض وتختال في السماء الروح
- عندما تخفت الأعاصير في سم
- عي وأنسى الأصوات والأشياء
- كلّ شيء في العالم الأحمق الجا
- هل يخبو ويستحيل هباء
- فإذا أمعن النشاوى بكأس ال
- إثم في اللهو والصراخ الأثيم
- لم يجئني من صوتهم أيّ همس
- وتفّردت بالسكون المقيم
- وتمرّ السنين لا ألم في
- ها ولا إثم في ظلال الخلود
- عالم ليس لي التغلغل فيه هل
- آن فلأمض في غناء نشيدي
- ولأعش في هذي الحياة مع الأح
- لام تحت النهار والظلمات
- أعشق الفتنة النبيلة في الور
- د وفي ضجّة الرياح العواتي
- وأسلّي نفسي وقلبي بمرأى ال
- عابثين الأشرار والواهمينا
- هؤلاء الذين يقضون ايّا
- م صباهم في هذرهم سادرينا
- ليس تعنيهمو الفضيلة والنب
- ل وما يحزنون للأشقياء
- فإذا ما رأوا حزينا معنّى
- رجموه بالشوك والأقذاء
- وضعاف الطيور في ظلل الأغ
- صان تلقى منهم صنوف النكال
- وزهور الخبّاز في رحبة الحق
- ل يدوسونها فيا للضّلال
- وحياة الفنّان في عالم الوح
- دة والفكر عندهم كالجنون
- يا لهذي المأساة يا ربّ ماذا
- كتبت للأحياء كفّ السنين ؟
- ولتسر هذه الحياة كما تر
- جو المقادير والأسى والظلام
- وليظلّ الأحياء في التيه يشقو
- ن وتقسو عليهمو الأيام
- ولأعش ما يشاؤه القدر الظا
- لم أبكي على أسى الأحياء
- هؤلاء الصرعى الظماء الحيارى
- بين فكّ الآثام والأدواء
المزيد...
العصور الأدبيه