الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نازك الملائكة >> إلى العام الجديد >>
قصائدنازك الملائكة
- يا عام لا تقرب مساكننا فنحن هنا طيوف
- من عالم الأشباح, يُنكرُنا البشر
- ويفر منّا الليل والماضي ويجهلنا القدر
- ونعيش أشباحًا تطوفْ
- نحن الذين نسير لا ذكرى لنا
- لا حلم, لا أشواقُ تُشرق, لا مُنى
- آفاق أعيننا رمادْ
- تلك البحيرات الرواكدُ في الوجوه الصامتهْ
- ولنا الجباه الساكتهْ
- لا نبضَ فيها لا اتّقادْ
- نحن العراة من الشعور, ذوو الشفاه الباهتهْ
- الهاربون من الزمان إلى العدمْ
- الجاهلون أسى الندمْ
- نحن الذين نعيش في ترف القصورْ
- ونَظَلُّ ينقصنا الشعور.
- لا ذكرياتْ,
- نحيا ولا تدري الحياةْ,
- نحيا ولا نشكو, ونجهلُ ما البكاءْ
- ما الموت, ما الميلاد, ما معنى السماء
- **
- يا عامُ سرْ, هو ذا الطريقْ
- يلوي خطاكَ, سدًى نؤمل أن تُفيقْ
- نحن الذين لهم عروق من قصبْ
- بيضاءُ أو خضراء نحن بلا شعورْ.
- الحزن نجهله ونجهل ما الغضب
- ما قولُهم إنّ الضمائر قد تثور
- ونود لو متنا فترفضنا القبور
- ونود لو عرف الزمانْ
- يومًا إلينا دربه كالآخرين
- لو أننا كنا نؤرخ بالسنين,
- لو أننا كنا نقيَّد بالمكانْ
- لو أن أبواب القصور الشاهقات
- كانت تجيءُ قلوبَنا بسوى الهواء,
- لو أننا كنا نسير مع الحياةْ
- نمشي, نحس, نرى, ننام
- وينالنا ثلج الشتاءْ
- ويلفُّ جبْهَتَنا الظلام
- أواه لو كنا نحسّ كما يحس الآخرونْ
- وتنالنا الأسقام أحيانًا وينهشنا الألم
- لو أنَّ ذكرَى أو رجاء أو ندم
- يومًا تسدُّ على بلادتنا السبيلْ
- لو أننا نخشى الجنونْ
- ويثيرُ وحشَتنا السكون
- لو أن راحتنا يعكّرها رحيل
- أو صدمة أو حزن حب مستحيل.
- أواه لو كنا نموت كما يموت الآخرونْ
المزيد...
العصور الأدبيه