الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> قحطان بيرقدار >> فَوْقَ سَحَائِبِ القَلَقِ .. >>
قصائدقحطان بيرقدار
فَوْقَ سَحَائِبِ القَلَقِ ..
قحطان بيرقدار
- عَلاَ أَرَقي
- لُهاثُ العطرِ في دَمهَا..
- وبَوْحُ نشيدِها المَسْكُوبِ في قَدَحي
- صَلاةَ براءةٍ للحُبِّ..
- فَلأَشْرَبْ على مَهَلٍ
- سُلافَ حنينها لِلفجْرِ..
- هذا الكونُ لي وَحْدي
- ولي وحدي
- لُهاثُ العِطْرِ في دَمها
- وَبَوْحُ نشيدِها.. والبحرُ..
- لي غَرَقي..
- هُنَا في سُمْرةِ الوَهَجِ
- الذي يَنْسَابُ فوقَ رُطُوبةِ الكلماتِ
- شَلاَّلاً يَجُوبُ رَحَابةَ الإحساسِ..
- يَرْفَعُها
- إلى العُصْفورِ
- حيثُ تنامُ تحتَ جناحِهِ أُنْثَاهُ
- فَلأَشْرَبْ على مَهَلٍ
- قليلاً مِنْ كثيرِ الشِّعْرِ في عينيكِ..
- وَلأَكْتُبْ قَصَائِدَنا
- على أُفُقٍ منَ الفَرَحِ!
- * * *
- رهيفٌ بينَنا الإيحاءُ
- حتّى آخرِ الأوتارِ
- في قيثارةِ اللغةِ التي سَهِرَتْ
- على شُرُفَاتِ أَحْرُفها
- تُمهِّدُ للنجومِ الليلَ بالنَّغَماتِ..
- تَشْحَنُها بريشِ النَّومِ
- حينَ يُداعِبُ الأجفانَ..
- تَغْفُو نجمةٌ..
- تصحُو نُجومٌ خلفَها
- ويدي على زَغَبِ النَّشيدِ الحُرِّ..
- لا التَّشْبيهُ يُوصِلُني إلى بَلَدي..
- ولا خَلَدي
- جُنُونُ المُشْتَهي عُمُراً..
- ولا الإِيغَالُ في تَرَفِ الخيالِ البِكْرِ
- يُوصِلُني..
- ولا فَرَسُ انطلاقِ الصَّمْتِ
- فوقَ الصَّمْتِ
- تحتَ الموجِ
- بينَ الخوفِ والإيماءِ..
- ـ أينَ الماءُ ؟
- ـ في لغةٍ تَقُومُ الليلَ
- باسْمِ الأعذَبِ الأَنْقَى
- مِنَ اللحَظَاتِ...
- يا سمراءُ!
- مُدِّي ذاتَنَا مَهْداً
- لِكُلِّ حمائمِ الأَبَدِ!...
- * * *
- صحوتُ على حَفيفِ الحُزْنِ
- في كلماتِكِ الأُولى..
- وشاهدَ غائبي معنىً
- لِشَوْقِ حَضورِكِ النَّامي
- على أغصانِ أَوْرِدَتي..
- وها نحنُ اخْتَصَرْنَا النَّومَ في الطُّرقَاتِ
- كي نَصْحُو على صَوْتِ اِخْضِرارِ العِطْرِ
- في عَيْنَيْ صَبَاحِ الشَّامِ..
- كمْ لليومِ مِنْ وَجْهٍ يُقابِلُنا
- ومِنْ أُفُقِ!..
- وكمْ منْ حالةٍ تَرْوي
- غليلَ أوانِها فينا!
- وكمْ مِنْ سَاحِلٍ يَمْضي
- بعيداً عَنْ سَفِينتِنَا
- لِنَقْرأَ آخرَ الصَّدَماتِ
- فوقَ صُخُورِنا العمياءِ..
- مَازِلْنَا نَذُوقُ الشَّهْدَ تحتَ المِلْحِ
- فوقَ سحائبِ القَلَقِ..
- لِنَهْطُلَ عَابِرَيْنِ على أَدِيمِ الليلِ..
- هلْ تَنْسَيْنَ ما كُنَّا؟!
- وهَلْ كُنَّا؟!...
- أَمَ انَّ الوَهْمَ أَخْرَجَنَا
- مِنَ الظُّلماتِ..
- لا أَدْري
- سوى أنِّي عَلاَ أرقي
- خيالُ فراشةٍ تبكي..
- وتبحثُ في صَدَى صَوْتي
- عَنِ الأَمَلِ الذي يَكْفِيْ
- لِمِلْءِ حدائقِ الوجدانِ
- بالزَّهَرِ الذي يَشْفي
- نشيدَ عِنَاقِنا المَقْدُورِ
- في ليلٍ أنيقِ الفَجْرِ يَسْكُبُنَا
- على أُفُقٍ مِنَ الفَرَحِ...
المزيد...
العصور الأدبيه