الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> قحطان بيرقدار >> تَجْوَالٌ في دُرُوْبِ المُطْلَق .. >>
قصائدقحطان بيرقدار
تَجْوَالٌ في دُرُوْبِ المُطْلَق ..
قحطان بيرقدار
- مُذْ كَانَ الشِّعْرُ
- يُؤَسِّسُ مَمْلَكَتِي في الرِّيْحِ
- وَيَذْرِفُني
- دَمْعَاً يَتَناثَرُ مِنْ أَجْفَانِ المَقْهُورِيْنَ
- وَوَجْهِي
- لا يَعْرِفُ إِلاَّ الغَيْمَ
- يُوَلِّي شَطْرَهْ!..
- مِنْ أينَ سَأَعْبُرُ ؟!
- هذا الدَّرْبُ
- تُلاحِقُهُ أَمْطَارُ الخَوْفِ
- وهذا الدَّرْبُ
- يُوَارِي بِتُرابِ الزَّمَنِ المُتَيَبِّسِ قَبْرَهْ!..
- فَلِمَاذَا الحُزْنُ ؟
- يَقُولُ العَابِرُ في نَشْوَتِهِ..
- ماذا تَجْنِي
- مِنْ هذا التَّرْتِيلِ العَذْبِ
- على رَغْمِ مَرَارَتِهِ؟..
- وَأَخُوضُ..
- وَأَنْسَى بَيْنَ مَحَطَّاتي
- ما أَكْرَهُ ذِكْرَهْ...
- * * *
- مَنْ يَعْبَأْ مِثْلي
- بِتَفَاصِيْلِ السَّرْدِ المُتَراكِمِ
- مُنْذُ البَوْحِ
- فَلَنْ يَتَجَاوَزَ هَذِي الشُّطْآنَ المُمْتَدَّةَ
- وَالصَّحْرَاءَ
- وَلَنْ يَقْفِزَ فَوْقَ الجُدْرَانِ الأَثَرِيَّةِ
- لَنْ يَدَعَ المَاءَ المُتَفَجِّرَ
- مِنْ بَيْنِ صُخُورِ التَّارِيْخِ
- يُغَافِلُ نَظْرَتَهُ العَطْشَى..
- لَنْ يَقْطَعَ أَشْجَارَ الغَابَةِ
- حينَ يُرَاوِدُهَا
- فَيُسِيْء العَزْفَ على أَوْتَارِ الخُضْرَةِ..
- يَحْزَنُ
- حَتَّى يَنْكشِفَ الفَرَحُ الآخِذُ لَونَ اللِّذَّةِ ..
- يَبْكي
- حَتَّى يَتَجَسَّدَ مِلْءَ العَيْنَينِ الطَّيْفُ
- وَيَسْكُنَ مِنْ بَعْدِ سِنيِّ الغُرْبَةِ
- صَدْرَهْ ! ..
- * * *
- هذا بَعْضٌ مِمَّا أمْلاهُ الوَهَّابُ عَلَيَّ
- وهذا عِطْرٌ
- يَسْتَغْرِقُني
- كَمْ أَتَمَنَّى أَنْ تَكْلأني الأَلْطافُ
- فَأُصبِحَ
- زَهْرَهْ ! ..
- أَو تُرْسِلَنِي تحتَ عَرائِشِها
- أتَدَرَّجُ
- في
- تَخْميرِ
- الرُّوحِ
- وفي شُرْبِ الكَأْسِ المَخْبُوءَةِ
- في أَصْداءِ النَّشْوَةِ ..
- في إِقْناعِ بُحَيراتِ الخَمْرِ المَنْسيَّةِ
- أنِّي أَقْدِرُ أنْ أَسْكُنَهَا
- جَذْرِي في العُمْقِ
- وَوَجْهي
- يَطْفُو فَوْقَ مَرَايَاهَا
- أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ
- وَلا ظُلْمَةَ تَذْهَبُ بِالرَّوْنَقِ
- حِيْنَ تُضَمِّخُنِي وَجنَاتُ الوَحْيِ
- فَأَسْقِي النُّدَمَاءَ
- الصِّرْفَ النَّادِرَ مِنْ كَلِمَاتي
- أُغْرِقُهُمْ
- في بَحْرِ الفِكْرَهْ ! ..
- * * *
- وَيَقُولُ العَابِرُ:
- إِنَّ قَلِيْلَ الصَّحْوِ مُفِيْدٌ
- حِيْنَ نُوَاجِهُ ما تُدْنِيْهِ الدُّنْيَا
- تَحْتَ مَنَازِلِنَا..
- وَمُفِيدٌ حِيْنَ نُحِسُّ
- بِظُلْمِ المَحْرُوْمِيْنَ مِنَ الإِحْسَاسِ..
- أَنَاْ لَنْ أَغْرَقَ حِيْنَ الظُّلْمِ
- وَلَنْ أُلْقِيَ نَحْوَ المَسْتُورِ
- مِنَ اليخْضُورِ اليَانِعِ
- نَظْرَهْ..
- لا يُدْرَكُ هذا بِالأَبْصَارِ
- وَهَا بَصَرِي يَرْتَدُّ إِلَيَّ الآنَ حَسِيْرَاً
- يَا لَلضَّعْفِ
- أُوَاصِلُ تَجْوَالي ما بَيْنَ الطُّرُقِ المَسْدُوْدَةِ
- وَجْهِي
- لا يَعْرِفُ إِلاَّ الغَيْمَ
- يُوَلِّي شَطْرَهْ..
- وَكَذَلِكَ نَهْرِي
- لا يَلْقَى مِنْ بَعْدِ تَشَرُّدِهِ
- في المُطْلَقِ
- بَحْرَهْ!..
المزيد...
العصور الأدبيه