الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> قحطان بيرقدار >> تَجلِّياتٌ في حُضورِ الغائِبَين .. >>
قصائدقحطان بيرقدار
تَجلِّياتٌ في حُضورِ الغائِبَين ..
قحطان بيرقدار
- سأكونُ أَفضَلَ
- لو وجدتُكِ مثلما قد كُنتِ
- هادئةً ومُشعِلةً حنيني..
- سأكونُ أفضلَ
- لو أَويتِ بِصوتِكِ الفَجْريِّ نحوي
- وَاسْتَضأْتُ بِبِضْعِ نَجْماتٍ
- تُحيطُ بِاِسْمِكِ الِمصباحِ
- يَسْكُبُ فوقَ ليلِ عوالمي
- نورَ الجُنونِ..
- لا شيءَ يَدعُو لِلفراغِ
- وعطرُ أيلولَ اللطيف
- تُثِيرُهُ أنفاسُكِ الحَيرى..
- ونحنُ الغائِبَانِ الشَّاهِدانِ
- نُرمِّمُ الذِّكرى
- وَنَسْتَلُّ النَّشيدَ
- منَ الأنينِ ..
- لَسْنا نُحَدِّدُ وِجْهَةً
- لِتَجَلِّياتِ شُعُورِنا في الأمْكِنَهْ ..
- رُوحي ورُوحُك
- مَوجَتَانِ
- تُعادِلانِ الماءَ يَجْري في عُروقِ الأزمِنَهْ..
- قدْ نَلْتَقي..
- أو نُمْهِلُ الأيامَ
- حتى تَسْتَعِيدَ بهاءَها القُدْسِيَّ
- فينا..
- لا نَؤُولُ إلى نِهاياتٍ
- وَنَحْتَضِنُ البِدايةَ
- فالبِدايةُ أُمُّنا..
- أو ربَّما ابْنَتُنا التي
- حَمَلَتْ بها الرُّوحُ القَصِيَّةُ
- في فَضاءاتِ اسمِك الآتي
- منَ الفَرَحِ الحزينِ ..
- وإذا الْتَقَيْنَا
- فَاخْضِلالٌ في الجِهاتِ ..
- تَوهُّجٌ في الأُمنياتِ ..
- وَبسْمةٌ
- أو دمْعةٌ
- لا فَرْقَ بَينَهُما
- إذا احْتدَمَ التَّألُّقُ في العُيونِ..
- لا شيءَ يَدْعو لِلفَراغِ
- إذا تَأَمَّلْنا التَّحوُّلَ
- في صدى أيلولَ
- والأمطارُ تَهْطِلُ
- لا تُبَلِّلُ ما ارْتَدَيْنَا
- مِنْ ثِيَابِ نِهايَةِ الصيفِ الغريبِ..
- وإنَّما في العُمقِ يَبْتَلُّ الحريرُ..
- وَسَوسَناتُ الخَوفِ مِنْ وَجَعٍ مَضى..
- ويَمامةُ الحُلُمِ الشَّفِيفِ
- وما انْقَضى
- مِنْ أُمسياتِ الاِمْتِلاءِ بِكَوثَرِ الأشواقِ..
- وَقتٌ مُتْرَعٌ
- يَسْعَى إلينا عندما نَدْعُوهُ..
- لكنْ كُلَّما اقْتَرَبتْ
- ظِلالُكِ منْ ظلالي
- أشرقتْ شمسٌ..
- ومَدَّتْ حُزنَها
- مهْداً لِمُنْصَهِرٍ تُقَطِّرُهُ الليالي
- منْ عُروقي..
- لم تكنْ كلماتُكِ الأُولى
- سِوى لُغتي التي احْتَضنَتْ وُلُوعي
- بِالأُنوثةِ حِينَ تَدْفَعُني
- لأَكْتُبَ بالزَّنابِقِ
- فوقَ صوتِ الياسَمينِ
- قصيدةً
- لِتَوَهُّجِ الذَّاتِ الخَفِيَّةِ
- تحتَ أمواجِ السكونِ..
- الوقتُ مُمتَلِئٌ بنا..
- والدربُ مُنْبَسِطٌ لَنا..
- لكنَّنا
- لَسْنا هُنا..
- كُلٌّ يُوَحِّدُ ما تَفرَّقَ منْ مشاعرِهِ
- وَيَنْحِتُ وَجْهَ حاضِرِهِ
- بِحَجْمِ تَألُّقِ القَمَرَينِ فينا..
- لا نُفَسِّرُ ما جرى..
- بلْ نَكْتَفِي بِالاِنْحِناءِ
- لِمَا يُهَيِّجُهُ الخريفُ منَ الحمائمِ
- حينَ يُسْكِرُها
- فَتَقْتَرِفُ الهديلَ
- على مَتَاهَاتِ الغُصُونِ..
- أنا رُبَّمَا مُسْتَأْنِسٌ
- بِنُوَاحِ أيلولَ المُثِيرِ
- لِفَقْدِنَا نُورَ الجُنُونِ..
- لكنَّنِي سَأكُونُ أَفْضَلَ
- لو وَجَدْتُكِ
- مِثْلَمَا قدْ كُنْتِ
- هادِئَةً
- ومُشْعِلَةً
- حَنِينِي ...
المزيد...
العصور الأدبيه