الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم محمد إبراهيم >> عند باب المدينة >>
قصائدإبراهيم محمد إبراهيم
- فاتني أن أراكْ.
- عند باب المدينةِ،
- والناسُ كالنملِ،
- يعترِكونَ على الأملِ السُّكّرِيِّ،
- وأنتَ تُحدّقُ في البحرِ.
- عيناكَ مُحمرّتانِ من المِلحِ،
- قلبُكَ، يخفِقُُ، يخفِقُ،
- والنورسُ المُصطفى لمْ يعُدْ.
- عندَ بابِ المدينةِ،
- ودّعتُ قلبي ..
- لأدخُلَ مُسترشِداً بِخُطى العابِرينَ
- لعلّي أرى أحداً يشتري الوهمَ
- لكِنّني لم أجِدْ.
- خِلتُ أنّي سأُفلِحُ،
- في دسِّ بعضِ النّوايا القديمةِ
- في السّوقِ،
- خِلتُ الصّعاليكَ،
- لمّا يَزَلْ بعضُهُمْ يتذكّرْ.
- فاتني أن أراكَ،
- وفاتَكَ مِمّا رأيتُ
- بهذي المدينةِ أكْثَرْ.
- أبُثُّ الإشاراتِ،
- عَلَّ لبيباً يعي ما أُريدُ
- ويفطَنُ للرّمزِ،
- أو سابِلاً،
- أنهكَتهُ المسيرةُ،
- يُلقي بِأوزارِهِ
- فوق وِزْري ..
- فأنجو بهِ
- قبلَ أن أتَعثّرَ
- أو يتعثّرْ.
- أنوءُ بِسِرّي،
- ويحمِلُني السِرُّ ..
- سرّانِ نحنُ
- وبَوْحانِ
- في كبِدِ السّوقِ
- والسّوقُ سِرٌّ وبَوْحُ.
- فاتني أن أراكَ
- فَوَدّعْتُ قلبي بِبابِ المدينةِ،
- كالنّاسِ
- علّكَ تعرِفُهُ،
- أو تدُلُّكَ منهُ علَيّ الجُروحُ.
المزيد...
العصور الأدبيه