الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم محمد إبراهيم >> أغنية للحياة >>
قصائدإبراهيم محمد إبراهيم
- ليتني،
- ليتها،
- ليت هذا الدخانَ الكثيفَ الذي بيننا،
- يتبدّدُ أعمدةً ..
- كي أرى وجهَها من خلالِ الركامِ
- وتبصرَ فِيَّ احْتضَارَ النّدى ..
- ليتها تتقدّمُ شبراً،
- لتسمعَ صوتاً
- تهشّمَ بين المراثي سُدى ..
- ليتها تتأخّرُ شِبراً
- إلى حيثُ كنّا
- نُخَضِّبُ شَعْرَ المُحِبّينَ بالمسكِ،
- نُشْعِلُ جيدَ السّماءِ بِجَذْوَتِنا
- نجمةً
- نجمةً
- ثم نُلقي بأرواحِنا في المَدى ..
- ليتها شطحةٌ من خيالٍ،
- إذَنْ لأوَيْتَ إلى مَخْدَعِ الوردِ،
- أو صُغتُ ملحمةً للفَراشِ الحزينِ،
- وأطلقتُ أشرعتي للنهارْ.
- كلّما هزّتِ الرّيحُ أوردةَ الشّوقِ،
- غنّيت لحْني ..
- وعَلّقتُ في بابها قمراً لا يغيبْ.
- كنتُ أوفى المُحِبّينَ،
- أوفى الصّعاليكِ،
- للخيلِ والليلِ
- والقُبّراتِ التي لا تنامْ.
- كنتُ لمّا يَحِلّ الشّتاءُ،
- ويذرفُ دمعتهُ فوقَ سفحِ القلوبِ،
- أُبادِرُ بالجمْرةِ المُشتهاةِ،
- أمرُّ بها بين تلك البيوتِ
- التي لا تزالُ تفوحُ
- بأرغِفةِ الّلاجِئينْ.
- كنتُ لمّا يَحِلّ الشّتاءُ
- ويذرفُ دمعتهُ،
- أشتهي أن أموتَ على صفحةٍ
- لم يَطَلها المِدادُ.
- أنا يا ابْنةَ القلبِ شطرُكِ،
- مهْما توالى الدّخانُ الكثيفُ على شُرفتينا،
- أو انْطفأ البدرُ في مُقلتينا ..
- فثمةَ خيطٌ من الأمنياتِ النّديّةِ،
- يَسْتَلُّنا طينةً للنّماءِ أو الهَدْمِ ..
- لا تَقْنَطِي،
- لن يطولَ الوقوفُ بنا
- سوف نبدأُ خلقاً جديداً،
- له سِمَةٌ لا تكونُ لغيرِ المُحِبّينَ،
- يا نارُ كوني ..
- فكُنّا ثُغاءً بتلكَ السّهولِ المديدةِ ..
- يَرْتدُّ بعد انْقِضاءِ الزَّمانِ،
- صدىً للحياةِ،
- أنا يا ابْنةَ القلبِ شَطْرُكِ ..
- فلْتَنْثُري ما تبقّى منَ الآسِ حولَ رُفاتي،
- وقولي لأهلِ القَصاصِِ إذا ما أتواْ
- إنّهُ سيعودْ ..
المزيد...
العصور الأدبيه