الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم محمد إبراهيم >> إنهم لا يموتون >>
قصائدإبراهيم محمد إبراهيم
- قَضَى اللَّيلُ وانْتَبَهَ النائِمونَ
- على وَهَجِ الشَّمْسسِ.
- كانوا يُعِدُّونَ حُلماً جديداً
- يرونَ بهِ كُلَّ مافاتَهُم
- في النَّهارِ البَعيدْ.
- وكانوا يَصُكُّونَ أوراقَهُم
- للبَقاءِ وللمُلكِ،
- حينَ اطْمَأنُّوا إلى غَيْمَةٍ،
- زعموا أنّها سوفَ تَهْمي
- على غَرْسِهِم.
- وظَنُّوا بأنَّ السَّماءَ
- تُبارِكُ ما يَدَّعونْ.
- قَضَى اللَّيْلُ
- وانْتَبَهَ النَّائِمونَ
- على صوتِ يحيى،
- على عِطرِهِ،
- على وقْعِ أنفاسِهِ
- في الزُّقاقِ القريبةِ.
- قالوا،
- لقد عادَ فجراً من الغيبِ
- مُنْتَشِراً في البلادِ
- على غيرِ هَيْئَِتِهِ ..
- فهو أسرعُ مما عهدناهُ
- أطولُ
- أكْبَرُ
- أكثرُ
- عيناهُ تستطلِعانِ المدى
- في الجِبالِ،
- ونعلاهُ تستبِقانِ
- على قُحفِ حافلةٍ في الخليلْ.
- سلامٌ على روحِ يحيى
- إذْ امتشقَ الصُبحَ
- من غِمدهِ الأبدِيِّ بِكِلْتا يَدَيْهِ.
- سلامٌ على آلِ يحيى
- بما أتحفوا الكائناتِ
- بهذا الطِّرازِ من الغَرْسِ
- هُمْ أُمَّةٌ لا تموتُ ..
- إذا ماقضى بُرعُمٌ نَحْبَهُ
- نالَ شُرَّتَهُ من يليهِ.
- سلامٌ على أُم يحيى
- بما أَرْضَعَتْهُ وما لقَّنَتْهُ التَّمَرُّدَ
- حتى تضائلَ عُمرُ المسافاتِ في مُقلتيهِ.
- يقولونَ عادَ،
- وماذاكَ إلا عَطاءُ المُقِلِّ
- فأُمُّ النُّبوءاتِ حُبْلَى
- بِخَلْقٍ جَديدٍ من الجِنِّ والإنْسِ
- ينتظرونَ الأذانَ
- على شَفةِ النَّهْرِ واللاّحقينَ بهِم
- لكي لا تكونَ لذي حُجَّةٍ حُجَّةٌ
- في القُعودِ على سُرُرِ الخائفينْ.
- أتى غَضَبُ اللهِ،
- فاسْتَبْشِروا بالقِطافِ
- لقد حانَ مَوْسِمَكُمْ آلَ يَحْيى،
- فها قدْ تهاوتْ قرونُ الشياطينِ
- ممَّا تَسومونَهُم من عذابْ.
- أتى غَضَبُ اللهِ،
- فلْتَشْتَري كُلُّ باذِرَةٍ غَرْسَها
- ولا تَحْزَنَنَّ إذا ما ذَوَى في الهَجيرْ،
- فهذا الغِراسُ
- جديرٌ بأَلاّ يموتَ،
- وإن شَح في خَلَدِ القانِطينَ السّحابْ.
المزيد...
العصور الأدبيه