الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> مهلهل بن ربيعة >> أهاج قذاء عيني الإذكار >>
قصائدمهلهل بن ربيعة
- أَهَاجَ قَذَاءَ عَيْنِي الإِذكَارُ
- هُدُوّاً فَالدُّمُوعُ لَهَا انْحِدَارُ
- وَصَارَ اللَّيْلُ مُشْتَمِلاً عَلَيْنَا
- كَأَنَّ اللَّيْلَ لَيْسَ لَهُ نَهَارُ
- وَبِتُّ أُرَاقِبُ الْجَوْزَاءَ حَتَّى
- تَقَارَبَ مِنْ أَوَائِلِها انْحِدَارُ
- أُصَرفُ مُقْلَتِي فِي إِثْرِ قَوْمٍ
- تَبَايَنَتِ الْبِلاَدُ بِهِمْ فَغَارُوا
- وَأَبْكِي وَالنُّجُومُ مُطَلعَاتٌ
- كَأَنْ لَمْ تَحْوِهَا عَني الْبِحَارُ
- عَلَى مَنْ لَوْ نُعيت وَكَانَ حَيّاً
- لَقَادَ الخَيْلَ يَحْجُبُهَا الغُبَارُ
- دَعَوْتُكَ يَا كُلَيْبُ فَلَمْ تُجِبْنِي
- وَكَيْفَ يُجِيبُنِي الْبَلَدُ القِفَارُ
- أَجِبْنِي يَا كُلَيْبُ خَلاَكَ ذَمٌّ
- ضَنِينَاتُ النُّفُوسِ لَهَا مَزَارُ
- أَجِبْنِي يَا كُلَيْبُ خَلاَكَ ذَمٌّ
- لَقَدْ فُجِعَتْ بِفَارِسِهَا نِزَارُ
- سَقَاكَ الْغَيْثُ إِنَّكَ كُنْتَ غَيْثاً
- وَيُسْراً حِينَ يُلْتَمَسُ الْيَسَارُ
- أَبَتْ عَيْنَايَ بَعْدَكَ أَنْ تَكُفَّا
- كَأَنَّ غَضَا الْقَتَادِ لَهَا شِفَارُ
- وَإِنَّكَ كُنْتَ تَحْلُمُ عَنْ رِجَالٍ
- وَتَعْفُو عَنْهُمُ وَلَكَ اقْتِدَارُ
- وَتَمْنَعُ أَنْ يَمَسَّهُمُ لِسَانٌ
- مَخَافَةَ مَنْ يُجِيرُ وَلاَ يُجَارُ
- وَكُنْتُ أَعُدُّ قُرْبِي مِنْكَ رِبْحاً
- إِذَا مَا عَدَّتِ الربْحَ التجَارُ
- فَلاَ تَبْعَدْ فَكُلٌّ سَوْفَ يَلْقَى
- شَعُوباً يَسْتَدِيرُ بِهَا الْمَدَارُ
- يَعِيشُ المَرْءُ عِنْدَ بَنِي أَبِيهِ
- وَيُوشِكُ أَنْ يَصِيرَ بِحَيْثُ صَارُوا
- أَرَى طُولَ الْحَيَاةِ وَقَدْ تَوَلَّى
- كَمَا قَدْ يُسْلَبُ الشَّيْءُ المُعَارُ
- كَأَنِّي إذْ نَعَى النَّاعِي كُلَيْباً
- تَطَايَرَ بَيْنَ جَنْبَيَّ الشَّرَارُ
- فَدُرْتُ وَقَدْ عَشِي بَصَرِي عَلَيْهِ
- كَمَا دَارَتْ بِشَارِبِهَا العُقَارُ
- سَأَلْتُ الْحَيَّ أَيْنَ دَفَنْتُمُوهُ
- فَقَالُوا لِي بِسَفْحِ الْحَي دَارُ
- فَسِرْتُ إِلَيْهِ مِنْ بَلَدِي حَثِيثاً
- وَطَارَ النَّوْمُ وَامْتَنَعَ القَرَارُ
- وَحَادَتْ نَاقَتِي عَنْ ظِل قَبْرٍ
- ثَوَى فِيهِ المَكَارِمُ وَالْفَخَارُ
- لَدَى أَوْطَانِ أَرْوَعَ لَمْ يَشِنْهُ
- وَلَمْ يَحْدُثْ لَهُ فِي النَّاسِ عَارُ
- أَتَغْدُوا يَا كُلَيْبُ مَعِي إِذَا مَا
- جَبَانُ الْقَوْمِ انْجاهُ الْفِرَارُ
- أَتَغْدُوا يا كليبُ معي إذا ما
- خُلُوقُ القومِ يشحذُها الشفَارُ
- أَقُولُ لِتَغْلِبٍ وَالْعِزُّ فِيهَا
- أَثِيروهَا لِذَلِكُمُ انْتِصَارُ
- تَتَابَعَ إِخْوَتِي وَمَضَوْا لأَمْرٍ
- عَلَيْهِ تَتَابَعَ الْقَوْمُ الحِسَارُ
- خُذِ الْعَهْدَ الأَكِيدَ عَلَيَّ عُمْرِي
- بِتَرْكِي كُلَّ مَا حَوَتِ الديَارُ
- وَهَجْرِي الْغَانِيَاتِ وَشُرْبَ كَأْسٍ
- وَلُبْسِي جُبَّةً لاَتُسْتَعَارُ
- وَلَسْتُ بِخَالِعٍ دِرْعِي وَسَيْفِي
- إِلَى أَنْ يَخْلَعَ اللَّيْلَ النَّهَارُ
- وإلاَّ أَنْ تَبِيدَ سَرَاةُ بَكْرٍ
- فَلاَ يَبْقَى لَهَا أَبَدَاً أَثَارُ
المزيد...
العصور الأدبيه