الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> بشر بن ابي حازم الاسدي >> تعنَّى القلب من سلمى عَناءُ >>
قصائدبشر بن ابي حازم الاسدي
- تَعَنَّى القَلْبَ مِنْ سَلْمَى عَنَاءُ
- فَمَا لِلْقَلْبِ مُذْ بَانُوا شِفَاءُ
- هُدُوءاً ثُمَّ لأْياً مَا اسْتَقَلُّوا
- لِوِجْهَتِهِمْ وَقَدْ تَلَعَ الضِّيَاءُ
- وآذَنَ أَهْلُ سَلْمَى بارْتِحَالٍ
- فَمَا لِلْقَلْبِ إذْ ظَعَنُوا عَزَاءُ
- أُكَاتِمُ صَاحِبِي وَجْدِي بِسَلْمَى
- وَلَيْسَ لِوَجْدِ مُكْتَتِمٍ خَفَاءُ
- فَلَمَّا أَدْبَرُوا ذَرَفَتْ دُمُوعي
- وَجَهْلٌ مِنْ ذَوِي الشَّيْبِ البُكَاءُ
- كأَنَّ حُمُولَهُمْ لَمَّا اسْتَقَلُّوا
- نَخِيلُ مُحَلِّمٍ فِيهَا انْحِنَاءُ
- وَفِي الأَظْعَانِ أَبْكارٌ وَعُونٌ
- كعِينِ السِّدْرِ أَوْجُهُهَا وِضَاءُ
- عَفَا مِنْهُنَّ جِزْعُ عُرَيْتِنَاتٍ
- فَصَارَةُ فَالفَوَارِعُ فالحِسَاءُ
- فَيَا عَجَباً عَجِبْتُ لآلِ لأْمٍ
- أَمَا لَهُمُ إذَا عَقَدُوا وَفَاءُ
- مَجَاهِيلٌ إذا نُدِبُوا لِجَهْلٍ
- وَلَيْسَ لَهُمْ سِوَى ذَاكُمْ غَناءُ
- وأَنْكَاسٌ إذا اسْتَعَرَتْ ضَرُوسٌ
- تَخلَّى مِنْ مَخَافَتِهَا النِّسَاءُ
- سأَقذِفُ نَحْوَهمْ بِمُشَنَّعاتٍ
- لَهَا مِنْ بَعْدِ هُلْكِهِمُ بَقَاءُ
- فَإنَّكُمُ وَمِدْحَتَكُمْ بُجَيراً
- أَبَا لَجأٍ كَمَا امْتُدِحَ الأَلاءُ
- يَرَاهُ النَّاسُ أَخْضَرَ مِن بَعِيدٍ
- وَتَمْنَعُهُ المَرَارَة والإبَاءُ
- كَذَلِكَ خِلْتُهُ إذْ عَقَّ أَوْساً
- وأَدْرَكَهُ التَّصَعْلُكُ والذَّكَاءُ
- فَيَا عَجَباً! أَيُوْعِدُني ابْنُ سُعْدَى
- وَقَدْ أَبْدَى مَسَاوِئَهُ الـهِجَاءُ
- وَحَوْلِي مِنْ بَنِي أَسَدٍ حُلُولٌ
- كَمِثْلِ اللَّيْلِ ضَاقَ بِهَا الفَضَاءُ
- هُمُ وَرَدُوا المِيَاهَ عَلَى تَمِيمِ
- كَوِرْدِ قَطاً نَأَتْ عَنْهُ الحِسَاءُ
- فَظَلَّ لَهُمْ بِنَا يَوْمٌ طَوِيلٌ
- لَنَا في حَوْضِ حَوْزَتِهِمْ دُعَاءُ
- وَجَمْعٍ قَدْ سَمَوْتُ لَهُمْ بِجَمْعٍ
- رَحِيبِ السَّرْبِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ
- لُهَامٍ مَا يُرَامُ إذَا تَهَافَى
- وَلاَ يُخْفِي رَقِيبَهُمُ الضَّرَاءُ
- لـهُ سَلَفٌ تَنِدُّ الوَحْشُ عَنْهُ
- عَرِيضُ الجَانِبَيْنِ لَهُ زُهَاءُ
- صَبَحْناهُ لِنَلْبِسَهْ بِزَحْفٍ
- شَدِيدِ الرُّكْنِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ
- بِشِيبٍ لاَ تَخِيمُ عَنِ المُنَادِي
- وَمُرْدٍ لاَ يُرَوِّعُها اللِّقَاءُ
- على شُعْثٍ تَخُبُّ عَلَى وَجَاهَا
- كَمَا خَبَّتْ مُجَوَّعَةً ضِرَاءُ
المزيد...
العصور الأدبيه