الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> بشر بن ابي حازم الاسدي >> أمنْ ليلى وجارتها تروح >>
قصائدبشر بن ابي حازم الاسدي
- أَمِنْ لَيْلَى وَجَارَتِهَا تَرُوحُ
- وَلَيْسَ لِحَاجَة مِنْهَا مُرِيحُ
- وَلَيْسَ مُبَيِّنٌ في الدَّارِ إلاَّ
- مَبِيتُ ظَعَائِنٍ وَصَدًى يَصِيحُ
- وَلَمْ تَعلَمْ بِبَيْنِ الحَيِّ حَتَّى
- أَتَاكَ بِهِ غُدَافِيٌّ فَصِيحُ
- فَظِلْتُ أُكَفْكِفُ العَبَرَاتِ مِنِّي
- وَدَمْعُ العَيْنِ مُنْهَمِرٌ سَفُوحُ
- وَدَمعِي يَوْمَ ذَلِكَ غَرْبُ شَنٍّ
- بِجَانِبِ شَهْمَةٍ مَا تَسْتَرِيحُ
- وَلَمْ أَبْرَحْ رُسُومَ الدّارِ حَتَّى
- أَزَاحَتْ عِلَّتي حَرَجٌ مَرُوحُ
- لَهَا قَرَدٌ كَجُثِّ النَّمْلِ جَعْدٌ
- تَغَصُّ بِهِ العَرَاقِي والقُدُوحُ
- أَعَانَ سَرَاتَهُ وَبَنَى عَلَيْهِ
- بِمَا خَلَطَ السَّوَادِيُّ الرَّضيخُ
- سَنَاماً يَرْفَعُ الأَحْلاَسَ عَنْهُ
- إلَى سَنَدٍ كَمَا ارْتُفِدَ الضَّرِيحُ
- كأَنَّ قُتُودَهَا بِأُرَيْنَبَاتٍ
- تَعَطَّفَهُنَّ مَوْشِيٌّ مُشِيحُ
- تَضَيَّفَهُ إلَى أَرْطَاة حِقْفٍ
- بِجَنْبِ سُوَيْقَةٍ رِهَمٌ وَرِيحُ
- فَبَاكَرَهُ مَعَ الإشْرَاقِ غُضْفٌ
- يَخُبُّ بِهَا جَدَايَةُ أَوْ ذَرِيحُ
- وأَضْحَى والضَّبابُ يَزِلُّ عَنْهُ
- كَوَقْفِ العَاجِ لَيْسَ بِهِ كُدُوحُ
- فَجَالَ كأَنَّ نِصْعاً حَمْيَرياً
- إذَا كَفَرَ الغُبَارُ بِهِ يَلُوحُ
- فَلَمَّا أَنْ دَنَوْنَ لِكَاذَتَيْهِ
- وأَسْهَلَ مِنْ مَغَابِنِهِ المَسيحُ
- يَسُدُّ فُرُوجَهُ رَبِذٌ مُضافٌ
- يُقَلِّبُهُ عِجَالُ الوَقْعِ رُوحُ
- فَلَمّا أَخْرَجَتْهُ مِنْ عَرَاهَا
- كَريهَتُهُ، وَقَدْ كَثُرَ الجُرُوحُ
- قَلِيلاً ذَادَهُنَّ بِصَعْدَتَيْهِ
- بسَحْمَاوَيْنِ لِيطُهُمَا صَحِيحُ
- تَوَاكَلْنَ العُوَاءَ، وَقَدْ أَرَاهَا
- حِيَاضَ المَوْتِ شَاصٍ أَوْ نَطِيحُ
- وَغَادَرَ فَلَّهَا مُتَشَتِّتَاتٍ،
- على القَسِمَاتِ شَامِلُهَا الكُدُوحُ
- وأَصْبَحَ نَائياً مِنْها بَعيداً
- كَنَصْلِ السَّيْفِ جَرَّدَهُ المُلِيحُ
- وأضْحَى لاصِقاً بالصُّلْبِ مِنْهُ
- ثَمائِلُهُ كَمَا قَفَلَ المَنِيحُ
- وأَصْبَحَ يَنْفُضُ الغَمَراتِ عَنْهُ
- كَوَقْفِ العَاجِ طُرَّتُهُ تَلُوحُ
المزيد...
العصور الأدبيه