الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> بشر بن ابي حازم الاسدي >> بلى،إنَّ العزاء لـهُ دواءٌ >>
قصائدبشر بن ابي حازم الاسدي
- كَفَى بِالنَّأْيِ مِنْ أَسْمَاءَ كَافِي
- وَلَيْسَ لِحُبِّها إذْ طَالَ شَافِي
- بلَى، إنَّ العَزَاءَ لَهُ دَوَاءٌ
- وَطُولُ الشَّوْقِ يُنْسيكَ القَوافي
- فَيَا لَكَ حَاجَةً وَمِطَالَ شَوْقٍ
- وَقَطْعَ قَرِينَةٍ بَعْدَ ائتِلافِ
- كأَنَّ الأَتْحَمِيَّةَ قَامَ فِيهَا
- لِحُسْنِ دَلاَلِهَا رَشَأٌ مُوَافِي
- مِنَ البِيضِ الخُدُودِ بِذِي سُدَيْرِ
- يَنُشْنَ الغُصْنَ مِنْ ضَالٍ قِضَافِ
- أَوِ الأَدْمِ المُوَشَّحَةِ العَوَاطِي
- بِأَيْدِيهِنَّ مِنْ سَلَمِ النِّعَافِ
- كأَنَّ مُدامَةً مِنْ أَذْرِعَاتٍ
- كُمَيْتاً، لَوْنُها لَوْنُ الرُّعافِ
- عَلى أَنْيَابِها بِغَرِيضِ مُزْنٍ
- أَحَالَتْهُ السَّحَابَةُ في الرِّصَافِ
- فَإنَّكِ لَوْ رَأَيْتِ غَداةَ بِنْتُمْ
- خُشُوعِي لِلتَّفَرُّقِ واعْتِرَافِي
- إذاً لَرَثَيْت لِي، وَعَلِمْتِ أنّي
- بِوُدِّي غَيْرُ مُطَّرَفِ التَّصَافِي
- وَحَاجَةِ آلِفٍ بَدَّلْتُ صَرْماً
- إذا هَمَّ القَرِينَةُ بانْصِرَافِ
- على أَنّي عَلى هِجْرَانِ سُعْدَى
- أُمَنِّيَها المَوَدَّةَ في القَوَافي
- فَسَلِّ طِلاَبَهَا، وَتَعَزَّ عَنْها
- بِنَاجِيَةٍ تَخَيَّلُ بالرِّدافِ
- بِحُرْجُوجٍ، يَئِطُّ النَّسْعُ فِيهَا
- أَطِيطَ السَّمْهَريَّةِ في الثِّقَافِ
- كأَنَّ مَوَاضِعَ الثَّفِنَاتِ مِنْها
- إذَا بَرَكَتْ، وَهُنَّ عَلَى تَجَافِي
- مُعَرَّسُ أَرْبَعٍ مُتَقَابِلاتٍ
- يُبَادِرْنَ القَطَا سَمَلَ النِّطَافِ
- فأَبْقَى الأَيْنُ والتَّهْجِيرُ مِنْها
- شُجُوباً مِثْلَ أَعْمِدَةِ الخِلاَفِ
- تَخِرُّ نِعَالُها، وَلَهَا نَفِيٌّ
- مِنَ المعْزَاءِ مِثْلُ حَصَى الخِذَافِ
- كَأَنَّ السَّوْطَ يَقْبِضُ بَطْنَ طَاوٍ
- بِأَجْمَادِ اللُّبَيِّنِ مِنْ جُفَافِ
- شَجَجْتُ بِهَا إذا الآرَامُ قَالَتْ
- رُؤوسَ اللامِعَاتِ مِنَ الفَيَافِي
- فَلَيْتَني قَدْ رَأَيْتُ العِيسَ تَرْمِي
- بِأَيْدِيها المَفَاوِزَ عَنْ شِرَافِ
- عَوَامِدَ لِلْمَلاَ وَجُنُوبِ سَلْمَى
- عَلَى أَعْجَازِهَا دُكْنُ العِطَافِ
- إلى أَوْسِ بْنِ حارِثَة بْنِ لأْمٍ
- لِرَبِّكِ، فاعْلَمِي إنْ لَمْ تخافي
- فَمَا صَدْعٌ بِجُبَّةَ أَوْ بِشُوطٍ
- عَلَى زُلُقٍ زَوَالِقَ ذِي كهافِ
- تَزِلُّ اللَّقْوَةُ الشَّغْوَاءُ عَنْهَا
- مَخَالِبُها كأطْرافِ الأشافي
- بِأَحْرَزَ مَوْئِلاً مِنْ جَارِ أَوْسٍ
- إذَا مَا ضِيمَ جِيرَانُ الضِّعافِ
- وَمَا لَيْثٌ بِعَثَّرَ في غَرِيفٍ
- يُغَنِّيهِ البَعُوضُ عَلَى النِّطافِ
- مُغبٌّ، ما يَزَالُ على أَكِيلٍ
- يُنَاغِي الشَّمْسَ لَيْسَ بِذِي عِطَافِ
- بِأَبْأَسَ سَوْرةً لِلْقِرْنِ مِنْهُ
- إذا دُعِيَتْ نَزَالِ لَدَى الثِّقَافِ
- وَمَا أَوْسُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ لأَمٍ
- بِغُمْرٍ في الأُمُورِ وَلاَ مُضَافِ
المزيد...
العصور الأدبيه