الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> غشيت منازلاً بعريتنات >>
قصائدالنابغة الذبياني
- غَشِيتُ مَنازِلاً بعُرَيْتِناتٍ،
- فأعْلى الجِزْعِ للحَيّ المُبِنّ
- تَعاوَرَهُنّ صَرْفُ الدّهْرِ، حتى
- عَفَوْنَ، وكلُّ مُنْهَمِرٍ مُرنّ
- وقَفْتُ بها القَلوصَ، على اكتئابٍ،
- وذاكَ تَفارُطُ الشّوقِ المُعَنّي
- أُسائِلُها، وقد سَفَحَتْ دُموعي،
- كأنّ مَفيضَهُنّ غُروبُ شَنّ
- بُكاءَ حَمامَةٍ، تَدعو هَديلاً،
- مُفَجَّعَةٍ، علَى فَنَنٍ، تُغَنّي
- ألِكْني يا عُيَينَ إليكَ قَوْلاً
- سأهديهِ إليكَ، إليك عَنّي
- قَوافيّ كالسِّلامِ، إذا استَمَرّتْ،
- فليسَ يَرُدّ مَذهَبَها التّظَنّي
- بهنّ أدينُ مَنْ يَبْغي أذاني،
- مُدايَنَةَ المُدايِنِ، فَلْيَدِنّي
- أتَخْذُلُ ناصري وتُعِزّ عَبْساً،
- أيَرْبوعَ بنَ غَيْظٍ للمِعَنّ
- كأنكّ مِنْ جِمالِ بَني أُقَيشٍ،
- يُقَعْقَعُ، خَلفَ رِجْلَيْهِ، بِشَنّ
- تكونُ نَعامةً طَوراً، وطَوراً
- هوِيَّ الرّيحِ، تَنسُجُ كُلّ فَنّ
- تَمَنَّ بعادَهمْ، واسْتَبقِ منهمْ،
- فإنّكَ سَوْفَ تُترَكُ والتّمَنّي
- لدى جَرعاءَ، ليسَ بها أنيسٌ؛
- وليسَ بها الدّليلُ بمُطْمَئِنّ
- إذا حاوَلْتَ، في أسَدٍ، فُجوراً،
- فإنّي لستُ منكَ، ولستَ منّي
- فهُمْ دِرْعي، التي استلأمْتُ فيها،
- إلى يَومِ النِّسارِ، وهمْ مِجَنيّ
- وهمْ وَرَدوا الجِفارَ على تَميمٍ؛
- وهم أصْحابُ يَوْمِ عُكاظَ، إنّي
- شَهِدْتُ لـهُمْ مَواطِنَ صادِقاتٍ،
- أتَيْنَهُمُ بوُدّ الصَّدْرِ منّي
- وهُمْ ساروا لِحُجْرٍ في خَميسٍ،
- وكانوا، يومَ ذلك، عندَ ظنَيّ
- وهُمْ زَحَفوا، لغَسّانٍ، بزَحْفٍ
- رحيبِ السَّربِ، أرعنَ، مُرْجحنّ
- بكلِّ مُجَرَّبٍ، كاللّيثِ يَسْمُو
- على أوصالِ ذَيّالٍ، رِفَنّ
- وضُمْرٍ كالقِداحِ، مُسَوَّماتٍ،
- علَيها مَعْشَرٌ أشباهُ جِنّ
- غَداةَ تَعاوَرَتْهُ، ثَمّ، بِيضٌ،
- دُفِعْنَ إلَيهِ في الرَّهّجِ المُكِنّ
- ولو أنّي أطَعْتُكَ في أُمورٍ،
- قَرَعْتُ نَدامَةً، منْ ذاكَ، سِنّي
المزيد...
العصور الأدبيه